أقيل رئيس باراجواي فيرناندو لوجو من منصبه أمس الجمعة، بعد محاكمة سريعة بتهمة التقصر في أداء الواجب. ووجد الكونجرس أن لوجو مدان بسوء إدارة اشتباكات مسلحة وقعت بشأن إخلاء قطعة أرض قتل فيها 17 شرطيا وفلاحا الأسبوع الماضي، ولوجو قس كاثوليكي سابق ترك الكنيسة للترشح للرئاسة. وأثار انتخاب لوجو (61 عاما) قبل أربع سنوات بناء على وعود بأنه سيدافع عن احتياجات الفقراء في باراجواي آمالا كبيرة في ذلك البلد المصدر للصويا ولا توجد له منافذ بحرية ولكن برنامجه الإصلاحي توقف بسبب سيطرة المعارضة على الكونجرس. وتخلى حلفاؤه السياسيون عنه مع تزايد الانتقادات بشأن إراقة الدماء التي وقعت الأسبوع الماضي في مناطق ريفية بشمال شرق البلاد وتصويت مجلس الشيوخ بأغلبية 39 صوتا مقابل أربعة اصوات لعزله أمس الجمعة، بعد يوم واحد من تحريك مجلس النواب إجراءات محاكمته بتهمة التقصير في أداء واجبه. وقال لوجو في كلمة هادئة في التلفزيون الوطني "على الرغم من تحريف القانون مثل فرع هش في مهب الريح فإنني اقبل قرار الكونجرس" ودعا أنصاره إلى الهدوء، وأضاف أن "تاريخ باراجواي تعرض لجرح غائر." وأدلى لوجو بهذه الكلمات قبل لحظات من أداء فريدريك فرانكو نائبه وخصمه السياسي المنتمي للوسط اليمين لإكمال آخر عام من فترة لوجو الرئاسية. وتجمع عدة الاف من أنصار لوجو خارج الكونجرس في العاصمة أسونسيون وحاولوا اقتحام خطوط الشرطة لدى إصدار الحكم. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق الحشد، وأدت السرعة غير المسبوقة التي تمت بها المحاكمة إلى إثارة القلق بين الحكومات الاخرى في المنطقة وقال العديد من رؤساء أمريكا الجنوبية اليساريين أنهم لن يعترفوا بنظام الحكم الجديد. وقال الرئيس الاكوادوري رافائيل كوريا للتلفزيون المحلي"ما حدث غير قانوني على الإطلاق"، وقالت رئيسة الارجنتين كريستينا فرنانديز أن بلادها "لن تضفي شرعية على الانقلاب" في باراجواي، وقالت بوليفيا وفنزويلا أيضا أنهما لن تعترفا بحكومة فرانكو.