هو واحد من أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل علي الساحة السياسة اليمنية الثائرة هذه الأيام, إن لم يكن أكثرها غموضا علي الإطلاق هناك. أكثر من ذلك, يصفه الإعلام الغربي بأنه أقوي شخصية في اليمن السعيد الثائر...فمن هو هذا الرجل وما هي حكايته السياسية؟ اسمه علي محسن صالح الأحمر, هو ضابط برتبة لواء في الجيش اليمني, وبالتحديد كان قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية, وقائد الفرقة المدرعة الأولي في الجيش اليمني قبل أن يقرر فجأة الانشقاق علي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الحادي والعشرين من مارس الماضي, لينضم إلي الثوار, وذلك فيما وصف بأنه واحدة من أقوي الضربات السياسية التي زعزعت الموقف السياسي للرئيس اليمني في آتون مواجهته للثورة الشعبية اليمنية. كان انشقاق علي محسن مفاجأة سياسية وعسكرية من العيار الثقيل, فقد كان هذا القائد العسكري البالغ من العمر اثنين وستين عاما بمثابة الذراع الباطشة, والقبضة العسكرية الحديدية التي لا ترحم للرئيس صالح. فقد استعان الرئيس اليمني بعلي محسن في كل صراعاته الداخلية طيلة فترة حكمة أي علي مدار أكثر من ثلاثين عاما, خاصة ضد الانفصاليين في الجنوب و الحوثيين في الشمال. باختصار كان علي محسن بمثابة' مدفع' صالح العتيد ضد أي جدار سياسي يود رئيس الدولة هدمه بلا شفقة. ورغم ذلك يحكي الأمريكيون قصة تبدو غريبة للغاية عن علي محسن الأحمر, إذ تقول إحدي برقيات' ويكيليس' إن محسن لم ينضم للثوار حبا في الثورة, وإنما لرغبته في الانتقام والثأر الشخصي من علي عبد الله صالح نفسه. وتقول تلك البرقية إن سبب هذه الرغبة في الانتقام تعود إلي أن علي محسن الأحمر عرف أن علي عبد الله صالح كان يود اغتياله وذلك بأن أعطي للقوات الجوية السعودية إحداثيات عن مركز قيادة الأحمر خلال قيامها بقصف مواقع الحوثيين علي أنها موقع لهؤلاء المتمردين, لكن الذي حدث أن السعوديين تشككوا في هذه المعلومات, ليكتب لعلي محسن الأحمر عمر جديد, باختصار أراد صالح أن يغدر' بيده اليمني' وهي' تناضل' ضد الحوثيين من أجله أو هكذا يقول الأمريكيون. ويذكر في هذا الصدد أيضا أن علي محسن نفسه لا يرتاح إليه الغرب كثيرا بالنظر لما يتردد عن علاقاته مع فصائل دينية متشددة. كما يتردد كذلك انه عندما عاد أكثر من أربعة آلاف شخص من القتال ضد السوفييت في أفغانستان إلي اليمن, نظمهم الأحمر في وحدات عسكرية ونشرهم خلال حرب توحيد اليمن ضد الانفصاليين الجنوبيين في عام.1994 ويقول معلقون يمنيون إن جماعة الأخوان المسلمين حظيت بنفوذ لفترة طويلة داخل القيادة العسكرية للأحمر المعرف بكراهيته للشيعة. أما موقف الثوار الشباب من الأحمر, فإنهم رغم ترحيبهم بانضمام عسكريين كبار أمثال هذا القائد العسكري وقوي سياسية ورجال أعمال وزعماء دينيين وشيوخ قبائل إلي ثورتهم إلا أنهم يخشون من أن تسرق عناصر انتهازية من هؤلاء ثمار هذه الثورة.