شهد الإعلام بصفة عامة هذا العام تغيرات كثيرة جدًا، حيث إن سنة 2014 تعتبر هي السنة الفاصلة في تاريخ الإعلام المصري، خاصةً مع إلغاء وزارة الإعلام، تحديدًا في شهر يونيو، وانشاء مجلس وطني للإعلام، حسب ما تنص مواد 211، 212، 213 من الدستور، كما شهد ماسبيرو أيضًا بصفة خاصة مثير من الأحداث المؤثرة سواء بالسلب أو بالإيجاب. وبدأ العام بتسديد التليفزيون المصري، القسط الأول لاتحاد الكرة، والخاص بشراء مباريات بطولة الدوري العام لكرة القدم، والذي يبلغ مجمله 42 مليون و767 ألف جنيه، حيث قام عصام الأمير بتسليم الدكتور إبراهيم إلياس المستشار القانونى للاتحاد المصرى لكرة القدم، والمفوض من اتحاد الكرة للتنسيق مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون للحصول على المستحقات المالية لاتحاد الكرة، شيكًا بقيمة القسط الأول من المبلغ المتفق عليه في العقد الموقع بين اتحاد الكرة واتحاد الإذاعة والتليفزيون، بشأن حقوق بث مباريات بطولة الدوري العام والتي حصل عليها التليفزيون المصرى حصريًا. كما وضعت درية شرف الدين، وزيرة الإعلام السابقة، حجر الأساس لمشروع مبنى الإذاعة والتليفزيون بحلايب وشلاتين، والذي يضم استوديوهان إذاعيان واستوديو تليفزيونى ومكتبة للشرائط وغُرف مونتاج واستراحة لإقامة العاملين، كما يشمل مركزي الإرسال في حلايب وشلاتين ثلاث محطات إذاعية جديدة FM لتقوية إرسال برامج إذاعة القرآن الكريم والبرنامج العام وإذاعة جنوب الوادي، وكذلك محطات لتقوية الإرسال التليفزيوني للقناتين الأولى والثانية الأرضية، ويقام المشروع على جزء من الأرض التي خصصها محافظ البحر الأحمر بمساحة 40 ألف متر مربع بمنطقة حلايب لصالح اتحاد الإذاعة والتليفزيون وذلك في إطار اهتمام الدولة بتنمية منطقة حلايب وشلاتين. وحاولت وزارة الإعلام برئاسة شرف الدين، أن تقدم مقترح ميثاق شرف إعلامي، ورغم أنه مقترح أولى قابل للإضافة أو الحذف أو التغيير، وتم الموافقة عليه من رئيس الوزراء إبراهيم محلب، إلا إنه تم رفضه من قبل القنوات الخاصة لمجرد أنه مقدم من جهة حكومية دون إجراء أي نقاش موضوعى حول النقاط والمبادئ التي وردت به. وفي سقطة لماسبيرو، أنهت قناة صدي البلد احتكار التليفزيون المصري لإذاعة محاكمة القرن، حيث وافق المستشار محمود الرشيدى رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة على الطلب المقدم من شبكة تليفزيون صدى البلد، لنقل جلسات محاكمة القرن في القضية المتهم فيها الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلى وكبار مساعديه المتهمين بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، واستغلال النفوذ وتصدير الغاز لإسرائيل، وهو ما يعتبر ضربة قوية للتليفزيون المصري الذي كان يعتبر التليفزيون الرسمي لنقل جميع المحاكمات، وكانت قناة صدي البلد من ضمن عشرات القنوات الفضائية التي تنقل هذه المحاكمات من خلاله. يذكر أن المستشار محمود الرشيدي أمر بمنع استقبال التليفزيون المصري لعدم حياديته في نقل أحداث الجلسات، وقال إن المحكمة عندما وافقت لنقل وقائع الجلسة من خلال التليفزيون المصري، حتى تطرح ما يدور بالجلسة للشعب المصري من خلال الإعلام، وأنها تقدر الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام المقروء الذي يعد اقرب إلى الكمال، إلا أن المحكمة اختصت التليفزيون المصري للنقل للمواطن البسيط الذي يجلس في بيته وعلى المقهى وفي ورشته لمعرفه ما يدور بالجلسة، إلا أن ما قام به التليفزيون المصري من نقل وقائع النيابة العامة والتي ترافعت أمام المحكمة على يومين في 10 ساعات. ومع إلغاء وزارة الإعلام، رحلت درية شرف الدين، وأصبح عصام الأمير رئيسًا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وقائم بأعمال الوزير، وكانت أولى خطوات الأمير هي الاتفاق على مسلسلات شهر رمضان الماضي، حيث وفر الأمير كل الإمكانيات لمشاركة قطاع الإنتاج مع شركات الإنتاج