سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"التبول اللا إرادي" مرض كل الأعمار.. أسبابه عضوية ونفسية.. العنف ضد الأطفال والغيرة من الأشقاء وراء الإصابة.. والسكر والقولون العصبي والولادة المتعسرة للكبار
يعتبر مرض التبول اللا إرادي من الأمراض التي تنتشر بين الأطفال في سن الصغر، لكنه لا يرتبط بمرحلة الطفولة فقط، بل يتعرض له الشباب وكبار السن على حد سواء، حيث يعتبر البعض هذا الفعل إثما كبيرا لا يفضلون الاعتراف به، حتى لو كلفهم ذلك أن يصبحوا أسرى لهذه المشكلة باقي العمر وهو ما جعل الاعتراف به يأتي على استحياء، حيث يرفع المرضي به شعار "بدون ذكر أسماء". يقول "س"، مريض بالتبول اللاإرادي "أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، أعاني منذ الطفولة من التبول اللاإرادي بشكل كبير، وحتى سن الثامنة عشر، حيث انقطعت لفترة قصيرة، ثم عادت، لكن بشكل بسيط، وغير ملحوظ، دون أن أتناول أي نوع من الأدوية". وتقول "ص"، "أختي في الثالثة والعشرين من عمرها ومشكلتها التبول أثناء النوم، ولكن ليس بشكل دائم، عند حديثي معها أخبرتني أنها عندما تواجه مشكلة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها تتبول!". بينما يقول "ع"، إن أحد أقاربى يشكو من التبول اللا إرادي أثناء النوم ويحدث عندما يحلم أنه يتبول فقط بمعنى يرى في الحلم أنه يتبول وبعدها مباشرة يحس بدفء البول وعمره قد تجاوز الخامسة والثلاثين بأشهر، وحدث هذا الموضوع تقريبا من 3 إلى 5 مرات بسنوات متفرقة ولكن كان كبيرا في العمر". يقول د.أحمد الغمري أستاذ وجراح المسالك البولية، إن الإصابة بالتبول اللا إرادي ترجع إلى أسباب نفسية وعصبية وعضوية، وهو بالطبع من العادات السيئة التي يعاني منها الكثيرون داخل المجتمع، حيث تأتي إلينا حالات كثيرة جدا لشباب وفتيات يخجلون من الاعتراف بهذه المشكلة، حيث يشتكون من هذه الظاهرة وقد يستخدمون الحفاضات، مضيفا "بالنسبة للأطفال، نحاول دائما حث الأمهات على الاعتدال في استخدام الحفاضات والابتعاد عنها بعد العام الأول، وذلك لما لها من أضرار بخلاف مسألة التبول اللا إرادي". ويوضح الغمري "يرجع التبول اللا إرادي لأسباب كثيرة خصوصا عند الكبار ومنها التهابات البروستاتا، وقد تعبر عن عادات قهرية من الطفولة، كما أن بها أسباب ودوافع وراثية ونفسية وعصبية أخرى إضافة إلى العوامل النفسية أو الاضطرابات والقلق الذي يصبح نوعا من التوتر، ويساعد فيه القولون العصبي الذي تصبح فيه المثانة عصبية وفى بعض الحالات يصيب السيدات ويكون ناتجا إما عن عملية ولادة متعسرة أو عمليات قيصرية صعبة أو عمليات أخرى في الحوض أو عن طريق المهبل أو علاج الأورام النسائية بالأشعة، وتكون شكوى المريضة وجود بول باستمرار على الملابس والجسم دون الإحساس بالحاجة للتبول وفي بعض الحالات قد تكون كمية التبول الطبيعية قليلة نتيجة عدم تجمع البول في المثانة كما يحدث طبيعيًا". ويضيف أستاذ وجراح المسالك البولية "يتم تشخيص هذه الحالات بعد معرفة التاريخ المرضي وإجراء الفحص السريري بعمل دراسات إشعاعية لتحديد موقع الثقب وحجمه، كما أنه لابد من التأكد من عدم وجود إصابات أو علل أخرى بالكلى والحالبين عن طريق التصوير الشعاعي بالصبغة، لافتا إلى أن علاج هذه الحالات يعتمد أساسًا على العمليات الجراحية لترقيع الثقب أو الناصور، حيث نسبة النجاح عالية ولله الحمد وخاصة مع عدم وجود علاج إشعاعي سابق، فيما يرجع د.محمد مزيد أستاذ الصحة النفسية، أسباب انتشار هذه الظاهرة للعامل النفسي، موضحا أن التبول اللا إرادي يحدث غالبا لدى الأطفال الذين نضربهم كثيرا ونهينهم ونعاملهم بشكل سيئ وحاد، وأيضا في بعض الحالات عندما يغير الأخ الكبير من الصغير حديث الولادة قد تظهر عليه علامات أخرى بخلاف التبول اللإرادي، مثل قضم أظافره وقد يسرق أشياء تافهة لا قيمة، لها فيلجأ إلى التبول ليلا ليجذب الانتباه إليه في البيت من الأم أو الأب، وقد يلجأ إلى اختراع قصص غير حقيقية. وتابع مزيد، أنه بالنسبة للتبول اللا إرادي عند الكبار فإن نفس الشئ عندما يكون الشاب أو الفتاة يعاني من مشكلة أو اضطراب ما، فيكون الأسباب نفسية، للأمراض السيكوثوماتية جسمية المظهر وهي مشكلة ناتجة عن سبب نفسي ومظهرها جسدي وهناك أمراض أخرى مثل الضغط والسكر وكلها تصيب الكبار بخلاف التبول اللا إرادي. فيما قال د.سامح عبد الشكور، عميد معهد السكر سابقا والغدد الصماء، أنه "في أحيان أخرى يربط البعض مرض التبول اللا إرادي عند الكبار بمرض السكر، وهم المرضى الأقل تحملا لاختزال البول أو التحكم به لفترة طويلة، مضيفا "مريض السكر في أحيان كثيرة قد يتبول لا إراديا عندما يرتفع السكر في الدم بشكل ملحوظ نتيجة التهابات المثانة والمسالك البولية، مع عدم التحكم في الاحتفاظ بالبول، والتي نقول عنها بالعامية (البول يسبقني). وتابع "التبول اللا إرادي هو أن يتبول الشخص دون أن يدري ومريض السكر يعي جيدا بمشكلته ولكن لا يتحكم في عملية التبول"، موضحا الأسباب في أن الموضوع يعود لجزء كبير نفسي حيث به أمراض عضوية ونفسية وهي التي تصيب الأعصاب خاصة في النصف الأسفل من العمود الفقري التي تتحكم في انقباض المثانة وإلتهابها، كما أن هناك أشخاصا يعانون من ارتفاع نسبة الأملاح في الدم وصديد وقرح المثانة فضلا عن جزء نفسي عند الصغار من الأطفال بسبب الإحباط والخوف وكبار السن في الكهولة والشيوخ الكبار حيث يضطرون لارتداء البامبرز، وهو ما يعود لسوء الحالة النفسية نتيجة الوحدة وقلة السؤال عنهم وضعف الذاكرة (الزهايمر) والشلل الرعاش ومرض السكر.