عقب انتهاء العمليات العسكرية في حي التضامن بالعاصمة السورية دمشق أمس، السبت، أعلن مصدر عسكري أن الجيش السوري أصبح يسيطر على أحياء دمشق بشكل شبه كامل، في حين لا تزال مواجهات حلب، شمال سوريا، مستمرة. وردت الناشطة السورية المعارضة لينا الشامي قائلة لوكالة فرانس برس ان "الجيش السوري الحر انسحب من التضامن لكن عناصره موجودون في كل انحاء العاصمة حيث يشنون هجمات محددة الاهداف ثم يتوارون". مضيفة "الجيش السوري الحر لا يستطيع ولا يريد السيطرة على احياء في دمشق". وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد أعلن في بيان له ان "اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في حي التضامن الذي يتعرض لقصف هو الاعنف" نقلا عن ناشطين في الحي. وعلى الجانب الآخر قالت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان "القوات السورية لاحقت فلول الارهابيين المرتزقة في حي التضامن واشتبكت معهم وأوقعت في صفوفهم خسائر فادحة". في حين وذكر العقيد عبد الجبار العكيدي، مسؤول القيادة العسكرية في "الجيش السوري الحر" المكون من منشقين ومدنيين مسلحين، "انها عمليات القصف الاعنف لحي صلاح الدين منذ بداية المعركة لكن جيش الاسد لم يتمكن من التقدم". وبالنسبة لحلب فقد صرح مسؤول أمني سوري لوكالة فرانس برس، السبت، أن "معركة حلب لم تبدأ بعد وان القصف الجاري ليس الا تمهيداً". وكان معارضون مسلحون هاجموا فجر امس مبنى الاذاعة والتلفزيون في مدينة حلب ووضعوا متفجرات من حوله قبل ان يقصفهم الطيران وينسحبوا، بحسب المرصد السوري الذي أفاد ان حصيلة اعمال العنف السبت بلغت 63 قتيلًا هم 41 مدنيا وثلاثة مقاتلين معارضين ومنشق واحد و18 جنديا نظاميا في مناطق سورية عدة. يجدر بالذكر أن هذه الأحداث تأتي بعد يوم من تبني الجمعية العامة للامم المتحدة، الجمعة، بغالبية كبيرة قرارا ذا بعد رمزي يندد باستخدام الجيش السوري للاسلحة الثقيلة، وينتقد عجز مجلس الأمن الدولي عن ممارسة ضغط على دمشق. ويعد ذلك أيضا انتقادا ضمنيا لموسكو وبكين اللتين عرقلتا تبني أي قرار يدين نظام بشار الاسد. وجاء هذا القرار عقب استقالة كوفي أنان، الخميس، من منصبه كموفد دولي وعربي في سوريا، مرجعا قراره الى عدم تلقيه دعما كافيا من المجتمع الدولي لتطبيق خطة النقاط الست التي كان طرحها لتسوية النزاع السوري.