تعرض العديد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى أزمات صحية مزمنة خلال الفترة الأخيرة، وذلك في ظل تعمد مصلحة السجون ممارسة الإهمال الطبي والتقصير في تقديم العلاجات اللازمة للأسرى، وهو ما دفع هيئة شئون الأسرى والمحررين للبدء في تحضيرات محلية ودولية لعقد مؤتمر دولي حول الأسرى المرضى، فيما يعتزم الأسرى البدء في خطوات احتجاجية على هذه الأوضاع اعتبارا من غد الثلاثاء. وقال رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، في تصريح له اليوم، إن المؤتمر سيحمل عنوان "أوقفوا الجرائم الطبية بحق أسرانا"، وذلك في ظل حالة الاستهتار واللامبالاة من قبل حكومة الاحتلال في التعاطي مع الحالات المرضية في السجون. وأضاف أنه يتم التحرك وإثارة هذا الملف بقوة، ودعوة كافة الجهات الحقوقية والدولية ومؤسسات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لتحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ما يجري بحق الأسرى المرضى في السجون. وجاءت تصريحات قراقع عقب زيارته لعائلة الأسير اللواء حسين عليان سواعدة، في مدينة رام الله، والمحكوم عليه 14 عاما، والذي نقل بشكل طارئ أول أمس إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي، إثر إصابته بجلطة قلبية حيث أجريت له عملية قسطرة. ومن الحالات التي شهدت تدهورا في حالتها الصحية في سجون الاحتلال، نقل محامي نادي الأسير خلال زيارته للأسرى في سجن "ايشل" عن الأسير أحمد عزات وريدات من بلدة الظاهرية في الخليل، والمعتقل منذ العام 2002، أنه يعاني من إصابته بفقدان النظر في إحدى عينيه، والتي بدأ النظر يتراجع بها منذ تسعة أعوام، بسبب الإهمال الطبي ومماطلة الاحتلال في تقديم العلاج وإجراء العملية الجراحية اللازمة، كما يعاني الأسير تيسير سمودي (59 عاماً)، من جنين، من مشكلات في القلب والرئتين وآلام في الصدر، بالإضافة إلى صعوبة في التنفس، كما ويعاني من فقدان النظر بإحدى عينيه، وشلل بإحدى رجليه، نتيجة جلطة تعرّض لها عام 2008. والأسير سمودي محكوم بالسجن ل(23) عاماً، وهو معتقل منذ العام 1996. وحذر نادي الأسير من خطورة الوضع الصحي للأسير سعيد البنا (34 عاماً) من طولكرم والمحكوم بالسجن المؤبد في سجن "إيشل" والمعتقل منذ عام 2003، حيث أنه يعاني من وضع صحي صعب، بعد أن أخضع لعلمية استئصال ورم في المثانة في مستشفى "سوروكا"، قبل نحو أسبوع بعدما أصيب بنزيف. وفي نفس السياق، أعلنت الهيئة أنه من المقرر أن يبدأ الأسرى غدا الثلاثاء، خطوات احتجاجية بإعادة ثلاث وجبات من الطعام، وهو ما يأتي ضمن جدول نضالي تصاعدي وتدريجي، يقضي بإعادة وجبات الطعام مرة كل أسبوع، وقد يتطور إلى أكثر من ذلك، ويصل حد الإضراب المفتوح عن الطعام حسب الأسرى. وذكر الأسرى، في بيان لهم وصل إلى هيئة شئون الأسرى اليوم، أن أسباب هذه الخطوات جاءت بعد الوضع الذي لا يطاق ولا يحتمل في السجون نتيجة الإجراءات التعسفية والخطيرة التي تطبق بحقهم خاصة منذ شهر يونيو الماضي.