التقويم الجراحي ماهو وماهي أسبابه؟

س1- ما هو سبب عدم تناسق نمو الفكين(الوجه)؟
ج1: هناك أسباب عديدة لعدم تناسق الفكين واختلاف تطابق الأسنان ممّا يؤدي إلى عدم تناسق للوجه.
من هذه الأسباب ما هو وراثي بحيث يكون هذا العيب الخلقي موجود في العائلة ومنها ما هو جيني يظهر لأول مرة في العائلة أو قد يكون نتيجة لحادث تعرض له المريض في مرحلة النمو أدىّ إلى اختلاف في درجة وسرعة نمو أحد الفكين فينتج عن ذلك إمّا بروز للفك السفلي أو العلوي أو تأخر في الفك السفلي يظهر لعدم وجود ذقن للمريض وقصر المنطقة من الفك السفلي للعنق.
س2-هل توجد مقاييس معينة لجمال الوجه؟
ج2:مقاييس الجمال تختلف باختلاف الزمان والعصور واختلاف المكان فأعشى قيس يقول:
ودع هريرة إنّ الركب مرتحل
فهل تطيق وداعاً أيها الرجل
غراء فرعاء مصقول عوارضها
تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
فقد كانت المرأة المكتنزة هي مقياس للجمال تغير المقياس في زمننا هذا كما أنّ ما ترينه جميلاً لا يراه غيرك كذلك . ويزيد مقياس الجمال بإختلاف المكان فتختلف أشكال الأسيويين عن العرب عن الأوربيين فلكل شعب خصائص يجب احترامها ومراعاتها عند التشخيص .
وإجابة على السؤال نعم توجد مقاييس وأرقام لقياس تناسق الوجه فيقسم الوجه لي أثلاث افقيه واخماس عرضيه متساوية لقياس التناسق والتشابه ولكن هذه الأرقام
لا تعني شيئاً للمريض إذا لم يتم الاستماع الجيد في مرحلة تشخيص المريض للشكوى الأساسية ولرغبة المريض في العلاج إذا يجب تكييف الجراحة بما يتناسب مع رغبات المريض مع إعطاء النصائح والإرشادات للخروج بأفضل النتائج.
س3- كيف يتم التعامل مع هذه الحالات في مرحلة التشخيص (dignosis) ؟

ج3:مرحلة التشخيص من أهم المراحل في العلاج فبعد الكشف السريري على المريض وأخذ الأشعات اللازمة وطبعات الأسنان والصور الإكلينيكية يقوم جراح الوجه والفكين بالتنسيق مع طبيب التقويم لوضع خطة عمل مفصلة قبل الوصول لمرحلة الجراحة وتوجد بعض البرامج الرقمية التي من الممكن أن تدخل لها صور وأشعات المريض لإعطاء النتيجة النهائية لشكل الوجه ولا أحبذ شخصياً عرضها على المريض لأنّ هذه البرامج رقمية تقريبية ولا تمثل الحقيقة بدقة تامة ممّا قد ينعكس سلبياً على توقعات المريض للشكل النهائي .
فدقة التشخيص وحس ومهارة الجراح يعتمد عليها بشكل أكبر للحصول على النتائج المرجوه.
س4- ما هي مراحل علاج مثل هذه الحالات؟
كما سبق أن أسلفت فالعلاج يتكون من مراحل متتالية ومتزامنة فبعد مرحلة التشخيص ووضع خطة العلاج النهائية تأتي مرحلة تقويم الأسنان الجراحي حيث يقوم استشاري التقويم بتجهيز الحالة للعملية الجراحية عن طريق رص وتقويم أسنان الفك العلوي للفك العلوي وأسنان الفك السفلي للفك السفلي دون النظر لتطابق الفكين وتستغرق هذه المرحلة ما يقارب (12) شهراً .
تأتي مرحلة الجراحة لإعادة الفكين لموضعهم الطبيعي .
