للتكنولوجيا ضريبتها، ويمكن أن يكون ثمن هذه الضريبة من صحة الإنسان، فلم يعد الجلوس أمام الحاسب الآلي، وتصفح المواقع الإلكترونية، أو التواصل من خلال الهاتف المحمول، بالوسائل الآمنة من الإصابة بالأمراض المرعبة والمهلكة للصحة. هذا ما أكدته عدة أبحاث علمية حديثة. مرض الوهم الإلكتروني: فقد حذرت تقارير طبية من رصد ظاهرة جديدة في عالم الطب، أطلق عليها: مرض الوهم الإلكتروني، حيث يصاب المرضى الذين يعمدون إلى تصفح الانترنت بهدف تشخيص علتهم بوهم الإصابة بأمراض ليست حقيقية. ونقل موقع قناة سى.ان.ان على الانترنت عن تلك التقارير بأن هذه العوارض تتشابه مع ما يعاني منه طلبة الطب في سنتهم الأولى حيث يخيل لهم بعد تعرفهم على عدد هائل من الأمراض التي تصيب البشر أنهم يعانون من عوارض لأمراض يتضح لاحقاً أنها وهمية. وأضافت التقارير بأن السمات الرئيسية لظهور مرض الوهم الإلكتروني، تتمثل في مجموعة من المعطيات تبدأ مع حالة الإحباط التي تصيب المريض الذي يحاول تصفح الانترنت للعثور على وصف لعوارض المرض الذي يشعر به. ويعود ذلك إلى تشابه عوارض العديد من الأمراض إلى جانب اتجاه المريض مدفوعاً بالذعر إلى اختيار الحالات الأكثر تشاؤما وهو أمر غالباً ما يصيب المرضى قبل الذهاب إلى الطبيب المختص. غير أن بعض الأشخاص قد يطورون حالات أكثر تعقيداً على مستوى هذا المرض تتمثل في الإصرار على البحث عن أسرار عوارض مرضهم على الانترنت حتى بعد الاستماع إلى رأي الطبيب، وفي هذه الحالة فإن "مريض الوهم الإلكتروني" يكون قد دخل مرحلة جديدة. وينصح الأطباء المرضى بعدم القفز إلى الاستنتاجات بصورة ذاتية وعرض الأمر على الطبيب المختص الذي يسعه دون غيره تحديد طبيعة المرض في حال وجوده أصلا، كما يوصي المختصون الأشخاص الذين يرغبون بالتحقق من طبيعة عوارضهم المرضية عبر الانترنت القيام بمجموعة من الخطوات لتجنب "أمراض الوهم الإلكترونية"، وفي طليعتها تقرير مستوى البحث بصورة مسبقة وتحديد نوع الأسئلة الذين يرغبون بمعرفة أجوبتها، كما يؤكدون على ضرورة التوقف عن البحث عبر الشبكة العنكبوتية في اللحظة التي يشعرون فيها بأنهم اكتشفوا أمراضاً مستعصية تتطابق عوارضها مع ما يشعرون به.
رسائل قصيرة تسبب التهاب أوتار الإبهام: ومن جهة ثانية أفاد تقرير صحفي نيوزيلندي اليوم (الأحد 23 ديسمبر) بأن الطالبة فلور دي فيري بيفيس (20 عاما) التي ترسل نحو 100 رسالة نصية يوميا من هاتفها الجوال، سجلت أول حالة إصابة بالتهاب أوتار الإبهام في البلاد وهو المرض الذي ينجم عن كثرة كتابة الرسائل النصية. ونقلت صحيفة "صنداي ستار تايمز" عن دورية "نيوزيلاند ميديكال جورنال" الطبية أن كثرة كتابة الرسائل النصية أدى إلى التهاب الأوتار المحيطة بأصبع الإبهام وتلك القريبة من الرسغ ما أدى إلى امتلائها بالسوائل. وأضاف أنه لم يظهر حتى الآن سوى حالتي إصابة بهذا المرض إحداهما في سنغافورة لطفل في سن المدرسة، والأخرى لصبية (13 عاما) في أستراليا. إلا أن واضعي التقرير رجحا أن يكون هذا المرض منتشرا أكثر مما هو متوقع بسبب انتشار كتابة الرسائل النصية وإرسالها بالتليفون المحمول.
