23 مليون حالة وفاة بأمراض القلب بحلول عام 2030، وفقاً لإحصائية منظمة الصحة العالمية، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم يقدر أنه يسبب حوالي 56% من أمراض شرايين القلب التاجيه، و18% من أمراض شرايين الدماغ والسكتات الدماغيه في العالم. فارتفاع نسبة الكوليسترول فوق المتوسط يؤثر على مئات الملايين من البشر ليصبح من الأسباب الأشد خطورة لأمراض القلب، والقاتل الرئيس للرجال والنساء في هذا العالم. كما أنه لا يتوقف على كبار السن فقط. ومن الخطأ الاعتقاد بأن الكوليسترول يبقى منخفضاً دون سن الخامسة والأربعين.
هذا ما أكده الأطباء خلال المؤتمر الطبي الذي عقد مؤخراً، وتأتي أهمية المؤتمر الدولي للكوليسترول وأمراض القلب وتصلب الشرايين الذي تنظمه الجمعية المصرية لأمراض القلب وتصلب الشرايين وبرعاية منظمة الصحة العالمية وشركة "استرا زينكا" الرائدة في مجال صناعة الدواء في العالم من أن أكثر من 45% من السكان في مصر يعانون من ارتفاع مستوي الكوليسترول، وتقدر قلة النشاط البدني بنحو 70% من السكان، وارتفاع مستوي الكوليسترول من أهم العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب وهى السبب الرئيسي للوفاة في مصر بنسبة 42% من إجمالي الوفيات. ومن جانبه، أكد الدكتور أبو بكر الصديق تمام أستاذ أمراض القلب بجامعة الأزهر، أن الغرض من المؤتمر في المقام الأول هو العمل على إذكاء الوعي العالمي بخطورة وأهمية مثل هذه الأمراض، أن الكوليسترول المرتفع هو أحد الأسباب الرئيسية للأمراض القلبية والشريانية والجلطات، كما تم إثبات أن له آثر في زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، فقد ذكرنا سابقاً أن الكوليسترول المرتفع يؤدي إلى تراكمه حول الشرايين مما يضيق الفراغ الذي يسمح بجريان الدم، وبالتالي سيعيق مجرى الدم وإن نقص تزويد المواد الغذائية التي ينقلها الدم إلى الدماغ أو القلب ستسبب مرضاً قلبياً أو جلطة.
كما أوضحت الدكتورة عايدة وصفي أستاذ أمراض الباطنة بالقصر العيني، أن الكوليسترول هو عبارة عن مادة شمعية بيضاء طرية عديمة الطعم والرائحة موجودة في الدم وجميع أجزاء الجسم. وأشارت إلى أن اجسامنا تحتاج إلى الكوليسترول لتعمل بشكل طبيعي؛ ويستخدم في بناء الخلايا، فهو موجود في جدار أو غشاء الخلية في الدماغ، الأعصاب، العضلات، الجلد، الكبد، الأمعاء والقلب. ويستخدم الجسم الكوليسترول لإنتاج عدة هرمونات، فيتامين "د"، وأحماض الصفراء التي تساعد على هضم الدهون، والجسم يحتاج إلى كمية قليلة من الكوليسترول في الجسم لتغطية هذا الاحتياج، إن الزيادة الكبيرة في كمية الكوليسترول في الدم تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين، وهو عبارة عن ترسب الكوليسترول والدهون في الشرايين بما فيها الشرايين التاجية للقلب، وبالتالي تساهم في ضيقها وانسدادها مما يسبب أمراض القلب. ما هى فوائد خفض الكوليسترول ؟ أفادت الدراسات الحديثة أن خفض مستوى الكوليسترول عند من لا يعاني من أمراض القلب يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية (الذبحة الصدرية أو خناق الصدر وجلطة القلب أو احتشاء العضلة القلبية) والموت بسببها. وهذا ينطبق أيضاً على من يعاني من ارتفاع مستوى الكوليسترول وعلى من لديه مستوى كوليسترول طبيعي. كما استعرض الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ جراحة القلب بطب عين شمس قد نظن أن للكوليسترول علاقة بالأطعمة الدهنية ولكن معظم المواد الشمعية يقوم الجسم بتصنيعها بنفسه، فالكبد ينتج 75% من الكوليسترول المنتقل في الدم، و25% النسبة المتبقية فمصدرها من الطعام، وفي المستوى الطبيعي يلعب الكوليسترول دوراً هاماً في مساعدة الخلايا على القيام بوظيفتها، ولكن نسبة الكوليسترول غير مستقرة ومتفاوتة بشكل كبير لدى أكثر من مئة مليون شخص. التدخين والسمنة.. أحد أسباب المرض وتناول الدكتور أحمد عبد السلام أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس الحديث عن الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم سن العشرين فيجب إجراء اختبار الكوليسترول مرة واحدة كل خمس سنين، ويكون الإختبار بعد الامتناع عن تناول الطعام لتسع إلى إثنى عشر ساعة، ثم تحليل عينة من الدم لفحص "الليبوبروتين"، حيث يتم قياس الكوليسترول المنتقل في الدم، وتقرّر نتيجة التحليل نسبة الكوليسترول الضار والكوليسترول النافع والشحوم الثلاثية.
