في الأعوام الثلاثة الماضية، عرضت الدراما العربية المصرية في الثلاثة مواسم الرمضانية السابقة خطوطا واضحة في إستراتيجه العمل الدرامي، حيث قدمت نموذجا للشرطة وما تفعله في مصر من ظلم وقمع في عدة أعمال، وقلما ما وجد عمل في تلك السنوات يقدم النموذج السوى لضابط الشرطة الذي يراعى ضميره ويستخدم الأخلاق في مهنته، وهو ما وصفه بأنها تسير وفق توجيهات معينة وأنها "تصفق لمن يحكم وتطبل للسلطان". ثم يأتي العام الماضي لتقدم الدراما أيضًا وجها آخر للشرطة التي تتبع موقف الحياد، ليهل علينا العام القادم وما يحمله الموسم الدرامي الرمضاني ليستعد أكثر من عمل لتقديم الوجه الأمثل أو الأوقع تحديدًا لضابط الشرطة الذي يظهر من خلاله عدم ميول الشرطة لأي رأي أو اتجاه سياسي حيث يقدم الدور الأمثل الذي يشمل كل تفاصيل عمله في حياديه تامة دون ممارسه ظلم أو قمع يقع على أي شخص، وهذا ما يلفت الأنظار حول توجيه الدراما المصرية وتكليف مؤلفي الدراما لتوجيه أقلامهم في خط درامي معين. وعن هذه الظاهرة، قال الفنان شريف منير: بالطبع يوجد توجيه للدراما لأنه لا يعقل أن تكون أغلب الأعمال تتحدث عن نفس الموضوع في نفس الموسم ولا يوجد اختلاف سوى في الشخصيات مثلما حدث في رمضان الماضى إلا إن الوحيد الذي كسر تلك القاعده في رأيي هو الفنان عادل إمام. وكان للسيناريست وليد يوسف، رأي آخر حيث قال: إن هذا الموضوع شيء من اثنين، إما أنه توجه معين من شركات الإنتاج أو التطوع من المؤلفين الزملاء كل منهم حسب حبه أو كرهه للشرطة حيث يوجد من يركب الموجة من خلال متابعه الأحداث، وما الذي يحبه النظام، فيكتبوا عنه، وعند سؤالي من البعض لماذا لم أكتب شيئا عن دور الشرطة في سنوات الثورة؟ كان ردى: هي الثورة خلصت والأهداف تحققت؟! وأضاف يوسف: عندما أرى تحسنا ونتيجه واقعية سأقوم بالكتابة حيث إنني في حيرة من أمري إذ فجاءة أرى الأبطال يصبحون خونة والخونة أبطالا، فكيف أكتب وأنا لا أعلم الحقيقة، كما إن الفترة القادمة تحمل مفاجآت كثيرة، وأي شخص عاقل يجب عليه التروي والتأني لكى نقوم بسرد الحقيقة التي ستحفظ في التاريخ الدرامي وليس الأمر مجرد "سبوبة". فيما اعترض المؤلف حسام موسى على وجود شخص أو مؤسسات يقوم بتوجيه أقلام المؤلفين لكتابة شيء بعينه، مؤكدا أن من يقدر على التوجيه هو الأحداث فقط، معتبرا أن ظهور شخصيه الضابط في الدراما المصرية خلال الثلاث سنوات الماضية في شكل معين في كل موسم يمكن أن تكون من قبيل توارد الأفكار بين المؤلفين.