الطلبة والأخوات ومكاتب المحافظات مراكز ثقل الجماعة الطلاب بارود الإخوان لإشعال الحرب ضد النظام والعواجيز مرضى الانفصام عن الواقع "الأخوات" سلاح التنظيم لكسب الاستعطاف فى الداخل والخارج المكاتب الإدارية بالمحافظات، الكيان الوحيد الذي حافظ على توازنه بعد سقوط الجماعة في ظل غياب شبه كامل لقيادات مكتب الإرشاد عن المشهد الحالي، وأيضًا قيادات الصفين الأول والثاني لجماعة الإخوان، إما لظروف سجن المتهمين منهم في قضايا قتل أو تحريض على القتل، أو جراء الهروب من القبضة الأمنية في مصر إلى الخارج، فإن هناك أسماء أخرى ربما لم تكن بقوة أو تأثير القيادات العليا في الجماعة خلال السنوات الماضية، أصبحت مسئولة بشكل كامل عن إدارة التنظيم وتنظيم المظاهرات والفعاليات وتنسيق الهيكل الداخلي للجماعة وإجراء عمليات إحلال القيادات، ويمكن تقسيم مراكز القوة داخل الجماعة إلى الدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد، وهو القائم فعليًا بمهام المرشد العام للجماعة، يليه في الأهمية قسم الطلبة، ويتزعمه عدد من القيادات الشابة في التنظيم في الجامعات، ثم قسم الأخوات، والمكاتب الإدارية ويتزعمها قيادات الصف الثالث والرابع فى المحافظات، والقيادات القدامى، وأخيراً "عواجيز التنظيم" كما يصفهم الشباب. الدكتور "بشر" هو مسئول ملف المفاوضات حاليا مع السلطة، وهو عضو مكتب الإرشاد، وعضو مجلس شورى الإخوان، وقدم استقالة شكلية من مكتب الإرشاد بعد توليه منصب محافظ للمنوفية فى عهد المعزول محمد مرسى، وهو القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان بعد 30 يونية 2013 وفقاً للائحة الداخلية للجماعة، والتى تنص على ضرورة تواجد المرشد العام فى القاهرة، وأن يكون أحد أعضاء مكتب الإرشاد القادرين على التحرك بسهولة وبعيداً عن الملاحقة الأمنية، وذلك بالطبع فى ظل غياب القيادات بالسجن أو الهرب. و"بشر" هو الرجل المكوكى داخل التنظيم فى الفترة الحالية، لم يغمض جفنه برهة منذ 30 يونيو، يتحرك بشكل سريع وبحرية كبيرة منذ عزل مرسى، يقود التحالفات ويلتقى وسطاء ممثلين عن كل التيارات الإسلامية من أجل الوصول إلى حلول للأزمة الراهنة بشكل يضمن للإخوان البقاء فى الشارع السياسى، ويمكن التنظيم من الإفلات من الحل والتفكك. عقد "بشر" اجتماعات متتالية مع قيادات من حزب النور والجماعة الإسلامية، التى تتبنى الوساطة حاليا بين الإخوان والسلطة، وأكد عدم ممانعة جماعته فى التواصل مع السلطة للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة، وهو يقاتل من أجل إنقاذ ما تبقى من فكرة حسن البنا، وتعتمد عليه الجماعة باعتباره مفاوضًا قديمًا منذ فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك. ويعتبر قسم الطلبة داخل الجماعة، الأكثر تأثيرًا وحراكًا داخل التنظيم منذ عزل مرسى، تعتمد عليه الجماعة بشكل محورى لإثارة الرأى العام وكسب تعاطفه؛ نظرًا لكونه الكيان الوحيد القادر على تنظيم التظاهرات بشكل متواصل، وهو يحظى بمكانة خاصة جدا داخل التنظيم منذ نشأته، لدرجة أن المرشد العام السابق للجماعة، مهدى عاكف، كان يشرف عليه بنفسه ويتابع