ظلال **** لم يرق لها مساء الأمس تركته خلفها وعلقت أهدابها في منتصف النهار زجت أحلامها في دائرة لا تتسع إلا لفارسٍ يجيد الاتكاء على ظلال الأشجار وتحسس الأكواب. بأريحية وفرت الدولة موطنا لكل شجرة وفي أول ظل ضحى قابلها جلست خارج الدائرة ومددت أحلامها من جديد.
/ ؟ / ******
بانحناءةٍ بلهاء سألتني وهي تمشط ابتسامتها أمام الكاميرا : أيّ من الجبايات التالية تحب ..؟ تمزقتُ من الفرح وأشرت فرحا جهة المطار : نعم أحب .. وأحبُّ جدا تلك التي تكشف عن مفاتنها في صالة المغادرة وتدعوني للبقاء.
آه ***
الوطن الذي بلا خصرٍ يشده لأعلى لحق بي إلى حيث أقطن حالما رأى كيف أسكن سحبني من حزامي خلفه طاف بي أروقة المحاكم التي أجمعت جميعها بأني المتحرش الأكبر.
حالة ***
حزنها الطري استوقفني علمتُ أن مهنتها قد تلاشت بعد أن كفت العرائس عن تعلم رقصة الحمام كان جيبي خاويا .. أرشدتها أن تقف في ذلك الصف جاء دورها .. وجدت نفسها أمامه وجها لوجه بذات الملامح التي كانت تراها في التلفاز ابتسم لها دس في يدها خوذة ملونة وبذورا للنسيان وضعت البذور على رأسها وفي دارها زرعت خوذتها الملونة.
بوح **
الليلة التي خاطبت فيها (مسام) صديقتها (سُهى) كانت خالية من النجوم، وشديدة السواد : - تعرفي يا (سُهى) .. الخداع قائدٌ كبير لقبيلة الزواحف لذا لا أريد أن يجتث أحدهم أعماق زوجي ويختلس منه أساور الرغبة غيري. رسمت (سُهى) ابتسامة بلهاء وتسطحت غرزت أظافرها في صدرها ونثرت شذرات من الأعماق في وجه صديقتها وفتحت أمامها دولابا من الأساور.
كنتُ رجلاً *****
كان الحزن يدهن ذلك المساء بلونه عندما هاتفتني حبيبتي الرقيقة بكلماتٍ خشنة ولاهثة كالعويل : - أريد رجلا يكسر قناعة الخنوع .. رجلا يمتن ويقوي وهن الأعصاب .. أتسمعني ؟ لم أعد أسمعها .. تركتُ يدي في الهواء ودهنتُ جسدي كل جسدي بزيت الذاكرة وعركتُ أصابعي بجبهتي عركتُ .. عركتُ حتى خرجتْ ولما خرجتْ أغلقتُ بوابة الحنين ألف عامٍ أُخر وكنت رجلا.
! ! ! ؟. *****
الرحلة الشاقة التي يقطعها (الريموت) أمام شاشتنا تعاني من نقاط التفتيش ورسوم العبور .. - وبنسأل ضيفنا : لمن تهدي هذه الأغنية ؟ - لأبي في أسمرا، ولأمي في القاهرة لأخي في لندن، ولأختي في برلين ولنفسي في اسبانيا. - وفي السودان لمن ؟ - لك. - ألديك علاقة بكرة القدم ؟ - اطلاقا .. لا أحبها .. ولا أشاهدها. - إذن أعزائي المشاهدين سنشاهد استراحة كروية ونعود.
عناية ***
الصاورخ الذي داهم أمي من الفضاء وأندس في طستها وسط الثياب المبتلة بالماء لم يفزعها رفعت ماعون الصابون الساخن وصبته في مقدمته وبحجرٍ سنين كانت تستعمله في حك كعب الرجل حكت به جلد الصاروخ وبمشابك قديمة علقته في حبل الغسيل وعندما أنزوت الشمس جانبا مررت علي جسده مكواة الفحم فجت له مكانا في دولابها ووضعته بعناية وسط قنابلها الذرية.
دهاء **
حالما رسمتني مستقيما يمس دائرة الزواج في نقطتين، قفزتُ من الفرح مرتين.
أنين **
أنين جاري العجوز لا يفتر عن الأنين مع أول شعاع يستجدي الصبر الصبر..الصبر يا الله قلت في سري: لماذا لا يمنحه الصبر حفنة من الصبر تكفيه للبحث عن.. وعندما سألته عماذا تبحث ؟ بحلق بعيدا واستدار وقال: أبحث عنك.
أنفاس ***
النياشين التي تزاحمت فوق كتف الجنرال في رقدته الأخيرة لم تجد متسعا.. تسربت عبر جيوبه الأنفية.. سد ملك الموت أنفه وغاص بين الصواريخ أزاح النياشين جانبا ولملم أنفاس الحرب وخرج.
المصير ***
تهشّم جاري عندما استعانت السُبل بصولجان أسود ليحرسها وحالما استقرت كتلة فراغ هاربة أسفل جيبه، قرّر بكامل قواه العقلية أن يقضي بقية عمره في البحث عمن أربك مسيرة الشعر
فضول ***
وقف تلميذ من تلاميذ المدارس الأولية أمام باب الفصل يلهث قرع الباب بأصابع مرتبكة رمقه الأستاذ بنظرات حارقة باغته بالسؤال المعتاد لماذا جئيت متأخراً عن الدرس ياولد..؟ زاد ارتباكه أكثر .. جمع الحرف فوق الحرف ، تلعثم : لقد تأخرت.. لأني كنت أود أن أرى السلطان في موكبه الصباحي ... : وهل رأيته ..؟ : ولكنه انسان عادي يا أستاذ .. ضحك التلاميذ وغرق الأستاذ في دموعه
حيرة ***
لأول مرة يهديها باقة ورد في حياته احتارت في أمره طارت بخيالها الشاحب وزجته في غرف المؤمرات المعتمة زرعت فوق خده قبلة أمسكت بالبطاقة تبحث عن جمال الكلمات وقرأت بصوت عال "للمرأة المعطاءة في كل تجلياتها..الثامن من أذار" وبعصبية رمت الورد في وجهه وفي مكان القبلة صفعته.
إلحاح *****
بارتعاشةٍ بالغةِ الضيّاء بعثرت حُلمها، طمرته في نوافيره المتهتكة أزاحتْ عن جسده إبر الحمّى اللعينة، امتصت ذهوله تزحزحَ ملتصقاً بها ، نزع خمار الرغبة، داعبها.. نفسي أدخل جواك وأتأمل! لفحها لهيب الرجاء.. من الأفضل ألاّ تفعل..دعني أرتب الأمر أولاً غافلها..أدخل رأسه في تجاويفها نظر..تمعّن وعرف أنَّ الليل هو آخر النهار.