رجح الروائي الدكتور محمد الزرقاني، استمرار ظاهرة قرصنة الكتب، خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن اللص دائمًا يبحث عما يمتلكه الآخر، "أي آخر" ليستولي عليه ويبيعه بثمن بخس.. مشددًا على أن الطبعات الشعبية الرخيصة، يمكنها أن تقلل من الظاهرة، لكنها لن تمنعها. وقال الزقارني: إنه في حالة الكتب والمصنفات الفنية، يلجأ اللص إلى أرخص وسيلة للإنتاج ليقدم سلعة أرخص، وكما تتم سرقة النسخ الفاخرة للكتب والروايات من الممكن سرقة النسخة الشعبية وطبعها على ورق أرخص، ولا ننسَ مسألة الورق "المعاد تدويره" وماكينات تصوير المستندات التي تنتج نسخًا شديدة الرخص، بأحبار لا تصمد كثيرًا للعوامل الجوية، لافتا إلى أن الطبعات الشعبية يمكنها أن تقلل القرصنة على الكتب، لكنها لن تمنعها. وأضاف الزرقاني في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": أذكر في بداية ستينات القرن العشرين، عندما كتب "توفيق الحكيم" مسرحية السلطان الحائر، أن "جمال عبد الناصر" أمر الدكتور ثروت عكاشة بإصدار طبعتين للمسرحية الأولى فاخرة مجلدة والثانية شعبية رخيصة، بعدد نسخ يقترب من أربعة أضعاف النسخة الفاخرة، وكان الثمن في الحالتين زهيدًا للغاية. وواصل الزرقاني: دور النشر المختصة بالكتب الدينية وكتب التراث، كل طبعاتها شعبية بمعني أنها تُطبع على أرخص أنواع الورق ولا تهتم بالأغلفة، ولكن في الفترة الأخيرة طرحت بالأسواق الطبعات الفاخرة المنتجة للتصدير للدول العربية، نظرًا لوقف تصديرها، ولكن في العموم طبعاتهم تكون دون غلاف، بمعني غلاف بكتابات بلون واحد "الأسود" على الدوام، وهذا هو المظهر الشعبي في المسألة، أما الجزء الأهم والمعني به في مصطلح "طبعة شعبية" هو رخص الثمن، أما عن أسعار الكُتب فحدث ولاحرج، فهم يغالون بشدة في كتابة الثمن على الغلاف، ومصطلح طبعة شعبية يعني بالأساس طبعة اقتصادية موسعة، ووسليلتها تكون في ورق أقل جودة وهذا بالطبع يعني رخصًا بالثمن، وغلاف غير ملون، أما غير هذا فهي ليست طبعات شعبية.