سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحذيرات من انفجار سكاني قريب.. مليون طفل كل 6 أشهر.. العشوائيات والقرى أكثر المناطق إنجابًا.. وغياب التعليم أبرز الأسباب.. واقتصاديون: الزيادة "كنز" في كل الدنيا إلا مصر
"أنت حر.. مالم تضر"، ثقافة تغيبت عن أذهان معظم المصريين، ممن أطلقوا العنان لفكرة الحرية في الإنجاب دون شروط أو حدود، حتى لو كانت نتيجتها مزيد من الفقر والتهميش، بل والموت أحيانًا، فمنذ عقود والزيادة السكانية هي الصداع المزمن الذي أرق ولا يزال كل حكومات مصر بلا استثناء، كداء ليس له دواء، وكأنه قنبلة "عشوائية" الصنع، ينفرد بتصنيعها الفئات المهمشة في المجتمع المصري. وبحسب الاحصاءات الرسمية، ففي مصر 4 مواليد كل ثانية، ومليون طفل كل 6 أشهر، وتوقعات بزيادة سكانية في عام 2050 تصل نسبتها ل70%، ما جعل البعض يتساءل عن أطروحات وحلول لهذه المشكلة السكانية، ورغم حملات التوعية وتحذيرات المسئولين، لا يزال المواطن المصري يفكر بنفس الطريقة. "المناطق العشوائية"، صاحبة الكثافة الجنونية بين الأحياء والمناطق النائية بقرى الريف في الوجه البحري والصعيد، حيث تنتشر ثقافات مغلوطة ومعتقدات لا أساس لها من الصحة، مثل "يغلبك بالمال اغلبيه بالعيال" و"العزوة حلوة"، فضلًا عن التسارع على ولي العهد الذي سيحمل الراية المنكسة، في ظل انشغال الدولة عن تلك الرقع التي تعد بؤر بركانية، بما تحمله من كوارث فكرية وانغلاق على قضايا، ربما تكون "القشة التي تقصم ظهر البعير"، كان هذا ما قاله "أحمد محمود"، مهندس معماري، والذي اتفق مع زوجته على إنجاب طفلين فقط، لتوفير الحد الأدنى من الرعاية لهم. "عبد الكريم"، حارس عقار في مدينة نصر، 34 عامًا، لديه 6 أطفال، قال إنه ينجب كل عام طفل، رغم أن الله أنعم عليه بالبنين والبنات، ولكنه يريد أن يبقي على اسم عائلته وأجداده، ويرى أن كثرة الأطفال امتداد للعائلة، ويعطي قوة للعائلة، مؤكدًا أن الصعيد لا يعترف بالعائلات صغيرة العدد. أما "أم جلال" فتقول:"ظللت في حالة تهديد بالطلاق والزواج بأخرى لو لم أنجب 5 أطفال، رغم أن صحتي لم تساعدني ولكن قرار الزوج كان نهائيًا، فالنساء بعضهن مجبرات على الإنجاب المتكرر وبعضهن يفعلن ذلك رغما عنهم خوفًا على الزوج من الضياع والسقوط في شباك أخرى، أما الرزق وقلته فهي أمور بيد الرزاق ولا خشية منها". ومن الفئات الدنيا إلى الفئات المتوسطة، الأمر لم يختلف كثيرًا، وكل له أسبابه، فمدام "س" سيدة لديها 4 بنات، وهي من عائلة ميسورة الحال، لذا فهي مضطرة للحمل للمرة الخامسة رغم كبر سنها وتعرضها للخطر، ولكن إنجاب طفل ذكر يحمي ميراث الأب من توزيعه على الأقارب.