أكدت نتائج دراسة بحثية أجريت على 15 ألف شخص فى خمس محافظات إن 17% من المصريين مرضى نفسيين، كما أن معدلات استهلاك الأدوية النفسية أصبحت فى المرتبة الثانية عالميا بعد أدوية القلب مباشرة بعد أن كانت فى المرحلة التاسعة. ويفسر الأطباء المشاركون فى المؤتمر الدولى الثامن فى الطب النفسى الذى انعقد فى القاهرة ذلك بسبب الضغوط التى يعانيها البشر جميعا، خاصة بسبب الظروف الاقتصادية. ووفقا لما يقوله الدكتور محمد غانم رئيس قسم الطب النفسى بجامعة عين شمس فإن ثورة 25 يناير غيرت فى تركيب المجتمع المصرى، فغالبية المصريين اتفقوا على هدف رئيسي، وهو إسقاط النظام، وتم إخراج كل الشحنات الإيجابية من أجل تحقيق الهدف. واستكمل دكتور غانم قائلا: "بعد سقوط النظام ظهرت مشاكل نفسية لدى المجتمع، لظهور فئات كانت مهمشة وأصبحت تبحث عن دور هى غير مؤهله له، فارتفع معها سقف المطالب بالنسبة لهؤلاء الأفراد، خاصة وأنهم يعانون ظروفا اقتصادية صعبة وبطالة، فانعكس ذلك عليهم فى صورة مشاكل نفسية". وأضاف أن الدراسة التى أجريت على 15 ألف شخص فى الإسكندرية والجيزة والفيوم والقليوبية والإسماعيلية، أظهرت أن 17% ممن شملتهم الدراسة، كعينة تمثل كل المصريين من سن 18 سنة حتى سن 64 سنة تم اختيارهم بطريقة عشوائية, يعانون أمراضا نفسية، وأهمها كان الاكتئاب والقلق والاضطرابات الجسدية والنفسية، وذلك نتيجة الضغوط التى يتعرض لها معظم المصريين الآن. ومن أهم المشكلات النفسية التى استعرضها المؤتمر، كان مرض الوسواس القهرى الذى أصبح يصيب 10% من المصريين، إذ يعانون أفكارا وسواسية ومظاهر دينية دخلت فى إطار الوسوسة. وتقول الدكتورة نهلة السعيد أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس إن هذا المرض يؤثر على وظائف المخ ويعوق ممارسة الحياة بشكل طبيعي، ويتم التعامل معه من خلال مجموعة من الأدوية التى تحسن من مادة السيرتونين فى المخ، وهى المسئولة عن عدم تكرارية الأفكار، وهذه الأدوية مع العلاج النفسى ساعدت فى شفاء 60% من المرضى نهائيا و30% يحتاجوا لاستمرارية العلاج. أما عن الاكتئاب، فتقول الدكتورة زينب البشرى أستاذ الطب النفسى جامعة عين شمس إن العقاقير أصبحت هى الحل الوحيد فى علاجه، حيث أنها يمكن أن تصلح المزاج فى خلال أسبوع. مشيرة إلى أن هذا المرض يدفع الشخص للانسحاب من الحياة إلى أن يصل إلى مرحلة متأخرة تؤدى للانتحار، وأوضحت أنه فى سنة 2020 سيصبح الاكتئاب ثانى مرض قاتل على مستوى العالم، علما بأن 5% من سكان العالم يعانون منه الآن، ومن أهم أسبابه العامل الوراثى مع الضغوط النفسية المتكررة مع استخدام بعض العقاقير التى تساعد على ظهور المرض.