«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمناسبة حوار الرئيس "السيسي" مع جريدة "عكاظ" .. نعيد نشر مقال عبدالرحيم علي "المؤامرة الكبرى"
نشر في البوابة يوم 27 - 10 - 2014

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تطبيق مخطط جديد ل "سايكس بيكو" في البلدان العربية.
وقال السيسي في حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية: إن تعزيز وترسيخ أركان الدولة المصرية القوية والتفاهمات مع دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية والإمارات والكويت يمنع تطبيق هذا المخطط.
وأشار السيسي في حديثه إلى أن خطة "سايكس بيكو" موجودة على الأرض وأن بنودها تخضع للتنفيذ في الوقت الراهن.
وشدد الرئيس المصري على أن الشعوب العربية تدري بما يحاك لها وللوطن العربي ما يجعلها تقدم التضحيات لوقف هذا المخطط.
وفي الشأن الليبي قال السيسي: إن الجانب الآخر من الحدود ملتهب ويؤثر على الأمن القومي المصري، وأكد دعم القاهرة للحكومة الشرعية في ليبيا داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على الأطراف التي تدعم تأجيج الصراعات هناك.
وبمناسبة هذا الحوار الهام للرئيس عبدالفتاح السيسي مع جريدة "عكاظ" السعودية، نعيد نشر مقال الدكتور عبدالرحيم علي، رئيس تحرير البوابة نيوز، والذي نشره في 18 من أغسطس الماضي، تحت عنوان "المؤامرة الكبرى"، والذي توافق كل ما جاء فيه مع حوار الرئيس للجريدة السعودية.

وإلي نص المقال..
عبد الرحيم علي يكتب .. "المؤامرة الكبرى... أمريكا تكتب شهادة وفاة مصر"
أكبر 10 بنوك يهودية فى أمريكا تحمل رسالة من نتنياهو إلى أوباما للاستمرار في تنفيذ الخطة
6 جهات تعمل على المخطط... والأمريكان يستخدمون الإخوان وحماس وداعش للتنفيذ
المخابرات الأمريكية بدأت بتقسيم ليبيا وسوريا والعراق والسعودية... وكان تعتبر مصر الجائزة الكبرى
مخابرات الاتحاد الأوروبي تسرب تقريرًا عن اجتماع " دارمشتات" للتأكيد على أن الخطة ماضية فى طريقها ولن تتأثر بثورة مصر فى 30 يونيو
عندما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسى من الإعلام أن يساعد في توحيد الجبهة الداخلية، مؤكدًا على أن ذلك هو الطريق الوحيد للانتصار على ما يحاك لمصر، كان يعرف أن حجم المؤامرة على المصريين كبيرة جدا، فعلى الرغم من أن ثورة الثلاثين من يونيو قد أوقفت الزحف المقدس نحو تقسيم مصر، الأمر الذى كانت جماعة الإخوان المسلمين متورطة فيه كلية، إلا أن الإدارة الأمريكية راعية المشروع عادت مرة أخرى لإحياء المخطط فهى تريد تقسيم المنطقة على هواها، وقد بدأت بالفعل فى ليبيا والعراق وسوريا وتحاول فى السعودية، وكانت تضع مصر فى النهاية على أساس أنها الجائزة الكبرى، التى يمكن أن ترتاح كثيرًا بعد أن تحصل عليها.

لكن لماذا تخطط الولايات المتحدة الأمريكية وبدأب شديد من أجل تقسيم مصر؟ ما الذى يضيرها من أن تظل مصر موحدة؟ بل ما الذى يضيرها فى أن تظل الدول العربية الأخرى محتفظة بوحدتها وقوتها؟
الإجابة على هذا السؤال تضع أيدينا على الصورة الكاملة، وهى إجابة لابد أن تعود بنا إلى العام 1973، عندما انتصرت القوات المسلحة المصرية على إسرائيل فى حرب هى الأشرف فى تاريخ مصر الحديث.
