* عندما قابلتك اعتقدت أن الحظ قد ابتسم لي أخيراً، فقد اقتحمت دنياي ودخلت كياني، وفجرت ينبوع الحب في قلبي، وأذبت جمود أحاسيسي، وحطمت تحجر مشاعري، وكانت تمرّ عليَّ لحظات أشعر فيها أن الحب أقوى مني، وكنت أتغلب عليه بقوة عقلي وثقتي في نفسي، لم أتخيل بأنك أنت الذي وهبتني كل هذه الأحاسيس الصادقة، تتلفظ معي بألفاظ مبهمة، ولم تحافظ على شعوري، فأنت بمنتهى البراءة تريد أن ترتبط بي، ولكن في الظل، إنك يا سيدي رجل حارق المشاعر، ثائر الأحاسيس، تريد أن تعيش حياتك حسبما ترسمه لك غرائزك، لقد صدمتني؛ أأعيش معك بالحلال تحت ستار الليل.. ولماذا؟ وما الذي يجبرني على ذلك، أعلم أنك تحبني ولا تستطيع الاستغناء عني، كما تدّعي، وفى نفس الوقت لا تستطيع الحياة معي في النور، وأنا يا سيدي أرفض حباً له بداية وليست له نهاية شرعية، كما أنني أكره المغامرة في مشاعري، فكيف أمنحك السعادة والحنان؟ وكيف تسعدني وتشعرني بالأمان، وأنا سأعيش الخوف والقلق في كل ردة فعل وكل حركة وكل لفتة؟ إنك تجهل حقيقة نفسك وحقيقتي.. قل لي: هل أخطأت معك يوماً؟ وهل أذنبت في حقك؟ ربما الخطأ الوحيد هو أنني أحببتك، والآن أشعر بالإحباط واليأس من نهايتي التي لم أكن أتوقعها، ولم أرسم أو أخطط لها، ولكن منطقك وتفكيرك وتوجهاتك هي من دفعتني للابتعاد عنك، ليس من أجلك، ولكن من أجل نفسي.. نفسي التي تفهم الرجل بأنه الحماية والأمان وبأنه صانع القرار الكريم بمبادئه وأخلاقه، أرجوك دعني وشأني، فلا أريد أن أستيقظ بعد فوات الأوان، فحبك أصبح يهدد حاضري ويسرق مني أيامي ويحرمني من الاستمتاع بحياتي والتفكير في مستقبلي، فأنا لم ألزمك يوماً ما بشيء، ولا توجد أهداف مستترة في حياتي وأرمي إليها؛ لأن أهدافي دائماً واضحة، ولا أعيش إلا في النور، وكلي ثقة وأفتخر بذلك، ومن يريدني عليه أن ينظر إلى الحياة كما أنظر إليها.. ولكن قل لي بربك: ما هو هدفك أنت؟ وماذا كنت تريد مني؟ وما هو الشيء الذي تستطيع أن تهبك هو إنسانة تزعم بأنك تحبها؟ ترى ما نوع هذه المحبة وعمقها؟ فأنت تلهث وراء الحب بكل قوتك حتى تمتلكه، وترى في هذه اللحظات كل ما هو جميل، وتتجاهل ما يعكر صفو هذه السعادة؛ لأنها لن تستمر مع ظروف الحياة ومتغيراتها وستتبدد وتتلاشى عندما تعيش في النور يا سيدي. إن كلمات الحب وحدها دون ترجمتها الشرعية بحكمة وعقل يناقض مفهوم الحب، وقبل ذلك الدين؛ فأنا أريد أن أعيش قصة حب صادقة وواضحة.. أعيش حباً يملأ المكان والزمان بنوره وكيانه.. حباً أرويه ويشاهده الناس في سكناتي وتصرفاتي، وليس حباً يختبئ في الظلام ويظل سراً وحبيساً بين الجدران.