امل علام البدايه الجديدة فقط .. "التمس لأخيك سبعين عذراً"، حديث شريف يحث على التماس الأعذار والتبريرات لمن يخطئ في حقنا، لكن ما نلاحظه اليوم هو أنّ البعض لم يعد يلتمس أي أعذار للآخرين، وقد نستغرب الكمّ الهائل من المشكلات الأسرية الموجودة في كثير من البيوت، والتي قد يكون سببها هفوة صغيرة، أو كلمة لا معنى لها. فهل أصبحت العلاقات الأسرية بلا قيمة في مجتمعاتنا العربية؟ وما هي المشكلة التي قد تجعل من شقيقين أعداء، أو على الأقل مجرد شخصين لا صلة بينهما سنوات عديدة. عندما سألت صاحبة مشكله ارسلتها لى بدأت حديثها بتنهيدة ثمّ قالت: نموذج القطيعة هذا موجود في كل مكان، إذا لم يكن في كل بيت تقريباً من دون مبالغة، وشخصياً فقد مررت بكثير من المشكلات، وواجهت العداء من الأهل والأقارب، وهناك تفاصيل لا أريد أن أتحدث عنها لأنّها خاصة بعض الشيء، والإنسان لا يريد أن يتحدث عن أهله بالسوء، ولكن ما يزعجني أكثر هو أنّهم من لحمي ودمي، لكنهم تنكروا للجميل والعرفان، إضافة إلى أنّهم يحوِّرون كل كلمة أقولها بطريقة سيِّئة. وترى اخت اخرى صاحبة مشكله من مشكلات باب اريد حلا ان المشكلات الأسرية سببها سوء التفاهم، أو غياب الأخلاق والقيم التربوية، فلطالما سمعت عن أشخاص قدموا يد العون والمساعدة لإخوانهم ولم يتركوهم إلا عندما تأكدوا من أنهم يستطيعون الوقوف ثابتين، وبعد ذلك أصبحوا كال"فرعون"، جحدوا ونكروا الجميل، وأضافت: أستغرب من هكذا نماذج، لو أسقاني الغريب شربة ماء لحفظت له الجميل طوال عمري، ولا أستطيع أن أقدم له إلا كل خير وتقدير وعرفان، أمّا ما يفعله الأقارب اليوم من تصرفات غير لائقة دينياً وأخلاقياً، بالفعل غريب جدّاً وبالتأكيد سببه نقص الدين والأخلاق. يوافقها الرأي زوجها الذى اشترك معنا فى الحوار --الذي قال: أحضرني إلى البلد رجل غريب منذ 7 سنوات، ثمّ ساعدني ووقف بجانبي، وأنا إلى الآن أحترمه وأحبه وأقدره أشد تقدير، ودائماً أسأل عنه، لأنّه بالفعل وقف بجانبي وقدم لي الكثير الذي قد لا أجده عند أقرب الناس، فما بالك إذا كان هذا الشخص من أهلي أو أقاربي، ومع أنني أسمع الكثير من المشكلات بين الأشقاء أو بين الأهل والأقارب، إلا أنني أحمد الله على أقاربي وعلى تقديرهم للعلاقات الأسرية، وأنصح من يواجهون هكذا مشكلات باحتساب ما قدموه من خير عند الله، وعدم تذكير الآخر بمواقفه دائماً. - يصير الدم ماء: وكثير مما يرد لى من مشكلات كلها حول الاقارب فمثلا مشكله ارسلها صاحبها يقول استغرب من كثرة مارايت ولم يصدق أنّ القريب قد يسيء لقريبه، وقال: كيف يمكن أن يسيء الإنسان لدمه ولحمه؟! لكن بالمقابل نجد من يقول: لا، لن أتحدث عن مشاكل الاقارب فأقاربي يفتعلون المشكلات من أقل كلمة صغيرة، فما بالكم إن تحدثت عن العلاقات السيِّئة بيننا؟! أمّا صاحب مشكلة الخال قال المشكلات العائلية مفتعلة طوال الوقت، حيث قال: لم تعد العلاقات الأسرية كما كانت سابقاً، فالآن كل واحد يركض وراء مصالحه الخاصة، غير مكترث بأب أو أُم أو أخ، وفي بعض الأحيان بأولاده أيضاً. ثمّ تحدث فى رسالته عن جميع أنواع العلاقات الأسرية الفاشلة، حيث بدأ بخاله حيث قال: عندما توفيت والدتي رحمها الله قطع خالي علاقته بنا ولم نعد نسمع منه أو عنه شيئاً، وكأنّ الرابط الوحيد الذي كان بيننا هو أُمّي، وبموتها لم يعد له أي علاقة بنا. أمّا بالنسبة لأخيه فقال: أما أخي، وما أدراكم ما أخي! بعد أن قمت بالوقوف بجانبه وساندته وساعدته بشتى الطرق والوسائل، تنكر للمعروف، ولم يكتف بذلك فقط، بل صار يصدق كل كذبة تقولها زوجته عني وعن عائلتنا، ثمّ أكمل الحديث عن المشكلات الحاصلة بينه وبين والده، مشيراً إلى أنّه لا يريد أن يتكلم عنه بأي سوء لأنّه يظل والده أوّلاً وأخيراً. - مشكلات صغيرة: في الكثير من الأحيان يقوم الأقارب والأهل بافتعال مشكلات كبيرة من لا شيء، وهذا ما أكدته إيمان محمد، حيث قالت: أحياناً يستغرب الإنسان من المشكلات التي يواجهها من قِبَل أهله، لأنّها تافهة ولا معنى لها، والتحدث عنها غير مجد، ومثال على ذلك آخر مشكلة واجهتها مع أختي، حيث قامت بالصراخ والدعاء علي وبعثت برسائل نصية على هاتفي المحمول مضمونها الشتائم والسخرية، والسبب هو عدم ذهاب ابنتي لتتناول طعام الغداء في منزلها عندما سافرت إلى مصر. صدقاً لقد جلست حائرة مندهشة من رد فعلها، حتى إنني لم أرد عليها أبداً لم أعرف بماذا أرد على هكذا فعل!. ن. م هي إحدى النساء اللاتي ارسلت لنا وأخبرتنا عن مشكلتها مع أخيها، أو بالأحرى جميع إخوانها الذكور، لكنّها قَصّت علينا آخر المشكلات التي واجهتها، حيث قالت: قمت بمساعدة أخي بشتى الطرق والوسائل، كنت أبعث له بمئات الجنيهات كل شهر لأساعده، وبعدها سعيت لأن أجد له عملاً هنا في الإمارات وأرسل له لكي يأتي للعمل ويستقر، وهذا ما حدث فعلاً، لكن بعدما استقر هنا وأصبحت حالته المادية أفضل من حالتي تنكر للمعروف وأصبحت لا أراه بالسنوات أو حتى أسمع صوته، علما أننّا نعيش في المدينة نفسها، ولا يفصل بيننا إلا شارع رئيسي. وصديق من اصدقاء باب اريد حلا يعترف بأنّه لا يرى أقاربه إلا نادراً وفي المناسبات، إضافة إلى أنّه وكما قال "أنا آخر من يعرف أخبار أقاربي، وأعرفها من الغريب أيضاً"، وأضاف: "هكذا أصبحت العلاقات بين الأهل والأقارب اليوم، وقد أعرف عن الغريب أكثر مما أعرف عن قريبي"، ثمّ ختم كلامه بعبارة "الله يهدي النفوس". - صلة الرحم تطيل العمر وتبسط الرزق: يقول الشيخ علي السيد إنّ الرسول (ص) يقول: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه"، فصلة الرحم سبب من أسباب إطالة العمر، والبسط في الرزق، لكن وللأسف الشديد ما نراه اليوم من خلافات بين الأقارب تنتج عنها قطيعة تستمر بين الأهل ربّما لسنوات، وذلك لأسباب لا تذكر، ولا تستحق كل هذه القطيعة، لذلك يجب علينا التسامح والعفو، خصوصاً مع أقرب الناس لدينا، فهم أرحامنا والأولى بالإعتناء، كما أننا يجب أن نعمر قلوبنا بالإيمان وننقيها من الحسد والغيرة والحقد وإساءة الظن بالآخرين. ويضيف: إنّ الكمال لله وحده، وعلينا أن نكون قلوباً مفتوحة للغير، تغفر الزلات، وتحسن الظن بالناس وتصل الأرحام، وعلى المرء أن يعفو عمن ظلمه، ويبادر للصلح، فله الأجر العظيم من الله، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على قوة شخصيته وحكمته وقلبه المفعم بالخير لكل الناس، أين نحن من قول الله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ...) (فصلت/ 34)، إنّه مبدأ عظيم لجلب المحبة والمودة ولكن من يطبق؟