الخاصة في إنتاج الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان، وشارك الاتحاد بتكلفة فعلية للمسلسلات هي 24 مليون و625 ألف جنيه وهو مبلغ أقل من ميزانية إنتاج مسلسل واحد من هذه المسلسلات، والمسلسلات التي عرضت على شاشة التليفزيون المصري هي "صديق العمر، تفاحة آدم، شمس، سجن النسا، ابن حلال، وسيت كوم أنا وبابا وماما، والحكر"، والأخير من إنتاج شركة صوت القاهرة التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وأخيرًا مسلسل المرافعة. وقبل عرض مسلسل "صاحب السعادة" بطولة عادل امام بيوم واحد فقط وعلي الرغم من إعلان قناة mbc عن إهداء المسلسل للتليفزيون المصرى، تم منعه من العرض بعد أن كان مدرجًا ضمن خريطة مسلسلات رمضان، حيث نشب خلاف بين المسؤولين بقناة MBC، والتليفزيون المصري، جاء ذلك بعد اصرار MBC فرض وكيلها الإعلاني "شويري" على التليفزيون لتسويق المسلسل، كشرط أساسي لعرض العمل، على أن يحصل ماسبيرو على نسبة 25% فقط من قيمة إعلانات المسلسل، فيما رفض التليفزيون المصري هذا الشرط، وأصروا على الاحتفاظ بوكلائهم (صوت القاهرة والقطاع الاقتصادي) وعدم الالتزام بوكيل MBC، وهو ما ادي إلى إلغاء البروتوكول ما بينMBC والتليفزيون المصري. وشهدت ايضًا أحداث ماسبيرو انشاء نقابة الإعلاميين "تحت التأسيس" والتي يترأسها حمدي الكنيسي الذي قام باختياره مؤسسو النقابة ليصبح نقيبًا للإعلاميين، وتقدم للعضوية حتى الاَن نحو 8 اَلاف فرد من العاملين في المجال الإعلامي، كما ظهرت نقابة منافسة بعنوان "نقابة الاعلاميين المصريين" والتي اعترضت على وجود نقابة الإعلاميين تحت التأسيس بحجة انها تضم أعضاء من النظام البائد، نظرًا لعضويتهم السابقة في الحزب الوطني، ولكن استمرت نقابة الاعلاميين تحت التأسيس نشاطها وأطلقت مؤخرًا مشروع قانون نقابة الإعلاميين، الذي تم تقديمه إلى لجنة الإصلاح التشريعي وضم المشروع 94 مادة تضم انشاء النقابة واغراضها. ومن أبرز الأحداث المتعلقة بماسبيرو والتي حدثت خلال عام 2014 هو فراغ منصب رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي وتحديدًا في شهر يوليو، حيث قرر الأمير وقتها أن يهدي المنصب لعلي عبد الرحمن المستشار باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتقدم بطلب رسمي إلى محلب، غير أن رئيس الوزراء ولأول مرة في تاريخ تعيين مديرى المدينة، رفض الطلب، وبعد أيام فوجئ عصام الأمير بوجود توصية من محلب بقبول درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة رئيسًا لمجلس إدارة المدينة، وهو ما رفضه أعضاء المجلس الذين يمثلون اتحاد الإذاعة والتليفزيون رفضًا قاطعًا، وقتها أصر مجلس الوزراء على ترشيح شرف الدين وضغطوا على أعضاء المجلس للموافقة عليها، في واقعة هي الأولى من نوعها، وهو ما جعل على عبد الرحمن يتقدم باعتذار إلى الامير عن عضوية مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي وعن الترشح كرئيس لمجلس إدارة المدينة، وبعد إصرار الأعضاء على موقفهم بالرفض التام لترشح شرف الدين، قامت هي أيضًا بالاعتذار عن تولي المنصب الذي ذهب أخيرا إلى أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق. كما سادت حالة من الذعر هذا العام داخل ماسبيرو بعد أن أرسلت وزارة المالية إخطار رسمي إلى المراقب المالي في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بحظر صرف مكافاَة نهاية الخدمة للعاملين في الاتحاد، وتم إرسال هذا الإخطار أيضًا إلى رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية في القطاع الاقتصادي مما سبب قلق شديد للعاملين في الاتحاد، وقاموا بطلب توضيح من رئيس الاتحاد بخصوص هذا الشأن، وقام بعدها الأمير بإصدار منشور وأمر بتوزيعه في جميع أروقة ماسبيرو، ويتضمن المنشور إلتزام الاتحاد بصرف مكافأة نهاية الخدمة من الموارد الذاتية للاتحاد ودون خصم أية مبالغ مالية من العاملين، وصرح