كتبت اسماء رجب وسط ارتفاع حدة التوتر في الساحة اليمنية وتزايد الحديث عن "الحسم العسكري" هدد اللواء المنشق علي محسن الأحمر، الرئيس علي عبد الله صالح، بمواجهة نفس مصير القذافي، في حين أكد صالح التزامه بإجراء انتخابات رئاسية جديدة. شن اللواء علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة أولى مدرع، الذي انشق عن الرئيس علي عبد الله صالح وانضم إلى المعارضة، هجوماً عنيفاً على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
واتهم الأحمر، في خطاب في خطاب بمناسبة عيد الفطر بثته قناة سهيل اليمنية مساء الاثنين (29 آب / أغسطس)، الرئيس صالح بالحقد وتزوير الحقائق وحثه على عدم السير على خطى معمر القذافي بالقول: "أنصحه (صالح) بأن لا يتبع خطوات الشيطان صاحب مقولة سنحارب الشعب من الصحراء إلى صحراء ومن زنقة إلى زنقة ومن دار إلى دار وهاهو اليوم يبحث عن جحر يختبئ فيه. ونحن لا نتمنى هذا الموقف للأخ علي عبدالله صالح إن تاب إلى رشده وحكم العقل والمنطق".
ولكن اللواء الأحمر، الذي بدا في خطابه وكأنه رئيس دولة يتحدث إلى الشعب، لم يغلق الباب تماماً في وجه صالح، مفسحاً المجال لوساطة عربية، إذ جاء في خطابه: "لا زلنا نراهن على مواقف الأشقاء الأخوية ومواقف الأصدقاء الإنسانية في اتخاذ مواقف حازمة وصارمة أمام تعنت بقايا النظام وعبثية تصرفاتهم اللامسؤولة".
خطاب اللواء الأحمر يأتي وسط أجواء توتر في الساحة اليمنية، لاسيما بعد سقوط العاصمة الليبية طرابلس بيد الثوار و هروب القذافي، حيث لاحظ الكثير من المراقبين حشد في الشارع اليمني وتكرار الحديث عن ضرورة "الحسم العسكري".
يذكر أن قوات الفرقة الأولى مدرعات التي يقودها اللواء الأحمر تتمركز في جزء من العاصمة اليمنية صنعاء بالقرب من "ساحة التغيير" حيث يعتصم المطالبين برحيل صالح منذ أكثر من سبعة أشهر.
صالح يفوض حزبه للتفاوض مع المعارضة
هل تمهد تهديدات اللواء الاحرم لتدخل الجيش وحسم الامور عسكريا؟ من جانبه أكد الرئيس صالح، في بيان بمناسبة عيد الفطر، أنه ملتزم بإجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ. ونقلت رويترز عن مصدر سياسي قوله إن صالح توصل إلى اتفاق مع المعارضة على إجراء الانتخابات خلال ثلاثة أشهر مع نقل السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي في نفس الوقت. وجاء في بيان صالح الذي نشر على موقع وكالة سبأ على الانترنت أنه ملتزم "بالمبادرات السابقة بما في ذلك المبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الأمن والسير نحو انجاز الاستحقاقات القانونية والدستورية المؤجلة في أقرب وقت ممكن والترتيب لإجراء الانتخابات العامة الحرة والمباشرة لرئيس الجمهورية الجديد." وأكد صالح أنه فوض اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام بالتواصل مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي لوضع الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتوقيع عليها دون تسويف أو تأخير.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس اليمني عن قبوله للمبادرة الخليجية، لكن سقف الشروط الذي كان يضعه لتوقيعها حال دون تقدم الوساطة الخليجية.
ويوجد صالح حاليا في السعودية لاستكمال العلاج من إصابات حدثت لها عند محاولة اغتياله في يونيو / حزيران الفائت في حادثة تفجير مثيرة للجدل وقعت في القصر قصر الرئاسة بصنعاء.