نفى السفير سمير قصير، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الأمن القومى بالجامعة العربية، وجود أى غياب للإرادة السياسية في مجال اتخاذ قرار بإنشاء قوات حفظ السلام على مستوى معالجة القضايا العربية، مؤكدا وجود معالجة موضوعية لكل قضية على حدة. جاء ذلك في تصريح له على هامش أعمال الندوة التاسعة عشرة لرؤساء هيئة التدريب للقوات المسلحة العربية اليوم بمقر الجامعة العربية، والتى تهدف إلى مناقشة وضع دراسة حول إنشاء قوات حفظ سلام عربية تكون مرجعا عند الحاجة إليها لإنشاء مثل هذه القوة. وقال: إن العنوان الرئيسى لهذه الندوة لرؤساء هيئات التدريب والتى تستمر على مدى 5 أيام هو دراسة إنشاء قوات حفظ سلام عربية، موضحا أن قطاع الأمن القومى العربى يعمل على إعداد عدد من الدراسات لتعزيز التعاون بين الدول العربية فى المجال العسكرى. ولفت إلى وجود دراسات فى مجال توحيد المصطلحات العسكرية وتعزيز الوعى بالقانون الإنسانى الدولى وإعداد دراسات للمستقبل إذا كان هناك قرار بحاجة لإنشاء قوات حفظ سلام عربية، مؤكدا أن الهدف من تلك الدراسات إعداد مراجع فنية وقانونية لتشكيل هذه القوات حال الحاجة إليها. وأكد أن هذا الجهد المبذول يأتى فى إطار الاستعداد للمستقبل لوضع هذا المرجع بتصرف الدول العربية فى حال الحاجة لتشكيل مثل هذه القوة فى المستقبل. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هذه الدراسة من أجل تشكيل قوات حفظ سلام عربية فى إطار مهام مجلس السلم والأمن العربى، أوضح السفير أن مجلس السلم والأمن العربى هو حاليا فى إطار التطوير والتحديث وفى إطار تنفيذ قرار القمة العربية الأخير بدولة الكويت، وأنه من ضمن آليات هذا المجلس إمكانية تشكيل قوات حفظ سلام عربية فى حال قررت الدول العربية ذلك قائلا: "نحن الآن فى مرحلة التطوير والتحديث". وأكد أن هناك حاجة دائمة لمثل هذه الدراسات منذ إنشاء الجامعة العربية وإقرار معاهدة الدفاع العربى المشترك والتعاون الاقتصادى، موضحا أن هذه المنطقة تتعرض باستمرار لتهديدات كثيرة الأمر الذى يتطلب إعداد الآليات والوسائل لمواجهة هذه الأخطار، مشيرا إلى ما يواجهه عدد من الدول العربية من أزمات حاليا. وتساءل السفير القصير "ما هو دور قوات حفظ السلام العربية؟" وأردف "إننا فى الجامعة العربية نفضل الحل العربى دائما، نظرا لأن مثل هذا الحل له مزايا عديدة". وقال: إن الهدف من وضع مثل هذه الدراسة هو الاستفادة من خبرات وتجارب عدد من الدول العربية ومنها مصر على سبيل المثال فى مجال حفظ السلام على المستوى الدولى، مشيرا إلى أن مصر وغيرها من الدول العربية حصلت على إشادة دولية لدورها الفعال فى مجال مشاركتها فى قوات حفظ السلام على المستوى العالمى. وأضاف أن مثل هذه القوات العربية فى حال تشكيلها فى المستقبل تتمتع بمميزات كبيرة بينها اللغة الواحدة والمعرفة الجيدة بعادات وتقاليد المنطقة والدين والثقافة، فضلا عن العلاقة مع الإنسان، مؤكدا أن وضع مثل هذه الدراسة فيها مراعاة لخصوصية المنطقة العربية. وأشار إلى أن عددا من الدول العربية تشارك فى قوات حفظ السلام فى القارة الإفريقية، وفسر عدم وجود قوات حفظ سلام عربية حتى الآن إلى أن لكل منطقة ظروفها، حيث تعالج الدول العربية قضاياها بنفسها، حيث تقوم حاليا دول الجوار الليبى بدور فى المساعدة فى حل الأزمة الليبية، كما عملت الدول العربية من خلال لجان على معالجة القضايا فى العراق وسوريا.