التعريف: خمج الدم هو مشكلة يمكن أن تهدّد حياة المصاب بها، حيث قد تسبّب استجابة الجّهاز المناعي ضرراً في أنسجة الجّسم بعيداً عن الإنتان الأصلي. تبدأ حالة الخمج المتقدمة بإصابة وظائف الأعضاء و في النهاية قد تؤدي إلى صدمة إنتانية، و هي انخفاض خطير في ضغط الدم. الأشخاص الأكثر عُرضَةً للإصابة بخمج الدم هم: الأطفال الصّغار و كبار السّن ذوي جهاز المناعة الضّعيف المرضى الذين يرقدون في المشافي الذين يضعون بعض الأجهزة، كالقثطرة البوليّة أو أنابيب التنفس تزداد فرص النجاة بالعلاج المبكّر التي تنطوي على كميّاتٍ كبيرة من السّائل الوريديّة و المضادّات الحيويّة. الأعراض: يرى العديد من الأطبّاء أنّ خمج الدم هو عبارة عن متلازمة ذات ثلاثة مراحل، تبدأ بالخمج و تتطوّر إلى الخمج الشديد ثمّ إلى صدمةٍ إنتانيّة. الهدف هو علاج خمج الدم في حالته الخفيفة قبل أن يصبح أكثر خطورة. خمج الدم: لكي يتمّ تشخيص الإصابة بخمج الدم، يجب أن يظهر على الشخص اثنين من الأعراض التالية على الأقلّ: حمّى أكثر من 38.5 درجة مئويّة (101.3 فهرنهايت) أو أقلّ من 35 درجة مئويّة (95 فهرنهايت) سرعة ضربات القلب أكثر من 90 ضربة في الدّقيقة سرعة تنفس أكثر من 20 نَفَس في الدّقيقة إنتان محتمل أو مؤكّد خمج الدم الشّديد: يتمّ تشخيص الإصابة بخمج الدم الشّديد إذا ظهر على الشخص واحد على الأقلّ من الأعراض التالية، و التي تشير إلى اختلالٍ وظيفي في أحد الأعضاء: مناطق من الجّلد المنقط تناقص ما يطرحه الجّسم من بول بشكلٍ ملحوظ تغيّر مفاجئ في الصحّة العقليّة تناقص تعداد الصّفيحات صعوبة في التنفس شذوذ في أداء القلب الصّدمة الإنتانيّة: يتم تشخيص الصّدمة الإنتانيّة عندما يعاني الشخص من أعراض الإنتان الشّديد بالإضافة إلى انخفاضٍ حاد في ضغط الدّم. غالباً ما يصيب خمج الدم الناس الذين يدخلون إلى المشفى لتلقّي العلاج. كما أنّ الذين يرقدون في وحدة العناية المركّزة معرّضون بشكلٍ خاص للإصابة بالإنتانات، ممّا قد يؤدّي إلى خمج الدم. يجب على الشخص الحصول على العناية الطبيّة الفوريّة إذا أصيب بخمج الدم، أو إذا أصيب بأعراض الإنتان بعد الخضوع لجراحةٍ ما، أو الدّخول إلى المشفى لتلقّي العلاج. الأسباب : يُعَدّ الالتهاب أحد الأسلحة التي يستعملها جهاز المناعة لمحاربة الإنتانات. بشكل طبيعي هنالك توازن دقيق في الإشارات الكيميائية التي تقوم بإطلاق و إيقاف العملية الالتهابية. لكن في حالة الخمج، تتضخّم العملية الالتهابية و يمتدّ الالتهاب إلى أبعد من موضع الإنتان و يصيب الجّسم بأكمله. يحفز ذلك الالتهاب المنتشر تشكّل الخثرات المجهريّة في الأوعية الدّمويّة الدّقيقة في الجّسم. في الوقت ذاته، تتداخل الاستجابة الالتهابيّة ذات النشاط المفرط مع قدرة الجّسم الطبيعيّة على تفتيت خثرات الدّم. نتيجةٍ لذلك، تمنع خثرات الدّم وصول ما يكفي من الأوكسجين إلى بقيّة أعضاء الجّسم حتى و إن كان القلب يعمل بجهدٍ أكبر لضخّ الدّم، ممّا يسبّب قصور تلك الأعضاء. قد يحدث خمج الدم لدى أي شخص مصاب بإنتان، إلا أنّ هناك عدّة عوامل تزيد من خطر الإصابة، و تتضمّن ما يلي: العمر: غالباً ما يصيب خمج الدم الناس الذين تتجاوز أعمارهم 65 و الرّضّع. العرق: يُعَدّ ذوو البشرة السّوداء أكثر عُرضَة للإصابة بخمج الدم، كما أنّ الذكور منهم أكثر عُرضة للإصابة من الإناث. ضعف جهاز المناعة: يزداد خطر الإصابة بخمج الدم إذا كان جهاز المناعة ضعيفاً بسبب ما يلي: