خلل الغدة الدرقية والأطفال تؤثر مشكلات الغدة الدرقية في الأطفال على نموهم الجسدي و العقلي مما يؤثر بالتالي على المهارات الاجتماعية للطفل و قدرته علي التعلم. لذلك من الضروري أن يتفهم الوالدان الأعراض و العلامات الرئيسية لخلل الغدة الدرقية. كذلك من المهم أن يتذكرا أن العلاج متاح وأن التبكير به ضرورة لتجنب المشكلات بعيدة المدى. من الضروري أن يتلقى الأطفال الذين تم تشخيص حالاتهم كخلل بالغدة الدرقية الدعم الذي يحتاجونه من عائلاتهم لضمان تناول العلاج بانتظام و تفهم حالاتهم لما تشملها من تغيرات سلوكية. كذلك يوصى أن تكون المدرسة/الحضانة على علم بالتشخيص ومتطلبات الطفل من الدواء والرعاية. لماذا يمكن أن يتعرض طفلي لمشكلات الغدة الدرقية؟ يتعرض الأطفال لمشكلات الغدة الدرقية منذ الولادة حيث قد يولد الطفل بغدة درقية لا تعمل بالشكل الصحيح وهي حالة تسمى القصور الدرقي الخلقي. و قد يكون من الصعب اكتشاف حالات القصور الدرقي الخلقي عند الولادة حيث قد لا تظهر أية أعراض أو أن تكون الأعراض بسيطة لدرجة أنها لا تلاحظ. في بعض الحالات الشديدة قد يولد الطفل دون غدة درقية مما يتسبب في تشوهات جسدية منها كبر حجم اللسان. ما الذي يجب أن أبحث عنه؟ طول فترة الصفراء (إصفرار لون الجلد ومقلة العين) النعاس الزائد عدم الرضاعة بشكل طبيعي ارتخاء العضلات البكاء بصوت أجش (مبحوح) الإمساك و عدم انتظام حركة الأمعاء انخفاض درجة حرارة الجسم يجب اجراء فحص المسح المبكر لتشخيص الاطفال المصابين بالقصور الدرقي الخلقي بهدف بدء العلاج بالهرمون الدرقي بأسرع ما يمكن. وقد تختلف طريقة الفحص من بلد لأخر ، ولكن يفضل إجراء هذا الفحص للأطفال خلال أيام بعد الولادة . يعالج الأطفال المصابون بالقصور الدرقي الخلقي بالليفوثيروكسين بنفس الأسلوب المتبع مع البالغين و يضمن هذا العلاج استمرار نمو الطفل بصورة طبيعية. يمكن أن يصاب الأطفال بخلل وظيفي في الغدة الدرقية لنفس الأسباب التي يتعرض لها البالغون كنتيجة لأي مما يلي: نقص عنصر اليود في الطعام أو أحد أمراض المناعة الذاتية (التهاب هاشيموتو للغدة الدرقية أو مرض جريفز) أو في حالة حدوث إصابة ما بالغدة الدرقية قصور الغدة الدرقية في الأطفال يعتبر التهاب هاشيموتو للغدة الدرقية أكثر أسباب القصور الدرقي المكتسب شيوعا في الأطفال والمراهقين، حيث يهاجم الجهاز المناعي للجسم الغدة الدرقية مما يعرقل إنتاج الهرمون الدرقي. تختلف العلامات المرضية للقصور الدرقي في الأطفال حسب السن الذي تظهر فيه الأعراض: في الرضع قد تطول فترة الصفراء أكثر من المعتاد (انظر القصور الدرقي الخلقي). قد يظهر على الأطفال الأكبر سنا علامات تأخر النمو (التقزم) بالنسبة للعظام أو الأسنان. قد يعاني الأطفال في سن المدرسة من صعوبات في التحصيل العلمي أو تأخر سن البلوغ. يهدف علاج القصور الدرقي في الأطفال إلى تعويض هرمون الغدة الدرقية المفقود. كما أن الليفوثيروكسين هو حجر الزاوية في علاج البالغين. ينصح باستعماله أيضا في الأطفال ولكن بعد تصحيح الجرعة وتصميمها لتناسب وزن كل طفل و احتياجاته. زيادة نشاط الغدة الدرقية في الأطفال يعد مرض جريفز هو السبب الرئيسي لمعظم حالات فرط التدرق في الأطفال. إلا أن هذا المرض أكثر شيوعا في المراهقين عنه في الرضع وهو أكثر في الإناث منه في الذكور. قد يكون تشخيص مرض جريفز صعبا في الأطفال نظرا لبطء تطوره، ولكن توجد بعض الأعراض و العلامات الشائعة و المحذرة و تشمل: تغيرات في السلوك والأداء المدرسي الأرق و التململ التهيج تكرار الاستيقاظ اثناء الليل للذهاب لدورة المياه تضخم الغدة الدرقية ارتعاش اليدين و/أو تحديق العينين زيادة الشهية المصحوبة بنقصان الوزن الإسهال يهدف علاج فرط التدرق في الأطفال إلى تقليل كمية هرمون الغدة الدرقية في مجرى الدم. قد تكون الجراحة الخيار الأفضل للأطفال الذين تظهر عليهم أثار جانبية للعلاج بالأدوية المضادة للهرمون الدرقي9. ويجدر معرفة أن علاج فرط التدرق في الأطفال فعال كما هو الحال في البالغين إلا أن نتائج العلاج باليود المشع على المدى الطويل غير معروفة في الأطفال والمراهقين لذلك يستبعد استعمال هذا العلاج في الأطفال. إذا ساورك القلق حول كونك أو كون طفلك معرضين لمشكلات الغدة الدرقية أو تعانيان منها ، من فضلك ناقشي الأمر مع طبيبك