الأمير مؤخرًا بأنه تقرر صرف مكافأة نهاية الخدمة للعاملين الذين أحيلوا للتقاعد حتى 31/8/2014 إعتبارًا من يوم الأحد ا 28 ديسمبر الجارى، وذلك بعد أن تم توفير الموارد اللازمة كبداية عمل لصندوق نهاية الخدمة الذي كان مجلس الأعضاء المنتدبين قد أتخذ قرارًا بإنشائه في اجتماعه الأخير وسيقوم القطاع الاقتصادى بصرف هذه الاستحقاقات لكامل مستحقيها من مختلف قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون وحسب ترتيب خروجهم للتقاعد. وقد وافق الأمير خلال العام على اعطاء تأشيرة إلى مركز معلومات الأمانة العامة تجعلهم ينطلقوا في ما بدأوه من بث لممتلكات ماسبيرو على قناة ertu على اليوتيوب وهو المشروع الذي بدأ منذ عام تقريبًا إلى أن حقق أول إيراد "دولارى" يدخل حساب القطاع الإقتصادى، وقد وصلت مؤخرًا عدد مرات المشاهدة للقناة نحو مليون مشاهدة، وتحتوي القناة على مجموعة كبيرة من تراث التليفزيون المصرى، منذ تأسيسه، من برامج ومسلسلات تليفزيونية وإذاعية وتمثيليات، إضافة إلى موافقة الأمير على قرار الشئون القانونية بماسبيرو، بخصوص المذيعين الذين يعملون في قنوات "معادية للنظام المصريي"، وشمل القرار فصل كل من معتز مطر المذيع السابق بإذاعة الشباب والرياضية، الذي يعمل حاليا مذيعا بقناة الشرق التركية، والمذيع أيمن عزام مذيع قناة الجزيرة والسابق بالقناة السادسة، والمراسل طارق عبد الجابر بقطاع الأخبار والذي يعمل حاليا مذيعا بقناة الشرق التركية، وأيمن جاب بالله رئيس مكتب الجزيرة مباشر مصر. ومن ضمن الأحداث البارزة والتي تسببت في وجود أزمة في ماسبيرو، هي انعقاد مؤتمر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، حيث أنه بعد انعقاد فعاليات المؤتمر تحت عنوان " تجارب عالمية ورؤى مصرية "، اعترض بعض العاملين اعتراض تام على انعقاد هذا المؤتمر، خاصةً لأنه تحت رعاية مؤسسة "فريدريش ناومان" الألمانية، وهي المؤسسة التي تدور حولها الكثير من الشبهات خاصةً في الفترة الأخيرة، كما أن المؤتمر عقد دون الترتيب له أو الإعلان عنه قبل عقده بفترة، واثار أيضاَ عدم حضور الأمير هذا المؤتمر سواء في اليوم الأول من المؤتمر أو اليوم الثاني على الرغم من أهمية وجوده الكثير من الشبهات حول المؤتمر، حيث أن عدم حضور الأمير يؤكد على عدم موافقته على تنظيم هذا المؤتمر في هذا التوقيت، هذا إضافة إلى غياب أشهر الإعلاميين سواء من التليفزيون المصري أو من القنوات الفضائية. وقف بعض الأغاني على الإذاعة المصرية كانت من أشهر الأحداث التي وقعت هذا العام، حيث أصدر عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة السابق بوقف أغاني بعض المطربين الغير معتمدين ومن ضمنهم هيفاء وهبي، حمزة نمرة، وتامر عاشور. وفي الإذاعة أيضًا وافق الأمير على إعادة البث التجريبي لإذاعة شعبي اف ام على ترددها القديم 95 اف ام بعد وقف دام لمدة عام تقريبًا، بعد قرار درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة بإيقافها. واختتم ماسبيرو العام بإقامة حفل تكريم الفنانين والمبدعين عن مجمل أعمالهم الفنية التليفزيونية والذي أقامته قناة نايل دراما بقطاع قنوات النيل المتخصصة، ومن أبرز الفنانين الذين تم تكريمهم هم خالد الصاوي وخالد زكي وإلهام شاهين ويوسف الشريف وباسم سمرة وصابرين وطارق لطفي وداليا البحيري ومحمد رمضان ونيرمين الفقي وأحمد بدير، والمنتجون جمال العدل وخالد حلمي وأحمد نور، وأحيت الحفل الفنانة مي سليم التي تم تكريمها أيضًا، كما حضر الحفل عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وحسين زين رئيس قطاع القنوات المتخصصة، وإيناس عبدالله رئيس قناة نايل دراما، وقد شهد الجميع أن هذا الاحتفال يعتبر بمثابة عودة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليكون أكبر منتج للدراما في العالم العربي، وانه خطوة أيضًا لعودة مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون.