قال "وليام بيرنز" مساعد وزير الخارجية الامريكى فى مؤتمره الصحفي، بمقر السفارة الامريكية بالقاهرة، اليوم الاثنين، أن هناك فرصة ثانية لمصر لتجديد اقتصادها بعد فترة لم يتم فيها تلبية احتياجات كثيرة للشعب المصرى .. ونامل ان تستغل الحكومة الانتقالية هذه الفرصة وان يتم منحها السلطة لاتخاذ القرارات الجادة ولايجاد فرص عمل واستعادة الحركة فى الصناعة والانتاج والسياحة وتنمية الصناعات الصغيرة وجذب الاستثمارات الاجنبية والمصرية . وقال اننا نساند تبنى الاصلاحات التى ستؤدى لتوقيع اتفاق صندوق النقد الدولى مع الاحتفاظ بالبرامج الاجتماعية . وأعرب عن الاعتقاد بان هذه الاجراءات ستؤدى الى الطريق الذى يحقق تطلعات الشعب المصرى بعد الثورة .. ونحن ندرك ان هناك فرصا كبيرة فى مصر وهو امر حاسم لان المصريين يتطلعون اكثر من اى وقت مضى لاتخاذ الخطوات الصحيحة .. ولا يمكن ان تنجح فترة انتقالية ديمقراطية بدون شعور بالامل فى تحسين الاقتصاد مؤكدا ان الولاياتالمتحدة ملتزمة بشكل كامل بمساعدة مصر لكى تنجح فى اختيارها الثانى لادراك وعود الثورة . قال انه مدرك لكون كثير من المصريين لديهم شكوكا فى الولاياتالمتحدة وانه لن يكون هناك شيىء سهل فى الطريق امامنا ولكن الحقيقة ان المصريين وحدهم هم الذين يستطيعون الاختيار لبناء مستقبل فيه تسامح ويشمل كل الاطراف .. ولكن بينما المصريون ياخذون خياراتهم فاننى اعلم انهم سيجدون شريكا امريكيا ملتزما . وردا على سؤال حول ما اذا كان يحمل افكارا للخروج من دائرة العنف فى مصر والمخاوف من شبح السيناريو السورى قال وليام بيرنز " لا اعتقد ان مصر فى خطر مواجهة تكرار المأساة التى نراها فى سوريا " . واعتقد ان الدروس من هذه التجربة البشعة واضحة امام الجميع فى كل المنطقة .. ويبدو لى بناء على المناقشات التى اجريتها فى مصر على مدى يوم ونصف ومباحثاتى قبلها مرات عدة ان مصر تدرك جيدا مخاطر الاستقطاب والمخاطر التى يمكن ان يسببها العنف المتصاعد بين مختلف طوائف المجتمع على فرص المصالحة العامة . وقال انه يعتقد ان المصريين امامهم مريطة طريق والامر المهم الان هو ضمان روح الشمولية فى كل خطوة من خريطة الطريق من الدستور او الاستفتاء او الانتخابات الرئاسية والبرلمانية او تشكيل الحكومة .. وان المصريين من كل الاطياف يشعرون بقدر من الملكية المشتركة وجزء فى هذه العملية لانه يبدو لى ان هذه هى الاسس التى فكر فيها المصريون على مدى العامين والنصف الماضيين وهذه هى المبادىء التى نادت بها ثورة 25 يناير وهى كذلك المبادىء التى ستستمر الولاياتالمتحدة فى فعل اى شيىء من اجل دعمها . واشار الى ان المصريين وحدهم من يحددون اختياراتهم وهو ليس خياراتنا وليس لنا ان ناخذ جانب اشخاص او احزاب معينة ولكننا ننحاز للمبادىء الديمقراطية الاساسية وننحاز للمواطنين المصريين فى اتباع هذه المبادىء وجهودهم لجعلها حقيقة وواقع .. وهذا امر نحن ملتزمون به . وردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن قد تلقت استجابة لمطلبها بالافراج عن الدكتور محمد مرسى وقادة الاخوان المسلمين قال بيرنز " سنرى .. ويجب ان تسألوا السلطات المصرية بشأن ذلك لكن وكما تعلمون فاننا اوضحنا وجهة نظرنا فى هذا الموضوع بشكل واضح للغاية" . وردا على سؤال حول التناقض بين الاقوال الرسمية الامريكية وما يتم فعلا خلف الستار قال وليام بيرنز ان الولاياتالمتحدة تؤمن بكل قوى ان الشعب المصرى يستحق مؤسسات ديمقراطية والتى كانت ثورة 25 يناير كلها تدور حولها وهى خيارات المصريين فقط ولكن حهود تحقيق هذه الآمال وتحويلها لواقع هى التى ستساندها الولاياتالمتحدة بقوة . وهو ليس شأننا أو شأن آخرين خارج مصر لكى يساندوا شخصية سياسية معينة او حزب سياسى معين فهذا يخص المصريين .. وما سنفعله هو دعم عملية شاملة ديمقراطية متسامحة فهى الطريق الوحيد لبناء الثقة الشعبية فى المؤسسات واهداف الثورة . واضاف انه وفى نفس الوقت فان هناك فرصا للتحسن الاقتصادى فى الشهور القادمة لاننى افهم بشكل جيد انه لا يوجد طريق للانتقال الديمقراطى السياسى بدون امل وفرص اقتصادية . واشار الى ان الاختيارات الاقتصادية الصعبة تتعلق فقط بالمصريين لاتخاذها . ونحن سنواصل دعم المصريين كما فعلت على مدى السنوات الماضية ونتطلع لان تستمر هذه المساعدة الامريكية وكذلك اصدقاء مصر وصندوق النقد لتقوية ودعم الاقتصاد المصرى . وقال ان مصر حققت فى التسعينات نموا اقتصاديا وصل نهاية القرن لسبعة بالمائة، والمشكلة كما تعلمون ان فوائد هذا النمو لم توزع على المجتمع كله ولعل هذا كان احد اسباب الثورة من اجل العدالة الاجتماعية وايجاد فرص سياسية واقتصادية متساوية .. وهذه هى الفرص التى سنبذل كل جهدنا لمساندتها .