أولا: يجب على الطبيب أن يشخص حالة الإلتهاب الكبدى المزمن ويحاول أن يعرف المسبب له فإن تم علاج المسبب فسوف يتم القضاء على الإلتهاب وللتأكد من حدوث الشفاء نتابع الإنزيمات الكبدية حتى تعود لمعدلها الطبيعى مع مزيد من المؤشرات الأخرى لو استدعى الأمر ذلك .... ولكن إذا استمر ارتفاع الإنزيمات الكبدية فإن هذا يعنى استمرار حالة الإلتهاب ولايوجد علاج لإرتفاع الإنزيمات إلا بعلاج المسبب لها من الفيروسات الكبدية أو الكبد الدهنى وخلافه من المسببات ثانيا: إذا أصبح المريض مصابا بالتليف الكبدى فهنا تختلف طريقة المتابعة حيث أن متابعة الإنزيمات الكبدية لم يعد هو جوهر المتابعة ويمكن الوقوف على حالة تليف كبد المريض بالموجات الصوتية (إذا كانت متقدمة) أو بعينة الكبد (وهى تعطى فكرة عن حالة الكبد حتى قبل حدوث التليف) أو ببعض التحاليل المعملية أو الفيبروسكان ويوجد 3 درجات من التليف: الأولى والثانية والثالثة ويمكن الوصول لذلك من الفحص الإكلينيكى بالإضافة للموجات فوق الصوتية وتحاليل الدم التى تعتمد أساسا على نسبة الصفراء بالدم وسيولة الدم ونسبة الزلال بالدم ثالثا: عندما يصاب المريض بأى درجة من درجات التليف الكبدى لابد وأن نتابع مضاعفات التليف مع العلم بأن احتمال حدوث هذه المضاعفات يكون أكثر كلما تقدمت درجة التليف فقد يكون أقلها احتمالا فى حالة التليف من الدرجة الأولى وأكثرها احتمالا فى حالة التليف المتقدم سواء الدرجة الثانية أو الثالثة ومن أهم المضاعفات التى نبحث عنها ولاننتظر ظهورها (لأنها عندما تظهر يتعذر علاجها) هى: 1. الإستسقاء 2. دوالى المرىء 3. أورام الكبد 4. الغيبوبة الكبدية 5. الخلل الكلوى 6. إلتهابات الغشاء البريتوتى . وإذا ذكرنا بعض هذه المضاعفات بعد التليف الكبدى فنجد أن تجمع السوائل بالجسم وخاصة تورم القدمين ثم انتفاخ البطن بسائل الإستسقاء هو من أهم هذه المضاعفات التى يمكن السيطرة عليها فى بادىء الأمر بالإمتناع عن الأملاح والمواد الغازية وقد نحتاج إضافة بعض مدرات البول فى بعض الحالات . أما دوالى المرىء فيمكن أن تحدث دون أن نعرف ويفاجىء المريض لأول مرة بالقىء الدموى لذلك من الواجب على مرضى الكبد المتليف أن يساعد طبيبه بالبحث عن ظهور هذه الدوالى بالمنظار ويتكرر هذا المنظار كل 3 سنوات إذا لم نجد الدوالى وكل عام إذا وجدت بدرجة بسيطة أو متوسطة وإذا ظهرت دلالات النزيف فيجب علاجها إما بالأدوية أو ربط هذه الدوالى وهذه المتابعة هامة جدا حيث لايجب انتظار القىء الدموى المفاجىء أو البراز الأسود الذى هو دلالة على حدوث النزيف من هذه الدوالى . أما الملاحظة الثالثة التى يجب أن ندركها مبكرا فهى أورام الكبد لأنها قابلة للعلاج عند اكتشافها مبكرا ويكون هذا بالفحص بالموجات الصوتية الدورى كل 6 شهور أو عام حسب حالة الكبد وبتحليل الألفافيتوبروتين وعندما