إذا كنت تنتمي إلى إحدى مجموعات الاختطار التالية، فستعاني، على الأرجح، من مستويات مرتفعة من الكوليسترول من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض قلبي وهى، تدخين السجائر يؤذي جدران الأوعية الدموية فتصبح أكثر قابلية لتكديس ترسبات دهنية في داخلها. وبالإضافة إلى هذا، من الممكن أن يؤدي التدخين إلى خفض مستويات الكوليسترول الجيد "اتش دي إل"، الوزن الزائد، سوء التغذية مثل الأغذية الغنية بالكوليسترول، مثل اللحوم الحمراء ومنتجات الحليب الغنية بالدهنيات، ترفع مستوى الكوليسترول الإجمالي في الدم. كما إن تناول أغذية مشبعة قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم. بالإضافة إلى عدم القيام بنشاط بدني يساعد الجسم في رفع مستوى الكوليسترول الجيد وخفض مستوى الكوليسترول الضار، وضغط الدم المرتفع على جدران الشرايين يتلف الشرايين، الأمر الذي من الممكن أن يسرع عملية تراكم الترسبات الدهنية في داخلها، كما إن القيم المرتفعة من السكر في الدم قد تتلف الطلاء الداخلي للشرايين، كما أنه إذا كان أحد الوالدين أو أحد الأشقاء قد عانى من مرض قلبي قبل بلوغه الخمسين من العمر، فإن المستويات المرتفعة من الكوليسترول ترفع احتمال الإصابة بمرض قلبي إلى ما فوق المعدل العام.
دراسة "جوبيتر" كما أكد الدكتور باسم مصري أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية ورئيس قسم أمراض القلب بجامعة كورونيل بنيويورك، لقد كانت دراسة "جوبيتر" دراسة عشوائية، واسعة النطاق، طويلة المدى، مزدوجة التعمية ومضبطة بعقار وهمي تم إجراؤها على 90 ألف مريض في أكثر من 26 دولة حول العالم وهي مصممة لمعرفة ما إذا كان عقار "روزيوفاستاتين 20 مجم" يقلل من خطر حدوث النوبة القلبية والسكتة الدماغية وأحداث القلب والأوعية الدموية الرئيسية الأخرى في المرضى ممن لديهم كوليسترول منخفض الكثافة "LDL-C" بقيم منخفضة أو طبيعية، ولكنهم معرضون لزيادة خطر حدوث أمراض بالقلب والأوعية الدموية تم تحديده من واقع وجود ارتفاع بالبروتين التفاعلي "سي" عالي الحساسية وباعتبار السن. وكان معظم المرضى لديهم على الأقل عامل خطورة واحد آخر؛ ويشمل ذلك ارتفاع ضغط الدم، أو انخفاض نسبة الكوليسترول عالي الكثافة أو وجود تاريخ مرضي بالعائلة لأمراض الشرايين التاجية المبكرة "سي اتش دي" أو التدخين. ويعتبر البروتين التفاعلي "سي" عالي الحساسية هو أحد دلالات الالتهاب المتعارف عليها، والتي تكون مرتبطة بزيادة خطر حدوث أحداث القلب والأوعية الدموية المرتبطة بتصلب الشرايين. وتُعد دراسة "جوبيتر" جزءاً من برنامج التجارب السريرية المكثف لشركة إسترازينيكا، والذي يعرف ب "جالاكسي"، وهي مصممة لتناول الأسئلة الهامة المتعلقة بأبحاث الستاتينات التي لم تتم الإجابة عليها بعد. حالياً، هناك أكثر من 69.000 مريض من 55 دولة حول العالم تم التحاقهم؛ للمشاركة في برنامج "جالاكسي". وفي دراسة جوبيتر، قلل عقار "كريستور20 مجم" من أحداث القلب والأوعية الدموية الرئيسية بشكل ملحوظ بنسبة كبيرة وصلت إلى 44٪، وقلل بشكل ملحوظ من الخطر المُرَكَّب لحدوث الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، والنوبة القلبية والسكتة الدماغية إلى النصف تقريباً 47٪.