يومها ترسخ لدى الإدارة الأمريكية أن إسرائيل ليست محمية، وأنها في أي لحظة يمكن أن تمحى من الوجود، فالانتصار الذي حققه الجيش المصري يمكن أن يتكرر، وفى حالة اتحاد الجيوش العربية يمكن أن تصبح إسرائيل مجرد ذكرى، وهو ما لا يمكن أن تسمح به أمريكا على الإطلاق، فبدأت الخطة التى تقوم على أن تتفتت الدول العربية من الداخل فلا تكون هناك دولة عربية كبيرة، وبالتالى لا يكون هناك مطلقًا جيش عربي يمكن أن يصلب طوله فى المنطقة ويكون سببًا في زوال إسرائيل.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وصلت إلى ذروة حلمها بما يسمى بثورات الربيع العربي، وهي الثورات التي ركبتها جماعة الإخوان المسلمين، وحولتها إلى وسيلة لتصل من خلالها إلى الحكم، حيث توصلت أمريكا مع الإخوان المسلمين إلى اتفاق يتم بمقتضاه تنفيذ مخطط التقسيم، وهو ما كشف عنه مركز "جلوبال ريسرش" الأمريكي في ورقة بحثية نشرها فى 28 يونيو الماضى، حيث أشار فيها إلى أن إدارة أوباما اتبعت سياسة الدعم السري لجماعة الإخوان المسلمين والحركات المتمردة الأخرى فى الشرق الأوسط منذ عام 2010.
المركز يكشف وثيقة مهمة صدرت بعنوان "مبادرة الشراكة فى الشرق الأوسط: نظرة عامة"... وهي الوثيقة التي حددت هيكلًا متطورًا من برامج وزارة الخارجية يهدف إلى بناء منظمات المجتمع المدني، ولا سيما المنظمات غير الحكومية، لتغيير السياسة الداخلية للبلدان المستهدفة لصالح السياسة الخارجية الأمريكية وأهداف الأمن القومي الأمريكي، الوثيقة تشير أيضا إلى أن إدارة أوباما قامت بحملة استباقية لتغيير نظم الحكم فى جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وكشفت الوثيقة أن المبادرة تعمل فى المقام الأول مع المجتمع المدني، من خلال منظمات غير حكومية متنفذة مقرها الولايات المتحدة، وفى المنطقة، وأنها تؤكد على أن الأولوية كانت فى وقت مبكر عام 2010 أعطيت لليمن والسعودية وتونس ومصر والبحرين، وخلال سنة من إنشائها أضيفت ليبيا وسوريا على قائمة الدول الأكثر أولوية لتدخل المجتمع المدنى.
أصابع أمريكا لا تزال تلعب فى المنطقة إذن، توقفت قليلا بعد ثورة 30 يونيو التى أنهت مشروع التقسيم من أساسه، وبدأت العمل على إعادة المارد المتأسلم إلى قمقمه، لكن الآن الإدارة الأمريكية تعيد ترتيب أوراقها، وتستأنف تنفيذ المخطط من جديد.
إننا أمام مؤامرة كبرى يشارك فيها أطراف عديدة ، وترعاها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل عيون إسرائيل، التي تساهم فيها فيها بجد واجتهاد لأنها تؤمن مستقبلها ليس فى السياسة فقط ولكن فى الوجود أيضًا، يضاف الى الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبى الذى يسعى لتدعيم مصالحه العديدة فى المنطقة... والاتحاد الأوروبى يعنى أننا أمام مواجهة مع المخابرات البريطانية والفرنسية والألمانية، ودخل على الخط التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين الذى يحلم بدولة ولو على شبر ماء فقط، تأتى بعد ذلك تركيا التى تريد أن تدفع مهر انضمامها للاتحاد الأوروبى بأى ثمن، ثم قطر التى تحلم بأن يكون لها دور مؤثر فى المنطقة على حساب الدولة الكبرى مصر، كل هؤلاء المتآمرين اجتمعوا على المنطقة من أجلها تفتيتها، ولكل منهم دور لا يستطيعون إنكاره، وإن أنكروه، فنحن لهم بالمرصاد.
بعد ثورة 30 يونيو كان هناك خلاف حاكم بين الكونجرس الأمريكى من ناحية والأجهزة الأمنية والسيادية والبيت الأبيض من ناحية أخرى على طريقة التعامل مع القاهرة.
