أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن مصر تُعد شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في المنطقة. مشددًا على أن واشنطن تؤكد دعمها القوي للإصلاحات الجارية في مصر ولاسيما جهود التحول الاقتصادي لصالح جميع المصريين. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية سامح شكري مع نظيره الأمريكي جون كيري عقب ختام أعمال مؤتمر إعادة إعمار غزة. وأعرب كيري عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي، وأضاف قائلا: "شكري ليس فقط للترحيب الحار، ولكن على العمل الهائل الذي قاموا به لاستضافة وتنظيم المؤتمر". وقال إن نتائج المؤتمر إيجابية ولاسيما وأنه شارك في المؤتمر أكثر من خمسين دولة من أجل ليس فقط دعم القطاع، ولكن لرسم طريق مختلف لغزة. مضيفًا أنه حان الوقت لمواجهة التحديات والمخاوف على الأرض. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، قائلا: "إن إسرائيل لها حق في التخوف من الأنفاق والأسلحة، وإن الفلسطينيين لهم أيضًا الحق في التخوف على تطلعاتهم وحاضرهم ومستقبلهم". وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن الولاياتالمتحدة تريد استئناف المفاوضات، حيث قد قدمنا 118 مليون دولار، كما قدمنا 48 مليون دولار، لجهود الأممالمتحدة لإعمار غزة، واليوم أعلنت تقديم 112 مليون دولار إضافية لإعادة إعمار غزة ، وستوزع هذه الأموال لشراء الأدوية والأدوات وتوفير المياه والصرف الصحي. وأضاف قائلا " لا يوجد هناك بديل عن توفير الأمن لإسرائيل والدولة والكرامة للفلسطينيين ، ولا توجد وسيلة لتحقيق كل المطالب بشكل كامل للطرفين إلا عن طريق بناء عملية للسلام طويلة المدى تساهم في بناء الثقة فىي المستقبل ، واذا لم نفعل ذلك سنفقد الكثير " .. وتابع " مصر لديها باع طويل منذ معاهدة السلام مع إسرائيل وجهودها في الصيف الماضي للوصول إلى هدنة " . وأشار كيري إلى أنه خلال اللقاءات العديدة التي عقدها مع الرئيس السيسي أكد له أن المستقبل لابد أن يشمل الاستقرار الاقتصادي في مصر وخلق فرص عمل واثبات للعالم ان الدولة مستقلة ، وهذا هو ما تحاول الحكومة الحالية انجازه.. موضحا أنه أكد مساندة بلاده للحكومة المصرية التي اتخذت إجراءات اقتصادية للسير للأمام واليوم نسعى للعمل معا لإحداث فرق . وأضاف أنه تحدث مع المسئولين المصريين عن دور المجتمع المدني وحرية الصحافة ولاشك أن المجتمع المدني في مصر قويا منذ زمنا بعيدا ، وان مصر تسعى لإجراء الانتخابات البرلمانية ، وسنستمر في مناقشاتنا بالنسبة للدور الذي تقوم به مصر في إطار الحرب على "داعش" .. معربا عن امتنانه للرئيس السيسي ووزير الخاجية سامح شكري لموقفهما في هذا الشأن ، حيث أن الرئيس أوباما قالها بوضوح إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بهزيمة "داعش" . وتابع " إن التحالف يضم 60 شريكا ملتزمون بمشاركتنا بأشكال مختلفة ، فلن يلعب الجميع دورا عسكريا ، فأحيانا يساعدون في التدريب أو تقديم المعدات أو مواجهة فكر أو سنشارك آخرون في العمليات العسكرية ، فلدينا تحالف قوي يسعى لهزيمة داعش من أجل حق الناس في مستقبل يحددونه هم ولايحدد لهم .. لافتا إلى أن الجنرال جون الآن زار مصر ودولا أخرى بالمنطقة للتأكيد على دور كل طرف ، ومصر عاصمة في العالم الإسلامي ولها دورا مهما تلعبه وستستمر فيه لمنع ايدلوجية الكراهية التي تنشرها داعش ، ونحن سعداء بدور مصر ومن المهم أن تشارك المؤسسات الدينية مثل الأزهر ودار الإفتاء . وردا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن لديها سياسة للتغلب على الصعوبات التي شهدتها المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .. أكد كيري أن الرئيس أوباما وهو ملتزمون بشكل كبير ومدركون لأهمية حل الدولتين ، معربا عن أسفه لتوقف المفاوضات بسبب بعض الأمور مثل اطلاق سراح المسجونين ، وليس بسبب الأمور الأساسية ، ونحن نعتزم العودة إلى التفاوض وهناك تقدم واضح ، ولدينا رؤية واضحة لمتطلبات الطرفين للوصول إلى حل الدولتين ، ولكن الأمر يعود للزعماء للعودة إلى مائدة التفاوض. وقال إن معظم الدول المشاركة في مؤتمر أمس أكدوا أهمية استئناف المفاوضات والضغط من أجل ذلك ..موضحا أن الولاياتالمتحدة ومصر لا يمكن أن يكون لديهما رغبة في السلام أكثر من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الجهود ستتواصل ولن تتوقف . وأضاف "نأمل أن يدرك الزعماء أهمية العودة إلى المفاوضات وأن يساعدوا كافة الأطراف والقيادات في المنطقة على التمهيد لذلك". ومن جانبه .. قال وزير الخارجية سامح شكري إنه التقى صباح أمس مع كيري في إطار سلسلة اللقاءات المتواصلة ، وبعد اللقاء الذي تم في نيويورك بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وباراك أوباما ، والذي تم فيه التاكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية ومواصلة الجهود لدعيمها لما يعود بالنفع على الجانبين. وأضاف شكري قائلا " إن اجتماعي اليوم كان فرصة أخرى لتدعيم العلاقات ، وتناولنا القضايا الإقليمية التي تهم الطرفين وخاصة تنامى التيارات المتطرفة والأوضاع في سوريا والعراق وليبيا، كما تركزت المباحثات أيضا على القضية الفلسطينية اتصالا بمشاركة كيرى في مؤتمر إعادة إعمار غزة" .. معربا عن تقديره للولايات المتحدة لجهودها الرامية للتوصل إلى تسوية نهائية لإقامة دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية . وأكد شكري أن هناك حاجة ملحة لإعادة إعمار غزة ، لان الاحتياجات الإنسانية كبيرة والمعاناة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني لابد من مواجهتها ووضع الآليات القادرة على ذلك.. مشيرا إلى وجود توافق دولي حول التوصل إلى حل دائم عن طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية. وأضاف أن هذا المؤتمر وما عبرت عنه الوفود من التزام وأهمية استئناف المفاوضات نعتبره تقدما كبيرا في هذا الإطار.. معربا عن ثقته في اتخاذ خطوات لدعم هذا التوجه في الفترة المقبلة .