& زيارة البشير لمصر تاريخية.. و"حلايب" ليست عنوانًا للعلاقات المصرية - السودانية & العلاقات بين القاهرةوالخرطوم دون مستوى الطموحات وهناك إرادة سياسية مشتركة لتعزيز التعاون & نرتبط بعمق أمني واستراتيجي مع القاهرة & لجنة ثلاثية وزارية بين مصر والسودان وإثيوبيا تحدد اسم الشركة الاستشارية التي ستقوم بدراسات سد النهضة أكد السفير عبد المحمود عبد الحليم، سفير دولة السودان بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أهمية زيارة الرئيس السوداني إلى مصر التي تبدأ بعد غدٍ السبت، واصفًا الزيارة ب"المهمة" والأولى للقاهرة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لافتًا إلى أن الزيارة تعكس في المقام الأول توفر الرغبة السياسية الكاملة لتعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات، وخاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. وقال في حواره مع "البوابة نيوز"، إن الرئيس عمر البشير أكد أن أزمة حلايب وشلاتين لن تؤثر على العلاقات بين البلدين، وأن السودان لا يمكنه الدخول مع مصر في حالة حرب، مشيرًا إلى أن حلايب ليست عنوان العلاقات المصرية - السودانية، وقال هناك دول كثيرة بينها مشاكل حدود لكن العلاقات بينها ممتازة ومستمرة، لذلك نحن نركز على الإيجابيات وندعم المشتركات ونبنى الثقة بين البلدين وهو ما يساعدنا على حل واحتواء أي نزاعات. أوضح السفير السوداني، أنه توجد ترتيبات حاليًا لعقد اجتماع للجنة الثلاثية الوزارية بين مصر والسودان وإثيوبيا في القاهرة يوم 20 -21 من الشهر الجارى بعد زيارة الرئيس عمر البشير مباشرة، وغالبًا سوف يحدد هذا الاجتماع اسم الشركة الاستشارية التي ستقوم بالدراسات بشأن سد النهضة لمساعدة البلدان الثلاثة، موضحًا أن هناك حراكًا إيجابيًا في موضوع سد النهضة.. وإلي نص الحوار * في البداية ماذا عن تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير بشأن حلايب وشلاتين واعتبارها أرضًا سودانية، وما مدى تأثير ذلك على العلاقات بين مصر والسودان؟ - قضية حلايب لا تُحل إلا بالحوار، ولدى قيادتي البلدين حكمة كبيرة في التعامل مع هذه القضية عن طريق الحوار والتراضي بين البلدين وهذا هو موقفنا، مشكلة حلايب لا تعالج عبر الإعلام بأي حال من الأحوال وإنما تعالج بحكمة قيادة البلدين، كما أن الرئيس السوداني عمر البشير أكد أنها لن تؤثر على العلاقات بين البلدين وأن السودان لا يمكنه الدخول مع مصر في حالة حرب، حلايب ليست هي عنوان العلاقات المصرية - السودانية، هناك دول كثيرة بينها مشاكل حدود لكن العلاقات بينها ممتازة ومستمرة، لذلك نحن نركز على الإيجابيات وندعم المشتركات ونبنى الثقة بين البلدين، وهو ما يساعدنا على حل واحتواء أي نزاعات حادثة أو ممكن تحدث في المستقبل.. موضوع حلايب ليس موضوعًا للتراشق عبر وسائل الإعلام وإنما موضوع يُحل بحكمة القيادتين وبالحوار. * ماذا عن الزيارة المرتقبة للرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة.. ورؤيتك لأهميتها في الوقت الحالي؟ - بالطبع هي زيارة مهمة وتاريخية، لأنها الزيارة الأولى للرئيس السوداني للقاهرة في عهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأهمية الزيارة تنبع من أهمية الملفات التي تتناولها الزيارة وهى ملفات خاصة بتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، هناك إجماع على أنه لا يوجد بين شعبين مثل ما يربط بين مصر والسودان، وأن العلاقات أزلية وتاريخية، لكن هناك إدراك أيضًا بأنها علاقات دون مستوى الطموحات لذلك هناك إرادة سياسية مشتركة بن البلدين عبرت عنها زيارة الرئيس السيسي إلى السودان السابقة، وزيارة الرئيس السوداني الحالية لمصر، فهى زيارة تعكس في المقام الأول توفر الرغبة السياسية الكاملة لتعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات، وخاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. * وماذا عن تطورات ملف سد النهضة وموقف السودان من المفاوضات بشأن هذه القضية؟ - موقفنا من سد النهضة واضح جدًا، وقد التقى وزير الخارجية سامح شكري ونظيره السوداني علي كرتي منذ أيام، حددا فيه موعد زيارة الرئيس وناقشا التطورات الإيجابية بشأن ملف سد النهضة وأعربا عن رضاهما لتلك التطورات، بعد الاجتماع المهم والحاسم الذي عُقد في الخرطوم وكانت نتائجه إيجابية وتم الاتفاق خلاله على إنشاء لجنة وطنية فنية من الدول الثلاث لبحث أبعاد إنشاء السد على الدول الثلاث وتداعياته واختيار مكتب استشاري دولي للمساعدة في هذه الاستشارات، وبعد اجتماع الخرطوم اجتمع الوزراء وكذلك اجتمعت اللجنة في أديس أبابا وتمت زيارة سد النهضة، والوزير حسام مغازى شارك في اجتماع أديس أبابا، كما أنهم يستعدون الآن إلى اجتماع القاهرة يوم 20 -21 بعد زيارة الرئيس عمر البشير مباشرة سوف يُعقد اجتماع للجنة الثلاثية الوزارية بين مصر والسودان وإثيوبيا، وغالبًا سوف يحدد هذا الاجتماع اسم الشركة الاستشارية التي ستقوم بالدراسات بشأن سد النهضة لمساعدة البلدان الثلاثة، لذلك فأنا أرى أن هناك حراكًا إيجابيًا في موضوع سد النهضة، ويوجد إدراك متعاظم بأن موضوع سد النهضة ليس معادلة صفرية، وأنه لا ضرر ولا ضرار، وأن بالحوار يمكن أن يتم احتواء مشاغل أي طرف فيما يتعلق بالسد.. سد النهضة يسير الآن في الاتجاه الصحيح عن طريق الحوار، وكان موقفنا في السودان منذ البداية أنه لابد من وجود حوار لحسم هذه المشكلة، ونجد الآن أن الحوار مستمر ويوجد تطور في العلاقة بين إثيوبيا ومصر ويوجد حراك إيجابي على مستوى الحكومة والمستوى الشعبي، ونحن سعداء بالتطور الحادث بين إثيوبيا ومصر. * كيف تنظر إلى الوضع المتأزم في ليبيا؟ - للأسف التطورات الجارية في ليبيا مهمة وعدم الاستقرار في ليبيا يؤثر سلبًا على الأوضاع في مصر والسودان، لذلك فإن مصر والسودان تضمهما آلية مشتركة هي آلية دول الجوار، وهذه الآلية كانت قد عقدت اجتماعًا مؤخرًا برعاية مصر وأقرت عدة وسائل للتعامل مع الأوضاع في ليبيا ومنها ضرورة تحرك دول الجوار لإحداث توافق وعملية سياسية ينضم الكل فيها ونبذ العنف في هذا القطر الشقيق، إذن هناك ملف إقليمي مهم مثل ليبيا وأعتقد أن الرئيسين السيسي والبشير سوف يعطيان جانبًا خلال مباحثاتهما لكيفية تنسيق البلدين لحل مشكلة ليبيا، خاصة أن الاجتماع القادم للجنة دول الجوار سيعقد في الخرطوم. * ماذا عن العلاقات بين الخرطوموجوبا، وموقف الخرطوم من التوتر الحالي في جنوب السودان؟ - العلاقات بين السودان وجنوب السودان هي علاقات جيدة، والإخوة كانوا يشكلون معنا دولة واحدة هي السودان، كما أننا لدينا اتفاقيات ثنائية كثيرة مع جوبا، وكنا على طريق التنفيذ لولا التطورات المؤسفة في دولة جنوب السودان، ونحن نلعب دورًا كبيرًا وفاعلًا لحل الأزمة في الجنوب عن طريق الآلية الإقليمية لدول الجوار عن طريق منظمة النيجاد، حيث لعبنا دورًا كبيرًا في ذلك، وندعم الحلول السلمية لأننا أكثر المتضررين بأي حريق يحدث في الجنوب، فأول مَن يتضرر منه هو السودان، لذلك نحن حريصون على سلامة واستقرار جنوب السودان.