يناقش الكاتب المصري عبد الرشيد محمودي في رواية “,”بعد القهوة“,” قضايا مثل الحب وثنائي ا الجسد والروح وعشق الموسيقى والتنوع الثقافي، بما في ذلك ما يتعلق بأنواع الطعام واختلاف طرق طهيه من بلد لآخر . ويمر بطل الرواية “,”بعد القهوة“,” بتجارب وخبرات تتراكم منذ نشأته في قرية بشمال مصر وتعلمه في مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس ثم عمله دبلوماسيًا في العاصمة النمساوية فيينا، عبر رحلة تبلغ أربعين عامًا، وبامتداد رحلة البطل زمانيًا وجغرافيًا يناقش تلك القضايا. وتسجل الرواية كيف تتيح الغربة للمصريين أن يحاولوا عن بعد اكتشاف بلدهم التي لا يعلمون عنها إلا القليل . وقبل سفر بطل الرواية إلى فيينا سبق له أن تعرف على جانب من حياة الأوروبيين في “,”حي الإفرنج“,” بمدينة الإسماعيلية، حيث أريد لهذا الحي أن يكون قطعة من أوروبا . و“,”بعد القهوة“,” التي تقع في 421 صفحة متوسطة القطع وأصدرتها مكتبة الدار العربية للكتاب في القاهرة هي العمل الروائي الثاني للكاتب الذي صدرت له مؤلفات في الشعر والقصة القصيرة، أما في مجال الترجمة فله كتب منها “,”برتراند راسل.. فلسفتي كيف تطورت“,” و“,” طه حسين من الأزهر إلى السوربون“,” ويضم كتابات عميد الأدب العربي الفرنسية . وتنقل الرواية قارئها بين عوالمها المتباينة، من هدوء الريف إلى “,”ضلال“,” البطل في المدن الصاخبة حين يصبح في الجزء الثاني الذي يحمل عنوان “,”الخروف الضال“,” إنسانًا مغتربًا يرى نفسه في أحد أحلامه كائنًا جاء من الفضاء وجسده أشبه بسفينة فضائية . وفي فيينا تدور نقاشات في مستوى مختلف عن فن الأوبرا وفلسفة الحب، حيث يقول البطل الذي ينتمي إلى حضارة البحر المتوسط إنه “,”يوناني العقل والقلب“,” ويرفض فلسفة الموسيقى والمسرحي الألماني ريتشارد فاجنر (1813-1883) الذي يرى أن الحب “,”لا يتوج إلا باتحاد المحب بمحبوبه في ظلام الموت “,”. ولكن البطل المصري يعلن اختلافه عن فاجنر قائلًا إنه يحب النور ويعتقد أن الفناء في شخص المحبوب لا يتاح إلا في دنيانا هذه ولبضع لحظات وعلى طريقتنا كبشر.. أ ما الفناء الكامل فليس فيه اندماج ولا نشوة ولا حب.