النظام المصرى السابق أغفل التعامل مع قضية إتفاقية حوض النيل الإخيرة التى نجحت إثيوبا فى إستقطاب دول المنابع لتلغى إمتيازات مصر فى الإتفاقيه السابقة ومن هنا ظهرت مشكلة بناء السدود على حوض نهر النيل فى دول المنابع وكانت هذه إحدى أهم إخفاقات السياسة الخارجية المصرية على مدار الثلاثين سنة الماضية فمصر هى من أكثر الدول التى يمكن أن تتضرر من بناء أي سدود على نهر النيل، ودول حوض المنابع لا تعاني من مشكلات في الموارد المائية تقتضي بناء سدود،بل تعانى من كثرة مياة الفيضانات فيها والتعاون الاقتصادي والاستثمار الزراعي بين دول حوض النيل وبعضها البعض يمكن أن يكون بديل للصراع على المياة فى المستقبل فمن المحتمل أن تكون الحروب القادمة حروب مياة وليس حروب بترول كما حدث فى العراق وليبيا تحدث الدكتور نادر نور الدين؛ أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، بحضورالدكتور ماهر صالح؛ رئيس قسم الأراضي والمياه بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية فى ندوة نظّما منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية مساء أمس بعنوان "مصر ودول حوض النيل"، . أكد الدكتور نادر نور الدين على أن الصراع بين مصر ودول حوض النيل جاء بسبب أن نهر النيل ليس غنيًا في المياه بالرغم من أنه أكثر الأنهار طولاً، وأن دول المصب وهي مصر والسودان تحصل على 90% من مياه النيل، بينما تحصل دول المنابع على 10% فقط. وأشار إلى أنه من النقاط الأساسية في هذا الصراع هي أن دول المنابع تتجاهل أن حصص مصر والسودان من الأمطار التي تغذي النهر هي 4.5% فقط، بينما تبلغ حصص دول المنابع 95.5%. وأشار إلى أن مصر هي أكثر دولة يمكن أن تتضرر ببناء أي سدود على نهر النيل،وأن بعض الدول المنابع تعاني من فائض في المياة التي تغمر الأراضي الزراعية ، وذلك بسبب وفرة مياه الأمطار والاعتماد عليها بشكل كبير، بعكس دول المصب وخاصة مصر. وأشار إلى أن موارد إثيوبيا المائية على سبيل المثال هي أكثر من ضعف موارد مصر، وأنها تتمتع بوجود حوالي 18 نهر داخل وخارج حوض النيل. وأوضح أن نسبة الاعتماد على مياه النيل كمورد مائي في مصر تبلغ 98.5%، و66% في السودان، بينما تبلغ 30% فقط في الكونغو، و10% فقط في إثيوبيا. وأشار إلى أن نسبة الزراعة المروية التي تعتمد على مياه الأنهار لا الأمطار، تصل إلى 98.5% في مصر، بينما تبلغ 3% في الكونغو، و2% في أوغندا، و9% في كينيا، و1% في رواندا. وأكد أن هذا الصراع له خلفية سياسية واستراتيجية أيضًا، وأن النيل الأزرق الذي تعتزم إثيوبيا بناء السدود عليه يمد مصر بحوالي 86% من المياه، لذلك فهو يعتبر شريان الحياة لمصر، وأن من يريد أن يسيطر على مقدرات المصريين يسيطر على النيل الأزرق. وأشار إلى أن إثيوبيا تعتزم بناء 4 سدود على النيل الأزرق، بالإضافة إلى سد النهضة. وأضاف أن إثيوبيا اختارت هذا الأسم لتقوم بحشد الشعب لدعم المشروع باعتباره سيكون سبب من أسباب نهضة الدولة، وبالتالي يصعب التراجع عنه. و أن مصر ترفض الاتفاقية لأنها تلغي حق مصر في الفيتو على بناء أي سد يقام على النيل، وتلغي مبدأ إخطار مصر المسبق ببناء سدود، وتنص على تحويل الموافقة على إنشاء السدود على النهر من الإجماع والتوافق إلى الموافقة بالأغلبية، وعدم الاعتراف بثبوت الحق المائي المصري من ماء النيل والبالغ 55 مليار متر مكعب، ومحاولة فرض مبدأ الحق في بيع وتسعير المياه الذي لم تقره المنظمات والمجتمعات الدولية. وسأل نور الدين عدد من الأسئلة حول موقف مصر من إثيوبيا إذا استمرت في خططها لإنشاء السدود، مثل: هل تستكين مصر للوضع الراهن؟ هل تتعاون مصر مع دول إفريقية محيطة للقيام بمناورات واتفاقيات دفاع مشترك؟ هل تأتي مفاوضات الضعف وعدم الاعتماد على خطاب القوة بنتيجة؟ هل حرب المياه قادمة؟ موأكدا نور الدين أن التعاون مع دول حوض النيل في الوقت الحالي يعد من الخطوات الهامة التي يمكن أن تحرز تقدم إيجابي في هذا الملف، وأن استقطاب مصر للدول الإفريقية من أجل التعاون الاقتصادي والاستثمار الزراعي يمكن أن يعوض خسائر الاتفاقية التي تم توقيعها، أن يكون بديل للصراع والجدير بالذكر هنا ما قد جاءء فى كلمة الدكتور ماهر صالح مؤكدا إن قضية مياه النيل هي قضية مركزية في التنمية والسياسة والصراع العربي الإسرائيلي، كما أنها محور الجغرافيا السياسية وأساس الصراعات والتدخلات الخارجية. وأوضح أن هذه المشكلة تعد من أخطر المشكلات التي تواجه المنطقة العربية، حيث إنه من المتوقع أن يصل نصيب الفرد من المياه في المنطقة العربية عام 2025 إلى 667 متر مكعب، وأقل من 50 متر مكعب في مصر. وهذا يوضح خطورة القضية وضرورة الإهتمام بها فى أسرع وقت ممكن فهى من القضايا المهمه مثلها مثل القضايا التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير فلا يجب إن ينشغل الشعب المصرى والحكومة المصرية بالقضايا الداخيلة ويتم إهمال قضية حيوية مثل هذه القضية فى الوقت الراهن فالنيل شريان الحياة فى مصر إذا غفلنا عنه سوف يسرق منا ومن الممكن نجدة قد رحل إلى إسرائيل علينا أن نتنبه لما تفعله إسرائيل بمواردنا فهى سرق الغاز الطبيعى بمساعدة الخونة والفاسديين ويجب أن لا نسمح لها بسرقة مياهنا ونيلنا ونحن مشغولون وغارقون فى مشاكلنا الداخلية نتصارع على السلطة كما هو الحال الأن بين القوى السياسية فى مصر.