القاهرة فى 9 يوليو / أ ش أ / أكد وزير الخارجية محمد العرابى أن مصر قادرة على تنظيم العملية الإنتخابية بشفافية ونزاهة ..وقال أن الحركة الديمقراطية الحالية لاتسمح إلا بانتخابات نزيهة وحرة . وشدد العرابى – خلال لقائه فى جوبا اليوم مع بان كى مون سكرتير عام منظمة الأممالمتحدة على هامش احتفالات إعلان قيام جمهورية جنوب السودان – على نزاهة النظام القضائى المصرى فى التعامل مع كافة القضايا المطروحة أمامه ، مؤكدا على استقلالية القضاء وعلى أن الحكومة المصرية لاتتدخل فى قراراته . كما استعرض وزير الخارجية تطورات الأوضاع فى مصر وعملية التحول الديمقراطى الجارية والتحرك المصرى نحو إجراء الإنتخابات .. واستمع لمقترحات السكرتير العام للامم المتحدة وخاصة فيما يتعلق بتقديم المنظمة الدولية المساعدات الفنية واللوجستية لمصر فى تنظيم العملية الإنتخابية المقبلة . من ناحية أخرى أكد وزير الخارجية للمسئول الأممى على اعتراف مصر بدولة جنوب السودان الوليدة ، وحرصها على مواصلة جهودها من أجل إقامة علاقات قوية بين شمال وجنوب السودان مستقبلا ، وكذلك تقريب وجهات النظر بينهما لتسوية كافة القضايا العالقة ، بما يضمن تحقيق الأمن والإستقرار فى ربوع السودان والتنمية والرخاء لشعبه - ونفي وزير الخارجية المصري محمد العرابي ما يشاع حول وجود أي تغيير أو حساسية في العلاقات الخليجية - المصرية بعد الثورة . وقال في مقابلة مع صحيفة "الشرق الاوسط " اللندنية الصادرة اليوم السبت "لمست انفتاحا واستعدادا للعمل مع مصر ودعمها اقتصاديا". واضاف "يكفي أن أشير إلى ما قاله لي الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، خلال لقائي معه في "جدة"، إن "العالم العربي من دون مصر كالسفينة بلا ربان". وتابع العرابي "دول أخرى في الخليج العربي قالوا إن مصر أم الدنيا والجميع ينظر إلى مصر بما يجب أن تكون عليه من مكانة تستحقها، ومصر لها كيان يفرض سياستها الخارجية وقوتها، وبعد الثورة يطالب الجميع مصر بأن تقوم بدورها التاريخي". ونفى وجود ضغوط خليجية لمنع محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك او وجود فيتو خليجي على العلاقة مع إيران ، متابعا "يجب أن تنسج العلاقات بشكل صحي بين البلدين وبما يخدم مصالح الشعبين، ولا داعي لأن نقفز إلى نتائج سريعة ثم تحدث ردة بعد ذلك". وحول ملف استرداد ثروات مصر في الخارج، قال "هناك متابعة دؤوبة وقد أوفدنا وكيل وزارة الخارجية إلى إسبانيا لمتابعة هذا الموضوع". وحول ما ذكره عن قيامه باسقاط فترة عمله في اسرائيل من سيرته الذاتية، رد قائلا "لم أسقط ذلك، وهل ذهبت إسرائيل للسياحة؟ مهمتي كانت واضحة، عملت نائبا للسفير المصري لدى إسرائيل، وكان ذلك في وقت صعب وخطر أي في مقدمة المدفع، ولمدة أربع سنوات، وفي فترة تولي إسحاق رابين رئاسة الوزراء، وقد اغتيل وأنا هناك، وشاهدت انحدار عملية السلام إلى الأسفل بعدما كانت هناك بعض الآمال موجودة في عهد رابين". وأكد وزير الخارجية المصري أن مصر تدعم تطلعات الشعوب في كل الدول العربية، لكنه شدد على أنه من المهم إعطاء الفرصة لأن تقوم سورية بالإصلاحات السياسية التي تدعم الاستقرار. وحول الوضع في ليبيا، قال "لدينا مبعوث يتواصل مع الأشقاء هناك، وزيارتي ستكون بعد استقرار الأوضاع السياسية والأمنية. واضاف "مصر مع الحل السلمي لإنهاء الأزمة في ليبيا والدعوة لوقف الاقتتال، والحل السلمي سيكون من خلال ليبيا وليس من خلال حلف شمال الاطلسي (الناتو) ولا غيره وبالتالي لا بد من حوار، لأن القصف أدى إلى سقوط المزيد من المدنيين وإلى أزمات إنسانية. وفي نفس الوقت، نحن ضد تقسيم ليبيا وعلى اتصال بالطرفين، ووحدة ليبيا هو خيار استراتيجي". واشار الوزير المصري إلى أن هناك طرحا قيد الدراسة لاستضافة مصر لحوار بين طرفي الأزمة في ليبيا والعمل على وقف العمليات العسكرية. وفي ما يتعلق بعلاقات مصر بافريقيا، قال "من المؤكد أننا نفكر في التواصل والعمل مع أفريقيا في كل المجالات، وسيكون التنسيق والتشاور على أعلى مستوى سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، لأنني مؤمن بضرورة تقارب الشعوب. وقال "العلاقات مع اسرائيل عادية لا يوجد جديد، وكل اهتمامنا منصب على إحداث تقدم في الملف الفلسطيني، أما تصدير الغاز لإسرائيل فليس من اختصاصي". وحول ما تعلنه إسرائيل تقول إنها جزء من اتفاق السلام معها، اجاب قائلا "هذا غير صحيح، لكن هناك إشارة تفيد بأهمية أن يشعر الجانب الإسرائيلي بقيمة هذا السلام، لكن أين هو السلام". وحول السودان، قال "مصر ترحب بعقد اجتماع تنسيقي مع دولتي الشمال والجنوب وقد يكون هذا الاتجاه ضمن آليات التعاون بين مصر وهاتين الدولتين ولدينا بالفعل تعاون واسع مع جنوب السودان في مجالات استراتيجية وحيوية". وحول ما يتردد من تقارير عن وجود اسرائيلي كثيف في جوبا (عاصمة جنوب السودان) قال العرابي "مصر لديها سفارة في دولة الجنوب، ولن تنال من العلاقة اي تقارير تعلن هنا او هناك، واحيانا تكون مجرد تهويل، ونحن لا نهول ولا نهون". وعن المصالحة الفلسطينية، قال: "انها جزء أساسي من أي تسوية قادمة للقضية الفلسطينية لأنه لا بد من مفاوض فلسطيني واحد وقوي بحيث نقطع الطريق على ما كانت تردده إسرائيل بأنه لا يوجد شريك تتفاوض معه وبالتالي نسعى لاستكمال كل بنود اتفاق المصالحة". وكشف العرابي النقاب عن قيامه بزيارة للعراق قد تتم نهاية الشهر الجاري للبحث في كل مجالات التعاون، إضافة إلى انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق في بغداد.