والمرحلة الأخيرة هي إكمال التقويم الذي بدء به قبل الجراحة وتستغرق هذه المرحلة ما يقارب أربعة أشهر.
ويجب التشديد هنا والتأكيد على أنّ مرحلة التقويم قبل إجراء الجراحة من المراحل الهامة جداً حيث أنّ طريقة التقويم لتهيئة المريض للجراحة تختلف اختلاف تام وجذري عن تقويم الأسنان العادي وهذا خطأ شائع دائماً يقع من بعض اطباء التقويم قليلي الخبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات حيث يبدأ تقويم الأسنان وعندما
لا يستطيع الحصول على النتيجة المرجوة يتم تحويل المريض للجراح فتصبح الحالة أكثر تعقيداً وتأخذ وقت أطول للعلاج.
س5عند احتياج المريض لعلاج الأسنان كحشوات أو تركيبات في أي مرحلة يتم ذلك؟
ج5: عادة لا يبدأ طبيب التقويم العلاج قبل عمل الحشوات النهائية الدائمة أمّا إذا كان المريض يحتاج لتركيبات على بعض الأسنان أو زراعة لأسنان أخرى فلا يتم عملها إلا بعد المرحلة النهائية للتقويم.
س6- في أي عمر يفضل علاج مثل هذه الحالات؟
ج6: يختلف الوقت المناسب للتدخل الجراحي باختلاف سبب عدم تناسق الوجه ولكن بشكل عام لا يفضل عمل الجراحة قبل مرحلة البلوغ واكتمال نمو الوجه والفكين ولكن من الممكن البدء في علاج التقويم قبل ذلك حيث يستغرق كما أسلفت ما يقارب العام ويزيد قليلاً.
في حالات استثنائية يتم التدخل الجراحي قبل اكتمال النمو وذلك عند وجود آثار نفسية سلبية عند المريض لعدم تناسق الشكل وخاصة المراهقين في مرحلة الدراسة.
س7-ماهي الآثار الناجمة من عدم إجراء الجراحة؟
ج7:عمليات جراحة الوجه والفكين عمليات تجرى لسببين رئيسيين السبب الأول وظيفي والثاني تجميلي أمّا بالنسبة للآثار الوظيفية الناجمة عن عدم تناسق عضة الأسنان هي كالتالي:-
أ) عدم القدرة على قطع ومضغ الطعام بطريقة سليمة تؤدي إلى نتائج غير حميدة على الجهاز الهضمي وعسر الهضم مع تقدم الزمن.
ب) اختلاف مخارج الحروف ممّا ينتج عنه تعثر لنطق بعض الكلمات.
ج) خروج الرذاذ من الفم عند التحدث لعدم تطابق الشفتين بالطريقة المناسبة.
د) الآلام في منطقة المفصل الصدغي وحدوث أصوات من المفصل تؤدي إلى صداع مزمن والآلام في منطقة الأذن.
ج) حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي وخاصة عند تراجع الفك السفلي ممّا يؤدي إلى الشخير والاختناق الليلي عند النوم وتظهر هذه الآثار السلبية مع تقدم العمر وزيادة الوزن .
إما النتيجة التجميلية فهي نتيجة طبيعية لرد أصل الخلقة قال تعالى: ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ).
س8-هل يمكن شرح مبسط لجراحة الفكين التقويمية؟
ج8: العملية الجراحية تجرى تحت التخدير الكامل ويستغرق وقت العملية مابين
4 6 ساعات ويتم إجراء العملية بالكامل من الفم بحيث لا يوجد أي شق جراحي في الوجه وأثناء العملية نقوم بطريقة جراحية دقيقة وهي كسر الفكين وإعادتهم إلى وضعهم الطبيعي معتمدين في ذلك على عضة الأسنان المحضرة بواسطة التقويم قبل العملية ويثبت الفكين بعد الكسر لعظام الفك بواسطة صفائح ومسامير طبية جراحية ويمكث المريض في المستشفى ما يقرب يومين إلى ثلاثة بعد إجراء العملية ويحتاج إلى فترة تشافي ونقاهة لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً بعد العملية.