كان السؤال الأساسى هو: هل نستمر فى الخطة المعدة لتقسيم مصر والتى بدأ العمل عليها منذ حرب أكتوبر 1973، وتم دفع الدماء الطازجة فيها بداية من 2004 عبر نظرية الفوضى الخلاقة وحرب المجتمعات، أم نقبل بالأمر الواقع، ونبدأ فى التعامل مع السيسي وخاصة بعد انتخابه كرجل دولة فى المنطقة.
تقارير المخابرات الأمريكية وصفت السيسى بأنه قد يكون شبيهًا بعبد الناصر ولكنه فى النهاية واقعى إلى حد كبير، كما أنه تعلم لدينا، فى إشارة إلى أنه يمكن التفاهم معه وتقويته حتى لا تتفسخ المنطقة، فتخرج عن السيطرة تماما، وتحدث حروب جديدة لا تحتاجها أمريكا الآن، خاصة أنها خرجت خروج الأسد الجريح من حربي أفغانستان والعراق.
كان هناك تردد فى الموقف الأمريكى، لكن اليهود تحركوا فى الوقت المناسب، حيث قابل المسئولون عن أكبر عشرة بنوك أمريكية – وكلهم من اليهود - الرئيس الأمريكى باراك أوباما حاملين معهم رسالة من بنيامين نتيناهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، شرحوا له الأمر فى منطقة الشرق الأوسط وتحديدًا مصر، وحسموه معه ليسيروا من جديد في طريق تنفيذ الخطة القديمة.
قالوا له إنهم لا يريدون أن يضيع مجهود أكثر من 41 عاما من العمل فى الخطة التى بدأت فى العام 1973، قالوا إن هناك تراكمًا لا يمكن تجاهله.
خطة تقسيم المنطقة كانت تشبه خطة سايكس بيكو القديمة، لكن الخطة الجديدة كانت بها ميزات نسبية، فالخطة القديمة التى تم بمقتضاها تقسيم وترسيم حدود المنطقة نفذت فى ظل حالة احتقان ما بعد الحرب العالمية الثانية، كانت الأعصاب مشدودة، والخلافات حادة، أما الآن فالعلاقات بين الأمريكان ودول الاتحاد الأوروبى قوية، هناك حالة وئام... ولذلك فإن الوقت مناسب جدا لإعادة ترسيم المنطقة بالشكل المتفق عليه.
سايكس بيكو الجديدة بدأت تحديدا من العام 1973، بعد هزيمة إسرائيل بدأت الولايات المتحدة تدرس هذه الحرب، وتساءلت لماذا انتصر المصريون، وماذا لو استمرت الحرب تدار بهذه الطريقة.
وهنا ظهرت نظرية المثلث التى كانت تقوم على أنه إذا كان هناك حدث يغضب الشعب الأمريكى، فلابد من البحث عن عدو، يضغط الشعب على الحكومة، لتقوم الحكومة بتحريك القوات، التى تصنع انتصارات، يقوم الشعب بتحيتها، فتستمر الحكومة فى الدعم، لتظل العلاقة بين الثلاثى الحكومة والشعب والقوات مستمرة طوال الوقت.
هذه العلاقة كانت تستلزم وجود عدو، وكان العدو الجاهز هو الاتحاد السوفيتى.
على الفور قامت المخابرات الأمريكية بتجنيد الرئيس الروسى ميخائيل جورباتشوف، وهو التجنيد الذى تم فى غواصة بالمحيط أمام سواحل انجلترا، لتظهر فى أدبيات المخابرات العالمية، جملة " رجلنا أصبح فى الماء، وكانت مهمة جورباتشوف تسييح دول الاتحاد السوفيتى وهو ما جرى بالفعل.
بعد إسقاط الاتحاد السوفيتى، ظهرت فكرة صراع الحضارات، وكانت تقوم على أن هناك حضارات يمكن أن تبقى وحضارات يمكن أن تنكمش، وحضارات لابد أن تنتهى إلى الأبد.
