من الملاحظ أننا نشهد حاليا عودة واسعة النطاق إلى ممارسة الحجامة cupping لعلاج كثير من الأمراض في الأقطار العربية مما أدى إلى إثارة جدل واسع بين مختلف الأوساط الطبية حول مدى فعالية هذه الطريقة العلاجية ومحاذيرها في بعض الأحيان، وخاصة بالشكل الذي تمارس به الآن. يعتبر العلاج باستخدام الحجامة cupping من أكثر الطرق العلاجية قدما، فقد استخدمها الآشوريون منذ عام 3300 ق.م و الفراعنة منذ عام 2200 ق.م. وكذلك الأطباء العرب فقد وصفها الرازي وإبن سينا في كتاباتهم. أما في الصين فإن الحجامة مع الإبر الصينية تعتبران أهم ركائز الطب الصيني التقليدي حتى الآن. والحِجَامَةُ cupping: كإصطلاح تعني إخراج الدم من الجسم بتشريط الجلد ، وبهذا تختلف الحجامة عن الفصادة التي تجرى بشق العروق واستنزاف الدم منها. كانت الحجامة تجرى أيضا بإستخدام العَلَق leeches الذي يوضع على الجلد فيمص الدم، أو دون تشريط الجلد، وذلك باستخدام كؤوس فارغة تُسَخَّن من باطنها لخلخلة الهواء وإحداث ضغط سلبي بداخلها، ثم توضع على مناطق مختارة من الجلد فتجذب الدمَ في العروق إلى موضع الحجامة، وهي طريقة تساعد بتخفيف الألم، وتعالج بعض الآفات الموضعية مثل التهاب العضلات myositis، والتهاب المفاصل arthritis في العصر الحديث عاد الاهتمام بمثل هذه الطرق القديمة من العلاج، فيما يعرف بالطب البديل أو الطرق الطبيعية للعلاج الذي أنشئت له في أنحاء متفرقة من العالم عيادات متخصصة أخذ روادها ممن يحاولون تجنب فرصة حدوث أعراض جانبية من جراء استعمال العقاقير يتزايدون يوماً بعد يوم. الحجامة في الطب النبوي: لما جاء الإسلام أقر ممارسة الحجامة؛ فقد مارسها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ففي الصحيحين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) احتجم وأعطى الحجَّام أجره، كما أثنى الرسول (صلى الله عليه وسلم) على تلك الممارسة، فقال كما جاء في البخاري: "خير ما تداويتم به الحجامة". وكان الأطباء العرب ممن استخدموا هذه الطريقة العلاجية. الحجامة من المنظور الطبي الحديث: لم تدخل الحجامة حتى الآن في الكتب المدرسية الطبية الحديثة كطريقة علاجية يمكن لها أن تشفي بعض الأمراض. وقبل المضي قدما في ممارسة هذه الطريقة لا بد من توفر الدراسات عنها وذلك وفق المعايير العلمية الحديثة. فوفقاً لجمعية السرطان الأمريكية، "الدليل العلمي الموجود لا يدعم الحجامة كعلاج للسرطان أو أي مرض آخر