استخدام لوحات المفاتيح في وضع خاطئ: وفي موضوع ذي صلة، حذرت تقارير طبية أخرى من كون استخدام لوحات المفاتيح في وضع خاطئ يمكن أن يدمر أعصاب اليد، وأفادت بأن إصابة الأصابع بحالة من التخدير أو انتشار الألم باليدين والذراعين يعد مؤشرا لاحتمال الإصابة بمرض "تناذر النفق الرسغي"، فقد ذكرت صحيفة الأطباء "ارتسته تسايتونج" الصادرة بألمانيا أن الإفراط في الضغط على الرسغ غالبا ما يؤدي لظهور آلام تتسم بتورم الأعصاب، ويمكن أن تنجم هذه الآلام عن استخدام لوحة المفاتيح في غير وضعها الصحيح أو استخدام مقود دراجة تم تركيبه بشكل خاطئ ويمكن للأمراض الروماتيزمية أن تسبب المشكلة أيضا. وقال الدكتور "أكسيل فانيفانهاوس" إن أكثر الأشخاص عرضة لتلك الآلام هم أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاما وإذا لم تتم معالجة الألم يمكن أن يمتد من الذراع إلى العنق ويؤدي إلى أن تفقد الأصابع قوتها بحيث يصبح شبه مستحيل أن يتمكن المرء من فتح الزجاجات. وعادة ما تستخدم مضادات الالتهابات والدعامات للعلاج وإذا لم تنجح في تخفيف الآلام ينصح الخبراء باللجوء للجراحة
الإنجاب في خطر: ومن جانب آخر كشف خبراء طبيون أنه ينبغي للمراهقين والشباب وضع أجهزة الحاسب المحمول الخاصة بهم بعيداً عن حجورهم لأنها قد تقضي على الخصوبة، وأوضحت الدراسات العلمية الحديثة أنه يمكن أن تسخن أجهزة الحاسب المحمول التي ترتفع درجة حرارتها الداخلية أثناء التشغيل الصَّفَن (وعاء الخصية)، مما قد يؤثر على نوعية وكمية السائل المنوي للرجال. كما أشارت الأبحاث إلى أنه من الصعب جداً التكهن بالفترة الزمنية التي يكون استخدام الحاسب فيها آمناً، وقد لا تكون موجودة أصلا ًإذا ارتفعت درجة حرارة الخصية خلال فترة وجيزة جدا.ً وحذر العلماء من أنه إذا لم يَحِدَّ الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً من استخدام أجهزة الحاسب المحمول، فقد يواجهون مشكلات حين يرغبون في تكوين أسر، وقد يكون له آثار ضارة على صحتهم الإنجابية.
مرض المياه الزرقاء: وحذر علماء يابانيون من أن قضاء ساعات طويلة أمام شاشة الحاسب قد يزيد من خطر الإصابة بمرض المياه الزرقاء في العيون المعروف باسم "جلوكوما"، خاصة للأشخاص الذين يعانون من قصر النظر.
أضرار الهاتف المحمول أما بخصوص الهاتف النقال، فقد توصلت دراسة أوروبية دامت أربع سنوات إلى أن الموجات الصادرة عن الهواتف المحمولة تسبب الأذى للخلايا وتدمر المادة الوراثية، حيث وجد أن الحمض النووي الوراثي يتحطم إذا ما تعرض لموجات لاسلكية عالية التردد صادرة عن الهواتف المحمولة. ويؤدي ذلك إلى تدمير حامل الجينات الوراثية الذي من شأنه أن يؤدي إلى أمراض كارثية مثل السرطان. هذا غيض من فيض، ذلك أن أمراض تكنولوجيا المعلومات الحديثة في ازدياد رهيب، نسأل الله اللطف والعافية.