نشك فى الأمر نلجأ للأشعة المقطعية ولا نبدأ بها لأنه ثبت أن تكرار الأشعة المقطعية بدرجة كبيرة ومتكررة قد يكون سببا فى الأورام السرطانية بنسبة 1,2% وعند ظهور الأورام مبكرا يمكن علاجها إما بالجراحة (سواء زراعة الكبد أو اسئصال الورم) أو بالتردد الحرارى حسب حالة الكبد وحجم الورم وموقعه داخل الكبد وفى حالة تعذر معرفة الورم مبكرا والإنتظار حتى ظهوره بطريقة متقدمة فإنه قد يتعذر علاجه وهنا قد نلجأ للحقن الكيماوى أو قد تتعذر كل الأمور لذا كان من الضرورى معرفة ظهور أورام الكبد مبكرا وذلك بالمتابعة الدقيقة والمستمرة من هناندرك أهمية متابعة حالة التليف لآن ما ذكرنا من أهم المضاعفات القابلة للعلاج والشفاء فى الوقت المبكر والتى تصبح غير قابلة للعلاج بإهمالها وقد بينا الوسائل المختلفة لمتابعة هذه المضاعفات السابق ذكرها ويجب أن نعلم بأن متابعة الإنزيمات الكبدية كما نرى من كثير من المرضى ليس بالأهمية إلا فى حالت معالجة مسبب الإلتهاب الكبدى المزمن . أما بقية مضاعفات التليف الكبدى مثل الخلل المخى فله الأهمية ويأتى ذلك من طريقة كلام المريض وتصرفاته التى تتزايد حتى يصاب بالغيبوبة الكبدية أما طريقة الكلام فنلاحظ خشونة الصوت وتهدجه كأنه نعسان والكلام متقطعا وطريقة إجابته على الأسئلة التى توجه إليه تتأخر وقد نلاحظ عدم التركيز وعدم التنبه بل قد نلاحظ بعض التصرفات الغريبة من المريض التى لم يتعود عليها أهل منزله وهذه التغيرات يمكن متابعتها تدريجيا فإن أهملنا ذلك ولم نلاحظ قد تتزايد الحالة حتى تحدث الغيبوبة الكبدية والتى يمكن أن تستمر لمدة ثلاثة أيام وإن أدركنا ذلك مبكرا أمكن العلاج مبكرا وذلك بالإبتعاد عن اللحوم والأسماك والطيور بأنواعها واستبدالها بالبروتينات النباتية مثل الفول والعدس والفاصوليا واللوبيا بالإضافة لبعض البروتينات الأخرى مثل البيض (شامل الصفار) واللبن على أشكاله المختلفة كاللبن الحليب و الزبادى واللبنة والجن والمهلبية .....إلخ ويجب تفادى جدوث الإمساك لأنه من العوامل التى تؤدى إلى هذا الخلل المخى الكبدى ويجب كذلك أن نمتنع عن أى مهدئات أو منومات وخاصة وان أهل المريض قد يشكون من عدم نومه ليلا ولا بد من معرفة هذه الحالة مبكرا لأنها قد تعرضه للحوادث سواء بقيادة السيارات أو أثناء العمل .... لذلك فإن مريض الخلل المخى لايسمح له بقيادة السيارات أو التعرض لأى عمل قد ينشأ منه خطورة وخلال حالة الخلل المخى الكبدى قد يبدو المريض أحيانا فى حالة صحية طيبة خاصة فى بادىء الأمر ولايمكن إدراك الخلل المخى الكبدى مبكرا إلا إذا علمنا المظاهر الأولية البسيطة التى تدل على هذا الخلل المخى الكبدى . وأخيرا وما تبقى من مضعافات للتليف الكبدى مثل إلتهاب الغشاء البريتونى والخلل الكلوى فهذا متروك للطبيب والذى يمكن أن يلاحظه عندما يكون المريض مصابا بالإستسقاء