شهدت الأيام الماضية مفاوضات مكثفة بين حركة النهضة الإخوانية التونسية بقيادة راشد الغنوشي، عضو التنظيم الدولي، وحزب "نداء تونس" الفائز بالأكثرية في الانتخابات البرلمانية التونسية لمنح تأييد جماهيرها ومؤيديها في الانتخابات الرئاسية للباجى قائد السبسي، والتخلى عن تأييد ومساندة ودعم الرئيس الحالى للبلاد المنصف المرزوقى. وقالت مصادر مقربة، ل"البوابة نيوز"، إن التنظيم الدولى للإخوان قرر التخلى عن المنصف المرزوقى، حليفه اليسارى الذي وصل في صفقة سياسية لقصر قرطاج الرئاسى، مؤكدة أن المنصف لم يعد المرشح المفضل للتنظيم الدولى بعد أن أدى المهمة التي كان يتطلع لها الإخوان في المرحلة الانتقالية، وأنه أصبح ورقة محروقة ولا يحظى بتأييد في الشارع التونسى. وأوضحت المصادر، أن التنظيم الدولى يرغب في عقد صفقة انتخابية يتم بموجبها تأييد الباجى قائد السبسى، مرشح حزب "نداء تونس"، مقابل الحصول على حصة كبيرة من الحقائب الوزارية، ومن بينها الحقائب السيادية المتمثلة في وزارات الداخلية والخارجية والمالية والتعليم في الحكومة التي سيتم تشكيلها عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية. ووفقًا للمصادر المقربة من التنظيم الدولي، فإن حركة النهضة قدمت هذه المطالب لحزب "نداء تونس" خلال المفاوضات التي تمت في الأيام الماضية، إلا أنها لم تتلق ردًا من الحزب الذي طلب مهلة لعرض تفاصيل الصفقة على الباجى قائد السبسى الذي يعتبر من أكثر المرشحين حظًا في الفوز في الانتخابات الرئاسية. يُذكر أن حركة النهضة الإخوانية التونسية كانت دائمًا ما تتهم الباجى قائد السبسى بأنه من أكبر وأهم فلول ورموز الرئيس الخلوع زين العابدين بن علي، وأن الإخوان لن يوافقوا أبدًا على إقامة أي تحالف سياسي أو التعاون معه، إلا أن هزيمة الإخوان أمام حزب نداء تونس في الانتخابات البرلمانية التي تمت الشهر الماضى أجبرت حركة النهضة الإخوانية على تغيير موقفها مما كانت تسميهم ب"فلول بن علي".