قرات لكم كتاب "قلب الروح" تاليف غاري زوكاف وليندا فرانسيس وهما مؤسسى اول معهد العلاج الروحى فى العالم عام 1999 بامريكا وقد اخترت منه اهم النقاط التى تخلص محتوى الكتاب واعتبره اكتشاف وتحليل لمفاهيم ومراحل عميقة قد يمر بها الانسان دون ادراك او وعى بتلك المراحل الانسانية الهامة والفاعلة فى حياته .../سحر رياض يقول المؤلفان ان هنالك على الأقل 3 مستويات للنضج عند الإنسان لا يكون الإنسان ناضجاً حقيقة إلا بتمامها: النضج العمري – النضج العقلي – النضج العاطفي. غالبية البشر تدرك النضج العمري ونسبة قليلة تدرك النضج العقلي. أما النضج العاطفي فلا يدركه إلا من رحم ربي ... وهم قلة القلة وندرة الندرة - النضج العمري: ويقال أنه عمر الأربعين لدى الإنسان. وهو بحد ذاته ليس له في يومنا هذا دلالة على أي شيء فما اكثر البالغين عمرياً الأطفال فكرياً وعاطفياً.
- النضج العقلي: وفيه يكتمل بناء العقل المفكر ولكن للأسف غالباً ما يتم تحويله لأداة متمرسة في الجدل والنقاش وإيجاد الأسباب و "اكتشاف" الأدلة التي تثبت أني على صواب والآخر على خطأ مستخدماً في ذلك أية مبررات قيمية ومعتقدية وأخلاقية ومبادئ ومثل وقصص وحكايات وأمثال ومواقف ... يمكن للعقل المفكر التقاطها من هنا وهناك ليدعم بها ويبرر بواسطتها موقفه "العادل" تجاه الآخر. فالغاية تبرر الوسيلة وقهر الآخر يبرر التبريرات رغم ما لكل تبرير من صرير يشوه الصورة .
- النضج العاطفي: يقال أن أطول رحلة يقظعها الإنسان في حياته هي من عقله إلى قلبه . والنضج العاطفي فيه ما هو أعمق من منطقية التفكير وأكبر من أنانية الأنا. ما أكثر "العاطفيين" وما أقل الناضجين منهم. ليس المقصود هنا الحب العاطفي الغرامي (الخاص بمجانين ليلى) بل يمتد معنى النضج العاطفي إلى كل شعور إنساني سامي نابع من قلب عاقل وعقل محب. لم يبالغ من ادعى أن نسبة الناضجين عاطفياً لا تزيد عن 1 بالعشرة آلاف ... فغالبيتنا مراهقون عاطفياً يتم التلاعب بنا وأخذنا يميناً وشمالاً ... صعوداً وهبوطاً ... من قِبَلِ عواطف ومشاعر لم تبلغ بعد مرحلة النضج. مراهقون مرهقون بمراهقتهم. من سمات أصحاب النضج العاطفي: - الانصات التقمصي: وهو الإنصات للآخر إنصاتاً قلبياً حقيقياً فعالاً بهدف فهمه كما يريد هو أن يُفهم (لا كما أريد أنا أن افهمه) - القدرة على وضع النفس مكان الآخر: والشعور بمشاعره ورؤية الأمور من خلال عينيه ووفقاً لوجهة نظره ودرجة نضجه العقلي والعاطفي. والإنصات التقمصي يساعدنا كثيراً على امتلاك هذه القدرة - امتلاك الرؤية الواسعة والشاملة على المستويين الأفقي (الآن وهنا) والعامودي (المستقبلي) للموقف المشكل وللطرف الآخر ولعلاقتنا به ومعه. والتصرف بناء على هذه الرؤية الواسعة الشاملة بدل الاعتماد على ردود الأفعال الآنية ذات الحسابات المتعجلة والرؤية الضيقة - الضمير الحي: ........ - إدراك الذات: بنقاط قوتها وضعفها والاعتراف بذلك. إن معرفة الإنسان لنفسه تمام المعرفة تجعل منه مستنيراً جديداً. ولكن هيهات ... فلم يعرف التاريخ الإ بضعة أفراد - من بين هذه المليارات المتلاطمة من البشر – استطاعوا الوصول إلى قمة جبل الوعي في إدراكهم لذواتهم - السماحة والتسامح: مع الذات والآخرين. "إذهبوا فأنتم الطلقاء" عبارة خلدها التاريخ لرسول كريم. وقد يكون أحد أسباب خلودها هو عدم تكرر هذا الموقف ثانية على مدى التاريخ الإنساني كله. فلا وجود لطلقاء ولا لمسامح يطلقهم - العطاء: ويمكن اختصاره بتأملات لديفيد فيسكوت يقول فيها: إن ما تمنحه للآخرين هو هبتك لنفسك امنح من القلب وسيملأ عطاؤك العالم امنح وأنضج النضج الكامل . (هنالك أخيراً مستوى رابع وأخير للنضج هو النضج الروحي وهو شيء أدق وأرهف وأبعد من كل ما سبق, يكاد يصل بالإنسان إلى مستوى كسدرة المنتهى, ولم يُعرف عنه إلا اسمه ...)