كانت الحضارة التى كتب لها البقاء هى الحضارة الأمريكية والحضارة الأوروبية، أما الحضارة التى كتب لها الانكماش فهى الحضارة الهندية، وظلت الحضارة الإسلامية هى العدو الجديد، الذى حمل اللون الأخضر بعد أن تم القضاء على العدو الأحمر.

الخطة كانت واضحة
عملت أمريكا على أن تجلب الخطر إلى أرضها، دخلت القاعدة إليها بمعرفتها، نفذت أحداث 11 سبتمبر، لتعلن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية حربًا فى أفغانستان تمهيدًا إلى الوصول إلى المنطقة، وبالفعل وصلت إلى العراق التى أسقطت نظامها وسرحت جيشها، والآن تراها وهى تتفتت... وكانت قد مهدت لذلك مبكرًا عندما بنت قواعد أمريكية فى دول المنطقة وتحديدا فى قطر والكويت والمحيط الأطلسى.
خسرت أمريكا كثيرا فى الحرب، ولذلك ظهرت بداية من 2004 نظرية جديدة فى الحروب، كانت الفلسفة العامة لها هى الفوضى الخلاقة، تلك النظرية الملعونة التى أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس.
قامت هذه النظرية على ضرورة تفتيت الدول من خلال نظرية جديدة فى الحرب وهى حرب المجتمعات، حيث يتم القضاء على المجتمع من داخله، دون الحاجة إلى تدخل خارجى.
فى 2004 كان نظام مبارك يرصد جيدًا ما يحدث، تأتيه التقارير الأمنية والمخابراتية بالتحركات الأمريكية، لكن النظام لم يتحرك، استهان بما كان يأتيه، ربما اعتقادًا منه أنه لا يمكن التضحية به مطلقا لأنه يقدم خدمات جليلة للأمريكان، دون أن يعرف أن المصلحة العليا للأمريكان تتجاوز مبارك ونظامه وكل العملاء الموجودين فى المنطقة، وقد يكون هذا هو السبب فى أن ما جرى في يناير كان مفاجأة لمبارك ونظامه، رغم أنه كان يعرف أن الأمر معد من ذي قبل.
كانت خريطة تقسيم المنطقة جاهزة تمامًا، وقد نشرتها جريدة ال " نيويورك تايمز" الأمريكية فى ديسمبر 2013، ويمكن من خلالها أن نتعرف على الآتى:
بالنسبة للعراق فى أبسط الاحتمالات العديدة المتوقعة سوف ينضم أكراد الشمال إلى أكراد سوريا، وسوف ينضم الكثير من المناطق الوسطى التى يسيطر عليها السنة بالمناطق السنية فى سوريا، ويتحول الجنوب إلى شيعستان، بالطبع احتمالات العنف والدم المصاحب لهذه الأعمال مؤكد وواسع.
وعن اليمن تقول الخريطة إنه من الممكن أن تنقسم الدولة العربية الأكثر فقرًا ولمرة ثانية إلى إقليمين عقب الاستفتاء المحتمل الذى سينفذ فى اليمن الجنوبى حول الاستقلال، وفى انعطاف أكثر قوة يمكن أن تصبح اليمن كلها أو جزء منها من ضمن أراضي المملكة العربية السعودية فى مجملها إن لم تكن كلها تمد من البحر، ومن ثم فالوصول المباشر إلى بحر العرب سوف يقلل الاعتماد على الخليج العربى، وكذلك يقلل من قدرة إيران على غلق مضيق هرمز.
نأتى إلى سوريا حيث نقطة الانطلاق التى يمكن أن يؤدى التنافس الطائفي والقبلي إلى تقسيم سوريا إلى ثلاثة أجزاء على الأقل.
الأول: العلويون وهم أقلية تحكم سوريا منذ عقود وتسيطر على الشريط الساحلي.
الثانى: كردستان السورية يمكن أن تنفصل وتندمج فى النهاية مع أكراد العراق.
الثالث: منطقة الوسط السنية سوف تتبع هذا التقسيم ويحتمل أن تضم مناطق فى العراق لكي تشكل ما يسمى دولة سنستان.
