"الأرض بعدك يقظة من هجعة الحلم الثقيلة، طربت، كأن سني ابتسامك كوة الأمل الضئيلة، سمراء، ظلي لذة بين اللذائذ مستحيلة وفي جفني ذهوله ظلي الغد المنشود يسبقنا الممات إليه غيله". هكذا رأى الشاعر اللبناني الراحل سعيد عقل الحياة واحتفى بها بلغة رشيقة المفردات، طازجة الصور، كما تقول الروائية والناقدة الدكتورة هويدا صالح ، التى وتضيف : هي لغة رشيقة المفردات، طازجة الصور تحتفي بالحياة لشاعر غنى للفرح وللمسرات وللحياة البهيجة الرغيدة، على حد تعبير الناقد جورج غريب مؤلف كتاب "سعيد عقل والغزل الخلاق". وتوضح هويدا صالح أن فيروز غنت لسعيد عقل العديد من القصائد، وهو كان يقول إنه "لا مكان للحزن في حياتي، لأن الحياة بالنسبة إلي هي فرح ومحبة وجمال، ولأني عشت كل هذا ووجدت نفسي في واحة الحرية، وجسدي في مناخ جميل وبهي". ورغم أنه انتقد اللغة العربية كثيرا ونادى بأن تكون العامية اللبنانية هي لغة لبنان الرسمية، وصرح مرات باستبدال الحرف اللاتيني بالحرف العربي، إلا أن من يقرأ قصائده في دواوينه المختلفة يجده - كما تشير هويدا صالح- جدد في شباب اللغة العربية، واحتفى بها وحرص عليها. وقد ساهم سعيد عقل بصورة فعالة غداة حرب لبنان 1975 في تأسيس أهم الحركات السياسية المعروفة بدعوتها إلى القومية اللبنانية، فله خماسيات بالحرف القومي اللبناني، وله في الوقت ذاته قصائد عروبية التوجه مثل قصيدة "وبنهر بردى" وقصيدة "سائليني" التي تغنى فيها بالشام، وقصائد "غنيت لمكة"، و"كما الأعمدة"، و"قدموس" ، وله عدد من الدواوين منها: "رندلى"، و"دلزى"، و"أجمل منك؟ لا"، "يارا"، و"أجراس الياسمين"، و"كتاب الورد"، و" قصائد من دفترها"، و"المجدلية"، و"كأس الخمر". ومن مؤلفاته الفكرية "مشكلة النخبة"، و"لبنان إن حكى" التي قدم فيها تجربة سردية مغايرة، حيث سرد الحكايات التاريخية والشعبية والتراثية اللبنانية في لغة يمتزج فيها الشعري بالحكائي. إنها حياة طولة مليئة بالأحداث تلك التي عاشها سعيد عقل، قرن كامل ويزيد وهو ينتظر أن تشد يده على أضلعه، أن يحول الصخر إلى نضرة عبر شعر ومسرحية وكتب فكرية، كان له دور سياسي كبير في بلده، وله مواقف أيديولوجية واضحة من قومية لبنان ووضعه في خريطة الوطن العربي.