أكد الدكتور بدر عبد العزيز بدر أستاذ الآثار الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة بورسعيد، أن قبرص تحتضن مدرسة فنية للعمارة الإسلامية في العصر العثماني وتضم منشآت دينية من مساجد وتكايا ومنشآت تجارية من خانات وبادستانات وأسواق ومنشآت تعليمية من مدارس ومكتبات ومنشآت مائية من حمامات وقناطر مياه وجسور وعيون مائية ومنشآت حربية من تحصينات للمدن وقلاع ومنشآت سكنية. وأضاف أنه درس كل هذه المنشئات على مدى عامين مقيمًا بقبرص مسجلًا ومصورًا لهذا التراث المعماري الفريد ل39 منشأة دينية 26 تجارية 13 علمية 49 مائية 15 سكنية وخمسة منشآت حربية. ويعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان المقومات السياحية للمواقع الأثرية المختلفة بقبرص كما جاءت في هذه الدراسة الجديدة والمتفردة ومنها مدينة نيقوسيا وهي عاصمة جزيرة قبرص وتعتبر من أهم مدن الجزيرة حيث يبلغ عدد سكانها 197.800 نسمة طبقاً لتعداد السكان الصادر سنة1420ه/ 1999م وقد نشأت مدينة نيقوسيا منذ ألف عام وتتميز مدينة نيقوسيا القديمة بموقعها الجغرافى حيث تتوسط الجزيرة كما تتميز بتخطيطها الدائرى و يحيط بها أسوار دائرية وتحصينات قوية أقامها البنادقة فى القرن العاشر الهجرى السادس عشر الميلادى ومدينة ليماسول التى تعد أكبر مدن قبرص بعد نيقوسيا حيث يبلغ عدد سكانها 157.600 ألف نسمة وهى تقع على الساحل الجنوبى للجزيرة وتعتبر ميناء قبرص التجارى الأول ومنتجعاً سياحياً هاماً ويصل إلى ميناء ليماسول سنوياً 1500 باخرة، 468 مركباً شرعياً وفى خلال العصور الوسطى شهدت قلعة ليماسول الزواج التاريخي لملك إنجلترا الشهير ريتشارد قلب الأسد والملكة برنجاريا والتى توجت بعد ذلك ملكة على إنجلترا ويتميز القسم الإسلامى من مدينة ليماسول القديمة بالشوارع الضيقة مثل شارع غاذى باشا وشارع عصمت باشا ويوجد بها الكثير من البيوت العثمانية والتى تتميز بوجود الشرفات بالطابق الأول منها كما يوجد بها مسجد الأرناؤط والمسجد الكبير وبالقرب منه يوجد الحمام التركى. ويعرض ريحان المعالم الحضارية لمدينة لارناكا التى تقع فى جنوب شرق جزيرة قبرص وتتميز بآثارها التى تعود إلى مختلف العصور ومن أهم الآثار الإسلامية بلارناكا قلعة لارناكا التى تقع بالجزء الغربى من المدينة والتى شيدت إبان القرن الحادى عشر الهجرى "السابع عشر الميلادى" والمجموعة المعمارية الخاصة بالسيدة أم حرام رضى الله عنها والتى تضم الجامع والقبة الضريحية والتكية الخاصة بهذه الصحابية الجليلة زوجة سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنهما وبالمدينة قناطر المياه التى ترجع إلى القرن الثانى عشر الهجرى/ الثامن عشر الميلادى و مدينة بافوس التى تقع في الجزء الجنوبى الغربى من قبرص وتشتهر بتحصيناتها الحربية التي تعود إلي عهد أسرة لوزنيان ومن أهمها البرج المربع الذي تم ترميمه من قبل العثمانيين عام 987ه/1579م وقلعة بافوس التى شيدها أحمد باشا حافظ سنة 1001ه/ 1592م ويتابع د. ريحان أن مدينة فاماجوستا تقع بالساحل الشرقى من الجزيرة وكانت ميناء هام للجزيرة قديماً وموقعها قد تغير عدة مرات ما بين إنكومى وألاسيا وسلاميس المدينة اليونانية القديمة وفى عام979ه/1571م فتحها العثمانيون بعد حصار لها دام أحد عشر شهراً ثم وقعت معاهدة الاستسلام بين حاكم المدينة البندقى وبين قائد الجيش العثمانى "لالا مصطفى باشا" ويوجد بها العديد من المنازل العثمانية التي ترجع إلى القرن التاسع عشر الميلادى ومن أهم مساجد المدينة جامع "لالا مصطفى باشا" ومدينة كيرينيا وهى مدينة ساحلية صغيرة تقع علي بعد 26 كيلو متر إلي الغرب من نيقوسيا العاصمة كما أنها تعد أحد الموانئ التي تقع علي الساحل الغربى للجزيرة ومن أهم ما يميز مدينة كيرينيا القلعة الحصينة التي تعرف باسم "قلعة كيرينيا" التي أقامها الرومان ثم أعاد بنائها فيما بعد البيزنطيين ثم أسرة لوزنيان الفرنسية والبنادقة الإيطاليون دخلها صادق باشا قائد الأسطول العثمانى عام 978ه/ 1570م وله قبر بالمدينة وبها جامع جعفر باشا.