ليبيا المفككة، الأمر فيها واضح للغاية، فنتيجة للتنافس القبلي والإقليمي القوي، يمكن أن تنقسم ليبيا إلى جزأين تاريخيين، دولة طرابلس ودولة برقا، مع إحتمالية وجود دولة فزان الثالثة فى جنوب غرب ليبيا.
وفى النهاية يأتى الدور على المملكة العربية السعودية، والمعلومات هنا واضحة، فعلى المدى الطويل تواجه المملكة العربية السعودية انقسامات داخلية، ( الآن تحت السيطرة) والتى يمكن أن تظهر على السطح بانتقال السلطة لأمراء الجيل القادم، يزيد من التهديدات التى تواجه وحدة المملكة الخلافات القبلية، والانقسام السني الشيعي والتحديات الاقتصادية، يمكن أن تنقسم المملكة العربية السعودية إلى خمس مناطق قبل ظهور الدولة الحديثة.
فى هذه الخريطة ظلت مصر دون تقسيم، لأن المخطط الغربى كان ولا يزال يتعامل مع مصر على أنها الجائزة الكبرى، الدولة الغنيمة التي سيكون الفوز بها هو الفوز الأكبر، رغم أن ما يراد بمصر واضح للغاية، فهم يبحثون عن إمارة إسلامية تضم صحراء سيناء والدلتا، ودولة مسيحية فى الصعيد، ثم دولة نوبية.
هذا المخطط تعمل عليه 6 جهات، كل جهة منها لها أهدافها الواضحة، الأمريكان رعاة الخطة، وإسرائيل التى ستكون الدولة المحورية والأهم فى المنطقة، والمتحكمة فى دول ضعيفة ومفتتة وبلا جيوش، والاتحاد الأوروبي بمخابراته الكبرى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتركيا التى تحلم بدخول الاتحاد الأوروبي بأى طريقة وتعتبر اشتراكها في الخطة ثمن حصولها على هذه العضوية، وقطر التي تريد أن تتحول إلى دولة زعيمة مع صغر حجمها، ثم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الذي يحلم بدولة، على أي شبر من أرض العرب... ولكل جهة من هذه الجهات دور محدد، سنتعرض له بالتفصيل فيما بعد.
بعد 30 يونيو بدا لمخابرات الدول الكبرى أن مصر بأجهزتها كشفت المخطط الذي يتم السعى لتنفيذه، ولذلك سربت هذه الأجهزة تقريرًا خطيرًا فى أغسطس 2013 يقول للدولة المصرية إن الخطة ماضية فى طريقها وأنه لا تراجع عنها.
كان هذا التقرير لاجتماع سرى جرى بين مخابرات خمس دول، هى المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية والمخابرات البريطانية ووزارة الدفاع الفرنسية وغرفة عمليات حلف الناتو، فى الفترة ما بين 16 و18 أغسطس 2013 فى القاعدة الأمريكية فى دارمشتات بألمانيا.
رأى المشاركون فى هذا الاجتماع أن وجود نظام مستقر فى مصر لا يخضع لسيطرة الغرب يعكس مخاطر على نظام الحكم الإسلامى الراهن فى تركيا، ولذلك ينبغى تنفيذ النموذج العراقي والسوري فى مصر " فرق الموت" لإصابتها بحالة من الشلل السياسى والاقتصادى، ويقدر المجتمعون أنه إذا وصل معدل ضحايا فرق الموت فى العراق وسوريا الى حدود 6000 شهريًا، فإن هذا الرقم ينبغى أن يتضاعف ليصل إلى 12000 ضحية شهريا بمصر على امتداد سيناء والوجهين القبلى والبحرى، حتى ينعدم تأثير الثورة المصرية على دول المنطقة.
عندما نشر هذا التقرير كذبه الكثيرون، على اعتبار أنه من الصعب تسريب مثل هذه الوثائق الخطيرة، إلا أن المؤكد أن هذه الأجهزة سربت التقارير لتصل الرسالة إلى القاهرة، بأنهم ماضون فى تنفيذ خطتهم، التى يستخدمون فيها داعش الآن إضافة الى جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها.
أما كيف تستخدم داعش فى تنفيذ خطة تقسيم مصر والمنطقة... فهذه قصة أخرى تستحق أن تنتظرونا للأسبوع المقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.