كما قلل خطر حدوث النوبة القلبية بأكثر من النصف 54٪، كما خفض النوبات القلبية غير المميتة بنسبة 65٪، وقلل خطر حدوث السكتة الدماغية إلى النصف تقريبا 48٪، وقلل من الحاجة إلى إعادة توعية الشرايين بنسبة 46٪، وقلل من الحاجة إلى إعادة توعية الشرايين بنسبة 47٪ أو إلى دخول المستشفى نتيجة لحدوث ذبحة صدرية غير مستقرة، كما قلل من إجمالي الوفيات بنسبة 20٪، والذي يعد اكتشافاً فريداً يتعلق بالستاتينات في شريحة المرضى التي لا تعاني من أمراض مؤكدة بالشرايين التاجية. وقد حققت النتائج دلالة إحصائية في كل مجموعات المرضى الفرعية، بما في ذلك إثبات وجود فائدة؛ ولأول مرة، في السيدات اللاتي لا يعانين من أمراض مؤكدة بالشرايين التاجية.
علاقة الكوليسترول بأمراض الشرايين ومن جانبها شددت الدكتورة نجوى لاشين رئيس قسم السكر وأمراض دهون الدم بجامعة الاسكندرية، أنه يترتب على ارتفاع مستوي الكوليسترول منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار) بالدم أن تترسب جزئياته علي جدران الأوعية الدموية ولاسيما تلك التي تغذي المخ والقلب بالاشتراك مع مجموعة من المواد الأخري. وينتهي الأمر بتكوين تكتلات صلبة وسميكة تسد الوعاء الدموي تماماً وتمنع مرور الدم وتعرف هذه الحالة باسم تصلب الشرايين، كما يترتب علي ذلك أيضا تكون الجلطات التي تسبب انسداد الشرايين الأضيق مسببة انقطاع الدورة الدموية عن الأعضاء التي تغذيها تلك الشرايين، فإذا تسببت الجلطات في منع وصول الدم إلي القلب يصاب المريض بما يعرف بالأزمة القلبية أما إذا تسببت في انقطاع الدم عن جزء من المخ فإن المريض قد يصاب بالسكتة الدماغية. وأشارت لاشين إلى أن ارتفاع مستوي الكوليسترول بالدم سبب رئيسي للإصابة بمضاعفات الأزمات القلبية وأمراض الشرايين التاجية والسكتات الدماغية، حيث يؤدي كل ارتفاع في مستوي الكوليسترول منخفض الكثافة (الضار) بالدم بمقدار 10 ملليجرام إلي رفع فرصة إصابة المريض بأمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار 12% وتزيد درجة الخطورة في حالة وجود عوامل أخري لدي المريض منها ارتفاع السن فوق 45 للرجال وفوق 55 للنساء، التدخين، مرض السكر، السمنة وزيادة الوزن، عدم ممارسة الرياضة، ارتفاع ضغط الدم، ووجود تاريخ وراثي مرضي للعائلة وانخفاض في مستوي الكوليسترول.
في حين أشارت الدكتوره نوران الغندور أستاذ الباطنه في القصر العيني أن 80 %من الأطعمه التي يتناولها المصريين تساعد على الإصابه بمرض القلب. أقرأ أيضا: العادات الغذائية الخاطئة أحد أسباب ارتفاع الكوليسترول (فيديو)