كتب فكرى الجمل فاز فريق ليبيا الوطني لكرة القدم في مباراته التأهلية لكأس افريقيا على فريق موزمبيق الوطني، على ملعب ستاد بتروسبورت في القاهرة. والمباراة هي الاولى التي يلعبها الفريق بعد القتال الذي نشب بين قوات القذافي وقوات مناوئيه منذ فبراير الماضي. وقد جرى تبديل مكان اجراء المباراة مع موزنبيق الى القاهرة بسبب الاوضاع الامنية غير المستقرة في ليبيا. ولم تكن المباراة عادية بأي وصف. إذ أن همام ابو راوي، من سكان طرابلس وأحد مشجعي الفريق الليبي، وهو يتخذ مكانه خارج استاد بتروسبورت، خانته الكلمات للاعراب عن مشاعره، قائلا: "أنا سعيد جدا. لا أدري كيف اعبر عن ذلك باللغة الانجليزية، لكن انتصرت ثورتنا." وكأغلب مشجعي الفريق الليبي، الذين تجمعوا خارج الاستاد، فإن همام كان يرتدي قميصا بألوان العلم الليبي المعتمد، قبل عهد القذافي، المكون من الاحمر والاسود والاخضر، الذي اعتمده المقاتلون المناؤون لحكم القذافي. واضاف همام، "الجميع في ليبيا يعشقون لعبة كرة القدم، وإذا ما فاز الفريق الليبي ووصل الى دوري النهائيات، أظن أن كل الليبين سينسون مآسي الماضي وينشغلون بتتبع مجريات المباريات لأننا متيمون بها.. بكرة القدم." ولسنين طويلة هيمنت أسرة القذافي على ساحة كرة القدم، فكان ابن العقيد الليبي الساعدي، وهو لاعب كرة قدم، يرأس اتحاد كرة القدم الليبي، وكابتن الفريق الوطني. واستنادا الى مشجع آخر للفريق الليبي، فإن الاوضاع شهدت بعض التغيير،خلال فترة رئاسة الساعدي للاتحاد، فقد اصبحت نشاطات الفريق رمزا قويا لحكومة القذافي. "بداية جديدة" ارتدى اعضاء الفريق الليبي القمصان المكونة من الوان العلم الليبي الجديد الذي اعتمده الثوار، وهي الاحمر والاسود والاخضر. وقد تم تشكيل الفريق من لاعبين قدموا من بنغازي وطرابلس ومدن ليبية اخرى. ويقول محمد غند، أحد اعضاء الفريق، "أنه بعد 42 سنة من حكم القذافي، حان الوقت لبداية جديدة، وأنا سعيد لليبيا." ويشاطر أغلب اللاعبين شعور محمد ذاته، إلا أن واحدا او اثنين منهم لم يريدوا أن ينجروا الى الحديث عن السياسة وعن التغييرات التي تشهدها ليبيا. وكان طارق ابراهيم الطيب، أحد أبرز لاعبي الفريق الوطني الليبي لكرة القدم، غائبا، وهو الذي وصف، في يوليو/تموز الماضي، قتلى الثوار بانهم "كلاب وجرذان". وقد أخبرني أحد اللاعبين بأن طارق غير مرحب به في صفوف الفريق. ومع كل الامال المعقودة على نتيجة هذه المباراة، فإن قلة قليلة تمكنوا من مشاهدتها شخصيا. فلاسباب أمنية، قابل الفريق الليبي، في القاهرة، فريق موزمبيق، التي لم تعترف حتى الآن بسلطة المجلس الوطني الانتقالي. لكن طعم الانتصار حلو، إذم هزم الفريق الليبي فريق موزمبيق بهدف لصفر، ما الهب مشاعر المشجعين الليبين على قلتهم. والطريق طويلة أمام كرة القدم الليبية قبل أن تتمكن من تخطي الخلافات السياسية، لكن هذه اللحظة هي ملك مشجعي الفريق لابداء ابتهاجهم بالنصر الكروي.