س9- ما هي درجة خطورة وحساسية الجراحة في مثل هذه الحالات؟
في زمن سابق كانت هذه العمليات تعتبر عمليات خطيرة فقد أصبحت تجرى بشكل روتيني دوري وهي من أكثر العمليات التي تعتمد على مهارة الجراح والحس ألتجميلي عنده للحصول على أفضل نتيجة دون آثار جانبية للجراحة.
س10-كيف يتمكن المريض من الأكل بعد إجراء مثل هذه العمليات؟
ج10:كان في السابق يغلق فم المريض بواسطة الأسلاك لمدة ستة أسابيع يعيش المريض على السوائل دون المقدرة على المضغ واكل الطعام .
أما الآن فبفضل التقدم في مثل هذه الفرع من الجراحات فلا نحتاج إلى إغلاق فم المريض ويستطيع المريض من الشرب وأكل الطعام المهروس اللين في أول أسبوع ثمّ تدريجياً بحلول الأسبوع الثالث من النقاهة يعود للأكل والشرب بصورة طبيعية وأشبهها دائماً بمن كسرت ساقه لا قدر الله وعملت له عملية جراحية لتثبيته بواسطة المسامير لعدم قدرته على عدو المارثون من اليوم الأول ولكن يستخدم العكاز في البداية ويعود تدريجياً مع التئام العظم لممارسة حياته بشكل طبيعي .
س11- هل يجب إزالة الصفائح المعدنية والمسامير بعد إجراء العملية؟
س11: في الغالب لا نقوم بإزالة المسامير المصنوعة من معدن التيتانيوم لأنها
لا توجد لها آثار جانبية وتلتئم مع العظم وتصبح مخفية مع الوقت.
كما أنّ الصناعة الطبية قد تطورت بشكل كبير والآن توجد صفائح ومسامير طبية تذوب مع الوقت وبعد التئام العظم يقوم الجسم بالتخلص منها ويحتاج هذا النوع من الصناعة مزيد من التجارب وخاصة لدراسة عملية التئام عظم الفك السفلي.
س12- هل يمكن إجراء عملية تجميل للأنف في وقت جراحة الفكين؟
ج12:عمليات تجميل الأنف دائماً ما نفضل إجرائها بعد ستة أشهر إلى سنة من انتهاء العملية الجراحية التقويمية وذلك حتى يأخذ الأنف الشكل النهائي بعد زوال كل آثار الإنتفاخات في المنطقة وتكّيف أنسجة الوجه مع عظم الفك في وضعه الجديد.
ولكن عند إجراء جراحة الفكين يمكن عمل بعض الإجراءات الجراحية لتعديل حاجز الأنف أو إزالة العظمة المؤدية إلى تحدب الأنف كما أنّ هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها أثناء العملية للحصول على أفضل النتائج التجميلية للأنف في هذه المرحلة.
س13- ماذا عن شفط الدهون من منطقة الرقبة؟
ج13: في حالات تقدم الفك السفلي عندما يكون المريض مكتنزالبنية وعند إجراء عملية تأخير للفك السفلي ينتج عن ذلك تجمع الدهون في منطقة الرقبة ويوجد
ما يعرف بالعامية (الجغجغة) أو وجود ذقنين للمريض ويتم في هذه الحالات شفط الدهون في نفس العملية من المنطقة كما يجري شفط للدهون لتحديد لعظم الفك من الرقبة لإضفاء شكل جمالي لمنطقة العنق والفك.
س14- ما هي نسبة نجاح مثل هذه العمليات وثبات النتيجة؟
ج14: بتوفيق من الله نسبة نجاح هذه العمليات نسبة عالية جداً إذا أتبعت الخطوات بشكل سليم وعدم إغفال التشخيص الصحيح منذ البداية حيث أنّ النتيجة النهائية هي وليدة للمراحل السابقة المتعاقبة.
