قالت: كيف طاوعك قلبك أن تسلب سعادتي وأنا من منحتك السعادة، أرجوك ياسيدي كف عن إلقاء اللوم وكف عن التذمر والنكد لأسباب أنت من تفتعلها، أخبرني ما هو ذنبي، فأنت من كنت تريد الارتباط عن طريق عائلتك وشاهدتني واخترتني، وتزوجنا وعلى حد قولك فأنت لم تحبني، وأنا لم أستطع أن أوصل لك هذا الإحساس رغم محاولاتي المتعددة لإيقاظ مشاعرك، ولكن كل ما أعرفه هو أني من شجعتك على الخطأ؛ لأنك تعودت على تنغيص حياتي بتفاهات ليس لها مثيل، واتهامك بالتقصير جاهز عدا أسلوبك الذي كنت تتقنه لتسلب إحساسي بالكرامة، وكنت أستسلم لإحساس مؤلم بالهوان والعجز، ورغم ذلك كنت أتحامل على نفسي وأسامحك؛ لأني أحببتك. نعم أحببتك ولكن ليس معنى ذلك أن أعيش مجرد شاهدة أو عابرة سبيل في حياتك، ولا أن أعيش حسب الطريق الذي ترسمه لي وحسب مزاجك وأهوائك، فأنا زوجتك وشريكة حياتك حاولت أن أتناقش معك بكل صدق بأنه إذا كان ولا بد من الفراق فعليك أن تترك بيننا باباً للحوار والتواصل والتفاهم؛ حتى نتوصل لقرار يرضيك ويرضيني، وكم تمنيت أن تكون حليماً رحيماً ومنصفاً! فأنت من اختار وليست الظروف، فلو أردت التغيير والبقاء ولو كنت متمسكاً بي لوجدنا عشرات الحلول. لا أعلم هل العيب فيَّ أم فيك؟ وليس ذنبي أنك لم تستطع أن تحبني، أو بالأحرى لم تتمكن من حبي، ولم تمتلك القدرة أو الرغبة في أن تبادلني نفس الشعور، وقررت وأنت بكامل إرادتك أن تنسحب من حياتي. ألهذه الدرجة كان الطلاق بالنسبة لك أمراً عادياً، وكأن شيئاً لم يكن؟ يا ليتك كنت أخبرتني منذ بداية زواجنا عن مشاعرك، ليتك فعلتها، ولو فعلتها وكنت قتلتني مرة واحدة فقط لكان أهون عليّ مما أشعر به الآن. ورضخت لرغبتك مرغمة، فأنا أحببتك ولكن مع الأسف الحب بدون مقومات وبدون تضحيات وبدون اهتمام وبدون عطاء متبادل لن يحقق السعادة؛ لأنه حب من طرف واحد، ورحلت من حياتي بدون ضجة لتمارس حياتك.. لم أحاول أن أسمع أخبارك إلا أنك مازلت تعيش بداخلي وأعيش في صراع بين عقلي وقلبي، وما زلت أنت كما كنت لم يتغير شعوري تجاهك، أحن إليك.. بكل ما تعني كلمة حنين، ولم يستطع كياني أن يتعلق بكيان آخر كما تعلق بك، ولم أتمكن أن أهب أحاسيسي لأي مخلوق. وما زلت غير قادرة على أن أملأ قلبي بغيرك. أعرف أن تفكيري بك يسبب لي الألم، وما من أحد إلا ويرفض الألم، وما عليّ إلا أن أجتاز صدمة انفصالي عنك، وأن أقاوم فراقك بشتى الطرق، وكما يقولون في الحب "لا تشتري من باعك ولا تحزن عليه"، وسأحاول بكل قوتي وضعفي وعقلي أن أنساك..