أكد الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، أن ارتباك الوضع الأمني الآن في البلاد يضعنا جميعًا في اختبار عصيب، لذلك تحرص حكومته على اكتساب ثقة المواطنين ووضع حد لتلك الحالة المتأزمة، وهو ما يعني ضرورة استمرار فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال المقرر. الببلاوي أضاف في حواره ببرنامج «جملة مفيدة» مع الإعلامية منى الشاذلي على فضائية MBC مصر، أن الحكومة تريد بالفعل إنهاء حظر التجوال في أقرب فرصة، وإذا مرت الجمعة المقبلة بظروف مستقرة فستكون الفرصة أكبر لإعادة النظر في تأخير موعده، ولكننا لا ننكر أن أهم إنجازات الحكومة الانتقالية الحالية هي تطبيق القانون وتحقيق الأمن الذي افتقده الشارع منذ فترة طويلة، بحسب وصفه. وحول خارطة الطريق، شدد الببلاوي أنه لا أحد يستطيع أن يقول نتائج محددة بشأنها، كما أن الحكومة الحالية «وقتية»، وهناك فارق بالطبع بين الحكومة الانتقالية وحكومة تسيير الأعمال؛ فالأولى من أخطر الحكومات، لأنها تنقل البلاد من نظام له مكونات وقواعد إلى نظام جديد. وعن استقالة الدكتور محمد البرادعي من منصبه كنائب الرئيس للعلاقات الدولية، أشاد رئيس الوزراء بالأول وبدوره في محاولة اختلاق أكبر فرصة للتوصل إلى اتفاق مع مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي قبل فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة؛ حيث كان الوحيد الذي أعلن رفضه خلال اجتماع مجلس الدفاع الوطني قبل فضّ الاعتصام، لأنه كان يضع أمامه دائمًا ما حدث في الجزائر والصراع بين الإسلاميين والجيش، وقال: «ولكن مهما كان اختلافنا في وجهات النظر فإنه لا يصح أن نطعن في وطنيته أو نزاهته؛ فهو شخص محترم جدًا ولديه مبادئ، وكانت استقالته «متسقة مع ما يؤمن به» ولم يغير أرائه في لحظة من اللحظات». و طالب الببلاوي القوى السياسية بالكفّ عن الإساءة إلى البرادعي وتشويهه، وفي ذات الإطار نفى أن تكون استقالة نائب الرئيس السابق قد عملت على تغيُر الموقف الدولي تجاه الأزمة المصرية «الموقف الدولي لا يرتبط بشخص أو بآخر، لكنه مرتبط بمدى التقدم في الوضع، لذلك فاستقالة البرادعي ليس لها تأثير على وجهات النظر الخارجية». ولفت رئيس الوزراء إلى أن الدولة حاولت تجنب فضّ اعتصامات أنصار الرئيس السابق محمد مرسي وسمحت بوساطات خارجية، ولكنهم أصرّوا على «عودة مرسي والشورى، فكيف تستطيع أي حكومة أن تحقق أهدافها في ظل استمرار الاعتصامات». وتطرق الحديث عن إمكانية حلّ حزب الحرية والعدالة، حيث قال الببلاوي أن حلّ الحزب أو جماعة الإخوان المسلمين ليس حلًا؛ فقد تم حلها من قبل عام 1949 ولم يُفد ذلك بشيء، كما أننا الآن في دولة القانون ومن يخالف قانون الأحزاب هو فقط من يتم حله، وكل ما نريده من هذا الحزب أن يلتزم بعدم خلط الدين بالسياسة، وعدم وجود ميليشيات خاصة به يستخدمها وفقًا لأجندته المسبقة. الببلاوي أعرب عن أمنيته ألا يتم حلّ أي من الأحزاب وأن يظلوا هم بدورهم على التزامهم بالقانون، كما رأى أن اتخاذ قرارات بالحلّ والتصعيد السياسي في ظل تلك الظروف المشتعلة أمرًا غير حكيم، وأكد أن من الضروري الانتظار حتى تهدأ الأمور ثم يأتي بعد ذلك النظر في القرارات الواجب اتخاذها. كما شدد على أن القوات المسلحة تدخلت من أجل مساندة الشعب، كما حدث في 25 يناير2011، ومن بعدها انتهى الحُكم العسكري في مصر «إلى الأبد»؛ حيث اكتشف العسكريون أنفسهم أنهم الخاسر الأكبر في حالة اشتغالهم بالسياسة «ولم أر السيسي منذ لحظة حلف اليمين، ولم يتدخل مطلقًا في اختيار الوزراء ولم يتصل بي على الإطلاق».