أعلن محافظ أسوان مصطفى يسري، عن موافقة الهيئة العامة للتنمية الصناعية على إقامة أكبر مجمع للأسمدة الفوسفاتية بالسباعية بمركز إدفو شمال المحافظة، وذلك على مساحة 5 آلاف فدان لاستغلال المواد الخام المتوفرة في هذه المنطقة بالشكل الأمثل وبهدف تحقيق التنمية المنشودة من خلال استثمار كل الثروات التعدينية والمحجرية والتي تصل لنحو 37 مادة خام في إقامة مجمعات صناعية كثيفة العمالة. وقال المحافظ، إن قرار وزارة البيئة يعتبر الحكم والفيصل لإعادة تشغيل مصنع أسوان للأسمدة الفوسفاتية بالسباعية الذي توقف العمل فيه منذ ثورة 25 يناير، حيث سيقوم جهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة بمراجعة كل الاشتراطات، للتأكد الكامل من مطابقتها بيئيًا على المنطقة المحيطة بموقع المصنع الحالي بالسباعية شرق وعدم حدوث أي أضرار مستقبلية على أهالي المنطقة. جاء ذلك خلال جلسة الاستماع التشاورية الخاصة بدراسة تقييم الأثر البيئي المعدلة لمصنع أسوان للأسمدة والمواد الكيماوية بالسباعية شرق، والتي حضرها المهندس عبد السلام الجبلي، رئيس مجلس إدارة المصنع، والدكتور شريف الجبلي، عضو مجلس الإدارة، وكل من الدكتور محمد عبد الرحمن والدكتور ياسر السيد ممثلي جهاز شئون البيئة بالوزارة، والكيميائي سمير عبد الغني، رئيس قطاع المصانع بشركة أبو زعبل للأسمدة والكيماويات وسعاد ثابت كرمي مدير عام الإدارة العامة لشئون البيئة بأسوان. بدأ المحافظ الجلسة ببعث رسالة طمأنة لأهالي القري المحيطة بمصنع الأسمدة بأنه يعتبر المحامي والمتحدث عنهم، وأنه لن يتوانى عن معايير الصحة العامة وتوافر اشتراطات السلامة البيئية والأمان الكامل التي سيعدها جهاز شئون البيئة بالوزارة بشأن المصنع حفاظًا على سلامة أهالي السباعية. وأوضح أنه في حالة تشغيل المصنع مرة أخرى سيتم التنسيق مع إدارة المصنع لإعطاء الأولوية في العمل به لأهالي السباعية وادفو وأسوان، حيث يتسنى معه توفير فرص عمل لهؤلاء الشباب، كما أنه سيتم تشغيل شباب من أهالي السباعية في نقاط الرصد البيئي التي سيتم إنشاؤها داخل القري لقياس ورصد الانبعاثات الخاصة بالمصنع ومدي حدوث أي تجاوزات في النسب المقررة. ومن جانبه، أوضح المهندس عبد السلام الجبلي رئيس مجلس إدارة المصنع أن مصنع أسوان للأسمدة الفوسفاتية الذي توقف العمل به تم إنشاؤه في عام 2008 خلال عام ونصف ومقام على مساحة 175 ألف متر مربع، وباستثمارات بلغت 300 مليون جنيه، ويحتوي على وحدة إنتاج سماد أحداي سوبر الفوسفات الناعم بطاقة 300 ألف طن / سنويًا، ووحدة تحبيب بطاقة 200 ألف طن سنويًا، ويوفر 500 فرصة عمل مباشرة كمرحلة أولى، وألف فرصة عمل غير مباشرة. وأشار إلى أنه تم تغيير الحدود المسموح بها للانبعاثات الغازية وفقًا للقانون رقم 9 لسنة 2009، ولائحته المعدلة بالقرار الوزاري رقم 710 لسنة 2012 لدراسة الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن إنشاء المصنع، كما تم تعديل المسافة بين أقرب مجمع سكني والمصنع لتكون 415 مترًا، مع إضافة أجهزة رصد على جميع مداخن الشركة ونقاط متفرقة في عزبة البوسطة لتكون مربوطة مباشرة على غرفة تحكم الإدارة المركزية لنوعية الهواء في جهاز شئون البيئة. وقال الجبلي، إن جلسة التشاور مع أهالي السباعية تهدف في المقام الأول لوضع معايير وأسس محددة لآلية التعامل بين إدارة المصنع والأهالي بشفافية كاملة، وخلق ثقة متبادلة فيما بينهم من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو أنه في حال إعادة تشغيل المصنع من جديد بعد قرار جهاز شئون البيئة سيتم على الفور البدء في تنمية المنطقة المحيطة بالمصنع بالكامل وتقديم كل الخدمات المجتمعية، خاصة أنه سيتم تخصيص 30% من أرباح المصنع لهذا الغرض على مدى 5 سنوات لمساندة الخطط الحكومية في تطوير المدارس والوحدات الصحية وتنفيذ مشروعات صرف صحي ومياه شرب وطرق وتحسين الظروف المعيشية للأسر بالسباعية، وفي نفس الوقت، سيتم توريد الأسمدة لمحافظة أسوان بأسعار مخفضة عن السوق المحلي. وأشار إلى أنه عند توقف المصنع في الفترة الماضية تم انتداب 92 شابًا من أبناء السباعية للعمل بمصنع أبو زعبل، وهم مستمرون حتى الآن، كما أنه لم يتم تسريح أي عامل من الذين تم اختيارهم للعمل بمصنع أسوان، على الرغم من توقف العمل، لأننا لا نقبل الضرر لأي أحد، علاوة على أن أكبر ضمان لأهالي المنطقة هو أن العاملين بالمصنع من أبنائهم ولن يسمحوا بأي ضرر لهم ولأسرهم. ونوه الدكتور شريف الجبلي بأنه تم عقد اجتماع مع وزير البيئة الحالي الدكتور خالد فهمي منذ 3 أسابيع تم خلاله مناقشة موضوع تشغيل مصنع الأسمدة بالسباعية شرق، حيث أكد الوزير على رئيس جهاز شئون البيئة بعمل أجهزة رصد داخل القرى المحيطة لرصد كل الانبعاثات أولا بأول وربطها بالشبكة القومية بالوزارة. وخلال الجلسة التشاورية، استمع محافظ أسوان والحضور إلى اقتراحات أهالي وشباب السباعية ومركز ادفو ومطالبهم والتي اتسمت بالإيجابية في عرض كل الأراء والمتمثلة غالبيتها في عدم إعادة تشغيل المصنع إلا بعد موافقة البيئة على ذلك، مع إعطائهم الأولوية للحصول على العمل بالمصنع في كل التخصصات سواء العمالة الفنية أو الأمن أو خلاف ذلك، وتدريبهم على آلية ومنظومة العمل، بجانب قيام مسئولي المصنع بالترتيب لعقد اجتماع موسع مع أهالي السباعية في المدينة ذاتها لتوضيح كل الأبعاد الخاصة بالمصنع والاستماع عن قرب منهم على مطالبهم، وتقريب وجهات النظر على الوجه الأكمل.