لذا اختيار جراح الوجه والفكين لوقت إجراء العملية مهم جداً فإذا لم تكن الحالة جاهزة تماماً من ناحية التقويم قبل الجراحة فإنّ ذلك يؤدي إلى نتيجة غير دائمة وثابتة ومستقرة من الناحية الجراحية.
س15- من خلال خبرتكم في مثل هذه الحالات هل واجهتهم حالات تّم تشخيصها وعلاجها بشكل خاطئ؟
ج15: نعم واجهت عدة حالات تمّ علاجها بشكل خاطئ ونتج عنها نتائج غير محمودة فعلى سبيل المثال لا الحصر:
فهناك مريضة كانت تعاني من بروز لعظم الفك العلوي وبروز شديد للثة في الفك العلوي عند الضحك وذهبت لاستشارة أطباء في تخصصات مختلفة وكان التشخيص والعلاج في نظر كل واحد منهم بشكل مختلف فطبيب التجميل نصح المريضة بتطويل الشفة العلوية لتغطية بروز العظم واللثة إمّا جراحياً أو بحقن البوتكس وطبيب التقويم نصح بعمل تقويم للأسنان بخلع بعض الأسنان وإرجاع أخرى للخلف للتقليل من بروز الفك.
وطبيب تجميل الأسنان نصح بإزالة جزء من اللثة جراحياً وتطويل للأسنان بواسطة أو حشوة الأسنان اللاصقة والتلبيسات مايسمى (veneers).
في حين أنّ هذه الحالة هي عبارة عن بروز الفك العلوي نتيجة لنمو غير متناسق للفك العلوي يؤدي إلى بروز في الأمام لعظم الفك العلوي واللثة. وعلاج هذه الحالة بجراحة فكين تقويمية وفيما عدا ذلك هو عبارة عن تورية (comaflage)
في العلاج دون الحصول على نتيجة جيدة لعدم علاج السبب الرئيسي في المشكلة.
س16- ما مدى تقبل المرضى وذويهم لإجراء مثل هذه العمليات؟
ج16: عادة ما يكون الأهل والمريض متخوفين من قبل قرار إجراء العملية وعند الزيارة الأولى وهذا طبيعي فكل أب وأم لا يتمنى خضوع أبنه أو أبنته لأي عملية جراحية ولكن بعد الزيارة الأولى والتحدث للأهل والشرح المفصل يطمئن الأهل ويتبقى مرحلة اتخاذ القرار وأشدد على الأهل والمريض بأنّ العلاج يتكون من مراحل متتابعة لا يمكن التراجع في منتصف الطريق لذا أطلب منهم الاستشارة والاستخارة وأخذ الوقت الكافي قبل البدء بالعلاج فلا ندم من أستشار ولا خاب من استخار وأحب أن أوكد على أهل المريض بأن يشاركوا المريض في هذا القرار ولا يؤخذ بالنيابة عنه لصغر عمره حيث أنّ المتآثر الرئيسي في الكبر نتيجة لعدم إجراء الجراحة المريض وليس الأهل.
س17- هل من كلمة أخيرة تود إضافتها في ختام هذا المقال؟
أحب أن أؤكد على المرضى وذويهم بأن يأخذوا الوقت اللازم في مرحلة التشخيص وسؤال أكثر من طبيب ممن يثقوا في كفاءتهم قبل الشروع في العلاج والتأكد من كفاءة الطبيب المعالج ووجود فريق طبي مؤهل ومتكامل للتعامل مع هذه الحالات. كما أوجه كلمة للزملاء الأطباء بالإستماع الجيد للمريض قبل إعطاء التشخيص وطريقة العلاج وعدم إتباع المثل الإنجليزي:
إذا كنت مطرقة فإنك ترى كل شيء مسمار