كان الاعتقاد سائدًا، في ما مضى، أن المرأة محمية من أمراض القلب بفضل هرموناتها، وأن هذه الأمراض هي ذكورية بامتياز، ولكنّ الدراسات الجديدة تؤكد أن أمراض القلب والشرايين تقتل النساء 9 مرات إضافيّة، بالمقارنة مع سرطان الثدي، وأن نسبة 26% من النساء اللواتي أصبن بنوبة قلبية أولى مثبتة في سن ال45 فما فوق، يتوفين في خلال سنة واحدة، مقارنة مع 19% من الرجال، وذلك بحسب نتائج "جمعية القلب الأمريكية" لسنة 2013. كما أن 64% من النساء، اللواتي يتوفين بشكل مفاجئ بسبب أمراض الأوعية الدموية القلبية، لم يُظهرن أية أعراض سابقة، من هنا، ضرورة إيلاء صحة قلب المرأة الاهتمام الكافي، وفي وقت مبكر. – ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب؟ وهل هي مشتركة بين النساء والرجال؟ تبدأ مشكلات الشرايين بالظهور، وتزداد بشكل مضطرد لدى النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية، ولا سيما بعد تخطّي سن ال55، أي بفارق 10 سنوات عن سنّ بدء مشكلات القلب لدى الرجال بالظهور. وانطلاقًا من هذه المرحلة، تتعادل معدلات الإصابة بالمرض، وتصبح الأسباب مشتركة، وهي: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدّل السكر في الدم، والتدخين بأشكاله، وارتفاع مستوى "الكوليسترول" في الدم مقارنة مع "الكوليسترول" الحميد، والبدانة وخصوصًا في محيط الخصر، وقلّة الحركة، وعدم ممارسة الرياضة، إضافة إلى الضغط النفسي، الذي يعدّ عامل خطر، لكن غير رئيس. – ما هي الفحوص، التي يجب أن تخضع لها النساء بعد سن ال45، والمتعلّقة بالقلب؟ لقد أثبتت البحوث والتجارب العلمية أن الوقاية أدّت إلى تراجع نسبة الوفيات لدى الرجال، من جرّاء أمراض القلب والشرايين. لذا، يجب التركيز على نشر الوعي لدى النساء بضرورة الوقاية لأن أمراض القلب والشرايين هي السبب الرئيس للوفيات بينهن. والوقاية تقضي بالتخلّص من الأسباب المؤدية لأمراض القلب، والتي سبق الإشارة إليها للتخفيف من المرض وحوادث الوفاة وحماية الأسرة والمجتمع معًا. أما فحوص الكشف المبكر، فتبدأ بفحوص دم مخبرية وفحص سريري. وإذا تبيّن أن المرأة تعاني من ارتفاع في نسبة "الكوليسترول"، أو الضغط، أو السكري، فعليها أن تخضع لفحوص أكثر تطورًا، مثل: قياس معدّل الكالسيوم في الشريان التاجي، وهو الفحص الذي يشير إلى نسبة التكلّس في الشرايين. الأشعة السينية للصدر. التخطيط الكهربائي للقلب. مسح بالموجات فوق الصوتية للشريان السباتي.