تستضيف السنغال القمة الفرانكفونية الخامسة عشر التي ستعقد في نهاية شهر نوفمبر القادم تحت شعار "المرأة والشباب الفرانكفونيون: سهام السلام وممثلو التنمية" ويشارك فيها عدد كبير من قادة ورؤساء حكومات الدول الناطقة باللغة الفرنسية البالغ عددها 77 دولة يقدر ناتجها المحلي الإجمالي بأكثر من 7.2 تريليونات دولار، وتضم 220 مليون نسمة. وعلى مدار يومي انعقاد المؤتمر في التاسع والعشرين والثلاثين من نوفمبر المقبل، يلتقي 77 قائدا وزعيم دولة ورئيس حكومة والوفود المصاحبة لهم، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والمنظمات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية غير الحكومية بجانب نخبة من رجال الأعمال وخبراء السياسة والمال والاقتصاد. ويعلق رئيس دولة السنغال ماكي سال آمالا عريضة على قمة الفرانكفونية المقبلة، معتبراً أن "قمة السنغال ستكون بمنزلة نقطة تحول للفرانكفونية سواء على المستوى التنظيمي أو على المستوى الفكري والثقافي والسياسي"، مؤكدأ أن بلاده "تتطلع بكل شغف إلى المستقبل، وبمشاركة المجتمع السنغالي، من أجل أن نتمكن سويا من التغلب على التحديات التي تواجه كلينا ثقافيا واقتصاديا". وتدور أجندة قمة منظمة الدول الناطقة باللغة الفرنسية "الفرانكفونية" التي تستضيفها السنغال في دورتها الخامسة عشر حول مسألتين رئيسيتين أولاها اختيار الأمين العام للمنظمة والأخرى تتمثل في التوجه الفرانكفوني واستراتيجية السنوات العشر المقبلة وملامحها الرئيسية التي يعتليها أهم قضيتان: المرأة والشباب. واستنادا إلى المحورين الرئيسيين "المرأة والشباب" اللذين اختيرا في ختام القمة الفرانكفونية الرابعة عشر، ستعمل منظمة الفرانكفونية في قمة داكار على إعادة النظر في الأدوار الرئيسية التي تلعبها هاتان القوتان في المجتمعات الفرانكفونية، ولاسيما في ظل المناخ الراهن الذي يعتريه صعوبات اقتصادية وتوترات سياسية. ومن المنتظر أن تشهد أروقة القمة طرح مبادرات معينة تستهدف مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الهائلة التي تواجه المجتمعات الفرانكفونية. وبمناسبة انعقاد القمة الفرانكفونية ال15 في السنغال، قررت حكومة داكار الاحتفال بافتتاح المركز الدولي للمؤتمرات "سي آي سي دي"، الذي سيمثل بقعة مضيئة تعكس تعاون المجتمع السنغالي بكل مؤسساته ومنظماته لإنجاح فعاليات القمة التي تعتبرها كل الدول المنظمة لها فرصة اقتصادية وسياسية قيمة، وشهادة ثقة في الدولة المنظمة، فضلاً عن الحضور الدولي البارز لها تنظيمياً وسياسياً. وأعدت السنغال خططاً مكثفة للقمة الفرانكفونية بهدف تأكيد مشاركة القوى السنغالية كافة وتمثيلها في فعاليات الاستعداد لاستقبال القمة، وعلى مدار عام كامل تقرر إنشاء العديد من اللجان المتنوعة المكلفة بالتخطيط وإعداد البرامج والأجندة والجوانب التنظيمية لترتيب انعقاد القمة بالتعاون مع الوفد العام التابع لمنظمة الدول الناطقة باللغة الفرنسية. وكلفت "اللجنة العلمية"، التي ترأسها حاجي حميدو كاسي وضمت عددا من الأعضاء البارزين من العاملين في الدولة والهيئات الجامعية والعلمية والمجتمع المدني، بمهام الإعداد للقمة الفرانكفونية وصياغة برامجه وجدول الأعمال. وعلى هامش الاستعدادات للقمة نظمت حكومة السنغال عدداً من الاجتماعات للتخطيط للموضوعات الرئيسية المطروحة للنقاش على مائدة القادة والرؤساء، كان أهمها الندوة الدولية التي عقدت في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر الماضي بعنوان "المرأة والشباب القوى البازعة: قضايا وتحديات وآفاق فرانكفونية". كما نظمت فعاليات "منتدى الشباب" على مدى يومين في 9 و10 أكتوبر الجاري، ومن المقرر استضافة ندوة متخصصة عن المرأة بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة بمشاركة "الشبكة الفرانكفونية للمساواة بين الجنسين" في الفترة من 16 إلى 17 من أكتوبر الجاري، وسيعقد في الفترة من 29 حتى 31 أكتوبر الجاري مؤتمر آخر تحت عنوان "من التصورات الأصلية إلى التحديات الراهنة: مسارات التحديث". وعلى هامش قمة منظمة الدول الناطقة باللغة الفرنسية، تعتزم السنغال تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية للوفود المشاركة، كما ستنشيء "القرية الفرانكفونية"، التي ستكون بمنزلة موقعا مثالياً لاجتماعات ونقاشات وفود الدول الأعضاء المشاركة في القمة، فيما ستخصص مساحات للجمعيات والمنظمات والشركات الفرانكفونية لاستعراض أنشطتها ومنتجاتها. من المقرر أن تتكون "القرية الفرانكفونية" من أربع مناطق؛ أولها، المنطقة المؤسسية التي تخصص لممثلي الدول والحكومات الفرانكفونية والمنظمين للقمة. وثانيتها، المنطقة الإعلامية، والثالثة المنطقة الخدمية للجمعيات والشركات. وأخيراً المنطقة الثقافية التي تخصص للفعاليات الثقافية والتراثية والمعارض. وستفتح القرية أبوابها أمام الجمهور اعتبارا من 24 إلى 30 نوفمبر المقبل بالقرب من المسرح القومي الكبير في داكار. ولتقييم فعاليات القمة ومناقشة نتائجها، تعتزم السنغال تنظيم "منتدى الفرانكفونية الاقتصادي" في الأول والثاني من ديسمبر المقبل عقب انتهاء جلسات القمة الفرانكفونية. ومن المقرر أن تناقش وفود الدول ال77 المشاركة في المنتدى الاقتصادي، التي يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 7.2 تريليون دولار، سبل تحفيز الطاقات الاقتصادية في الدول الفرانكفونية التي يتعين عليها أن تتولى دورا ريادياً على الصعيد الاقتصادي، والعمل على دعم الدور السنغالي الجوهري في تنمية البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية والدول الأفريقية جميعها بوجه عام. تأسست المنظمة "الفرانكفونية" في عام 1970 لتضم شعوب وحكومات الدول الناطقة باللغة الفرنسية، بالإضافة إلى دول أعضاء بصفة مراقبين لديها ناطقون باللغة الفرنسية. ومن المعروف أن القمة الفرانكفونية تعقد كل عامين للنظر في أمور انضمام دول جديدة، والتعريف بتوجهات المنظمة خلال خطة استراتيجية لسنوات عشر للحفاظ على نفوذ المنظمة على الصعيد العالمي، ولانتخاب الأمين العام للمنظمة. و يصل تعداد الشعوب الناطقة باللغة الفرنسية إلى نحو 220 مليون نسمة، ومن المتوقع- حسب تقديرات مؤسسة "ناتيكسيس"- أن يصل عددهم إلى 700 مليون بحلول عام 2050، من بينهم 85 في المائة سيعيشون في قارة إفريقيا.