سفاجا تتميز بالنباتات الطبية وبرج العرب تتسم بالملاحات والفيوم وحلوان بالعيون المائية تنتشر في مصر العديد من الخواص العلاجية التي يقبل عليها السائحون ليس فقط العرب ولكن الاجانب ايضا، حيث تتمتع بمكونات طبيعية لها دور اساسي وفعال في علاج العديد من الامراض المستعصية، فضلا عن غيرها. وتعتبر مصر من اغنى البيئات في العالم بمواردها ذات القيم العلاجية والتي تجذب اليها المرضى من كل دول العالم للاستشفاء، ومن هنا كانت فكرة الترويج لما يسمى بالسياحة العلاجية، والتي تأتي سفاجا على رأس قائمتها، واستغلتها مصر للدعاية لهذا النمط من السياحة. ومن اهم المدن والمواقع التي تستخدم السياحة العلاجية في مصر سفاجا، الوادي الجديد، اسوان، سيناء، الفيوم، العين السخنة، عين الصيرة، حلوان وبرج العرب. وتأتي سفاجا كنموذج لتميزها برمال سوداء فريدة من نوعها، تبين بعد تحليلها ان بها ثلاث مواد مشعة بنسب غير ضارة، وهي البوتاسيوم المشع، الثوريون، اليورانيوم، اضافة الى نسب عالية من املاح ومعادن لها دور علاجي هام مثل املاح الذهب التي تعالج بنجاح مرض الروماتويد. كما تتميز املاح الجيرمنيوم بأنها شبه موصلات للكهرباء، حيث تهدئ هذه الاملاح جهاز المناعة المضطرب والموجود في اماكن غير طبيعية مثل تحت الجلد في الصدفية أو في المفاصل كما في الروماتويد، وذلك بعد تسخين هذه الاملاح بأشعة الشمس. كما يتوافر في سفاجا العديد من النباتات البرية في سهول الجبال وهذه النباتات وردت في معظم المراجع والابحاث العلمية لما لها اكثر من دور فعال في علاج العديد من الامراض المستعصية التي عجزت الادوية الكيماوية عن علاجها مثل بعض الاورام والفيروسات الكبدية وامراض المناعة الذاتية. وقد اجريت اخيرا دراسات وابحاث على هذه النباتات الطبية النادرة وظهر دورها الفعال في العلاج، حتى تم استخلاص تركيبات علاجية منها لعلاج الامراض المستعصية اضافة الى ان اشعة الشمس الدافئة في سفاجا عامل مهم في تركيز الاشعة فوق البنفسجية (الموجة المتوسطة) ذات فائدة كبيرة في العلاج وخصوصا في ساعات الصباح الباكر وما قبل الغروب، حيث الشمس الدافئة الخالية من الشوائب والاتربة. وفي سفاجا تصل درجة الملوحة الى 55 جزءا في المليون نتيجة لانخفاض سرعة تيار الماء وهو ما ساعد على وجود الشعب المرجانية الفريدة من نوعها، والتي هي مصدر طبيعي للعديد من المعادن والتي لها اكثر من دور في علاج الامراض، اضافة الى الطمي الموجود في قاع البحر، وخصوصا في المائة متر الاولى من الساحل والذي هو غني باملاح الذهب الناتج عن ترسب هذه الاملاح الثقيلة الموجودة في مياه السيول المنحدرة من اعالي الجبال. وتختلط مياه السيول مع املاح الذهب لتترسب في طمي البحر وتساعد اشعة الشمس على افراز فيتامين (د) من الدهون الموجودة تحت الجلد، وهو له دور هام في تقوية وزيادة كثافة العظام. فيما تتميز مياه ملاحات برج العرب بوجود هضاب شمال وجنوب الملاحة التي تقف كحائط صد طبيعي ضد الرياح والعواصف الرملية كما ان جو المنطقة الخالي من التلوث والشوائب العالقة التي تشتت اشعة الشمس يجعلها جاذبة للسائحين. كما توجد بهذه المنطقة احواض تشبه الخلجان «مياه هادئة» ليس بها امواج تعمل كمرآة تعكس اشعة الشمس الى سطح الارض، اضافة الى وجود ملوحة عالية بزيادة تصل الى سبعة اضعاف المياه بخليج سفاجا وهو ما يؤدي الى سهولة الطفو وتقليل قوى الجاذبية مما يسمح بتحسن ملموس في نشاط الدورة الدموية داخل الجسم وبالتالي زيادة كمية الدم التي تصل للجلد، وعليه يحدث توازن بين كمية الاملاح داخل الجسم وخارجه. وهذا التوازن له تأثير كبير في سرعة شفاء مرض الصدفية واضافة الى ما سبق فالمنطقة غنية بعناصر طبيعية خلابة وموقع متميز يساعد على استرخاء المريض وتحسن حالته النفسية. وهذه الميزات تجعل من برج العرب مشفى له اهميته لمرضى الصدفية. وفي الفيوم تنتشر العيون الطبيعية في منطقة عين السيلين المناسبة لعلاج الاملاح وتخفيض نسب النقرس أو ما يعرف «باليورك اسد»، كما ان البيئة التي تتميز بها المنطقة من انتشار للفواكه وزراعة الخضروات تضفي عليها جوا هادئا يستمتع به الزائرون وهي نفس الاجواء الموجودة في بحيرة قارون والتي تعتبر عنصر جذب اساسي للسائحين حيث تعد واحدة من البحيرات الطبيعية التي تنضم الى التراث الطبيعي العالمي اضافة الى بحيرات وادي الريان الصناعية والتي تتمتع بعبق خاص وتتسم ببيئة ساحلية متميزة. ويمتاز السائح العلاجي عن السائح العادي بطول مدة اقامته في مناطق العلاج المصرية اذ تتراوح هذه المدة ما بين اسبوعين الى أربعة اسابيع اضافة الى ان معدل الانفاق يكون مضاعفا لهذا السائح. وليس بالضرورة ان تخدم السياحة العلاجية المرضى فقط، بل يمكنها ايضا ان تكون مفيدة للاصحاء حيث تتمتع بها من يودون الاستجمام والبعد عن ايقاع الحياة السريع لتكون فرصة لهم للتمتع بالهدوء والجمال بالغمر في مياه معدنية ذات ملوحة مناسبة ثم ممارسة بعض الرياضيات الخفيفة. واخيرا تبقى الاشارة الى ان اول من وضع الاساس العلمي للسياحة العلاجية في مصر هو الدكتور حسن بك محمود حكيم وذلك من خلال المخطوطة التي تم اكتشافها فيما بعد داخل مكتبة البلد بمحرم بك في الاسكندرية والتي تتخذ عنوانا لها «ينبوع شفا الابدان في حمامات حلوان» وكان اكتشافها في النصف الاخير من القرن الماضي وكان قد وضعها في أواخر القرن التاسع عشر. وكان تركيزه على حمامات وعيون حلوان تجديدا نتيجة لما تتمتع به من املاح والتي هي مفيدة لكثير من الامراض مثل الروماتيزم والروماتويد وتساهم في تنشيط الدورة الدموية.