السّرطان أو علاج السّرطان فيروس نقص المناعة البشري أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) الأدوية المضادّة لرفض الأعضاء (مثبطات المناعة) و التي يتم تناولها بعد الخضوع لزراعة الأعضاء قصور الكبد أو الكليتين الإقامة في المشفى: إنَّ المرضى الذين يرقدون في المستشفيات، خاصّةً أولئك الذين يرقدون في وحدة العناية المركّزة، هم أكثر عُرضَة للإصابة بخمج الدم. الأجهزة الطبيّة الغازية: يزداد خطر الإصابة بخمج الدم في حال وجود قثطرة بوليّة، أو انبوب تنفس أو مفاصل اصطناعيّة. المشاكل الطبيّة: تتضمّن المشاكل الطبيّة التي تزيد من خطر الإصابة بخمج الدم تجرثم الدّم و الالتهاب الرّئوي و داء السكّري و الإصابات الحادّة، كجروح الإصابة بأسلحة نارية أو الحروقٍ كبيرة. الوراثة: يبدو أنّ للبعض استعداداً وراثيّاً للإصابة بخمج الدم. المضاعفات: تتراوح شدة خمج الدم بين الخفيفة و الحادّة. يحدث خلل في تدفق الدم الى الأعضاء الرّئيسيّة في الجّسم، كالدّماغ و القلب و الكليتين مع تفاقم خمج الدم. كما قد يسبّب خمج الدم تشكّل خثرات الدّم في الأعضاء و في الذراعين و السّاقين و الأصابع و أصابع القدمين، ممّا يؤدّي إلى درجات متفاوتة من قصور الأعضاء و تموّت الأنسجة (الغنغرينة). يتعافى معظم الناس من خمج الدم الخفيف، إلا أنّ 15 بالمئة من المصابين بالخمج يموتون. أظهرت بعض الدّراسات أنّ نسبة الوفاة من خمج الدم الشّديد و الصّدمة الإنتانيّة قريبة من 50 بالمئة. العلاج: يزيد العلاج المبكّر والفعّال من فرص النجاة من خمج الدم. و يحتاج المصابون بحالات خمج الدم الشّديدة إلى المراقبة عن كثب و العلاج في وحدة العناية المركّزة في المشفى. إذا كان الشخص مصاباً بحالةٍ شديدةٍ من خمج الدم أو بصدمةٍ إنتانيّة، فقد يتطلّب الأمر إجراءات إسعافية لتحقيق استقرار التنفس و أداء القلب. الأدوية: هنالك عدّة أنواعٍ مختلفةٍ من الأدوية التي تُستَخدَم في علاج خمج الدم، و تتضمّن ما يلي: المضادّات الحيويّة: يبدأ العلاج بالمضادّات الحيويّة على الفور، حتى قبل أن يتمّ التّعرّف على العامل الذي سبّب الإصابة بخمج الدم. يُعطى المريض في البدء مضادّاتٍ حيويّة واسعة الطّيف، و هي فعّالةٌ في مواجهة العديد من أنواع البكتيريا. يتم إعطاء تلك المضادّات الحيويّة عبر الوريد، و قد يقوم الطبيب بعد معرفة نتائج فحص الدّم باستبدال المضادّ الحيوي بآخر أكثر ملائمةً لمحاربة البكتيريا التي تسبّب الإنتان. المقبضات الوعائية (رافعات الضغط الشرياني): إذا بقي ضغط الدّم منخفضاً حتى بعد تلقّي السّوائل عبر الوريد، فقد يُعطى المريض أدويةً ترفع التوتر الوعائي، و التي من شأنها أن تضيّق الأوعية الدّمويّة و تساعد في زيادة ضغط الدّم. أدوية أخرى: تتضمّن الأدوية الأخرى التي قد تُعطى للمريض جرعاتٍ منخفضة من corticosteroids و الأنسولين للمساعدة على تحقيق استقرار مستوى السكّر في الدّم و العقاقير التي تعدّل استجابة الجّهاز المناعي و المسكّنات أو المهدّئات. العلاج: عادةً ما يتلقى المصابون بحالةٍ شديدةٍ من خمج الدم العناية الدّاعمة متضمنةً السّوائل الوريديّة و الأكسجين. قد يحتاج الشخص إلى جهاز لمساعدته على التنفس أو إلى غسيل الكليتين من أجل القصور الكلوي بحسب حالته المرضية. الجّراحة: قد يحتاج المريض إلى الجّراحة لإزالة مصدر خمج الدم: كالأدوات الطبّية و الخطوط الوريديّة و أنابيب تصريف السّوائل و تجمّعات القيح (الخرّاجات).