أعماله، ويلتقى المسئولين عنه فى المحافظات بشكل دورى للاتفاق على سيناريوهات محددة لخطة العمل والاحتجاجات بالجامعات ضد النظام. ويخضع الإشراف على قسم الطلبة داخل الجماعة لأحد أعضاء مكتب الإرشاد، ويشترط فيه أن يكون أستاذًا جامعيًا أو أحد الكوادر التنظيمية النشطة فى العمل الميدانى، ويتولى مسئولية الإشراف عليه فى الوقت الحالى الدكتور محمد وهدان عضو مكتب الإرشاد والأستاذ بجامعة الأزهر. عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسى السابق، ورئيس حزب مصر القوية حاليًا، كان المسئول عن قسم الطلبة لفترة طويلة، وبعد خروجه من تنظيم الإخوان تولى الدكتور رشاد البيومى نائب المرشد العام للجماعة مسئولية الإشراف على القسم، وكان معه الدكتور وهدان أيضا، إضافة إلى عدد من الأساتذة من أعضاء مجلس شورى التنظيم، وقد حرص بيومى على إحكام سيطرته على القسم طوال مدة إشرافه عليه، كما أعاد مشروع التدريبات العسكرية مرة أخرى بعد أن انتهى تمامًا فى عهد أبو الفتوح. ويتميز قسم الطلاب داخل التنظيم المحظور بأنه ذو هيكل تنظيمى خاص به، يقف على رأسه المشرف العام على القسم، يليه عدد من الأعضاء المسئولين عن القسم، وهم أقل منه فى الرتبة التنظيمية، وفى كل محافظة يتم تعيين مسئول خاص لقسم الطلاب، يتم اختياره من بين الكوادر الأكثر نشاطًا وطاعة وإخلاصًا للتنظيم، ويتولى مسئولية استقطاب الأعضاء وتجنيدهم وتأهيلهم نفسيًا وتدريبهم رياضيًا وعسكريًا، ويتم تدريبهم أيضًا على حمل السلاح والتعامل مع الأمن. القسم يعقد أيضا اجتماعات خاصة بعيدا عن اجتماعات الشُعب والأُسر، ويتم تقسيمه من الداخل إلى عدد من القطاعات، منها قطاع الطلبة الأول ويضم طلاب الإعدادى ما بين 11 و14 عامًا، ويكون له مناهج خاصة وطرق خاصة فى التعامل والتأهيل النفسى والجسمانى، والقسم الآخر يختص بطلبة الجامعات، وهو أنشط من سابقه وأكثر تأثيرًا فى مجريات الأمور، باعتباره القسم المؤهَّل للتعامل مع المظاهرات والمشاركة فى الحياة السياسية، وتنظيم التظاهرات والدعوة للجماعة داخل أروقة الحرم الجامعي. وفى ظل غياب قيادات الإخوان من أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الصف الأول من على الساحة، يتولى مسئولية قسم الطلاب عدد من قيادات الصف الثانى والمسئولين المباشرين عن القسم فى المحافظات وداخل الجامعات، ويضع القسم خطة متكاملة تم إبلاغهم بها مع بداية العام الدراسى بتنظيم تظاهرات حاشدة فى كل الجامعات دون توقف، إلا إذا صدرت أوامر مباشرة من القيادات المسئولة، وأيضا تصعيد حدة الاحتجاجات مع الوقت للتعبير عن الغضب جراء تجاهل السلطة للمطالب التى يرفعها الطلاب. أما قسم الأخوات داخل الإخوان فقد نشط بشكل مفاجئ بعد عزل مرسى، وأسندت إليه مهام عديدة أهمها تنظيم المظاهرات والحشد لها، وتنظيم المؤتمرات المطالبة بالإفراج عن المقبوض عليهم، والقيادات النسائية فى تنظيم الإخوان تتحرك بحرية تامة دون أى قيود، ولم يدرج اسم إحداهن على قوائم الممنوعين من السفر ولم تواجه إحداهن، حتى القياديات البارزات داخل التنظيم، أى اتهامات بالتحريض على العنف أو ممارسته على الرغم من دعواتهن المتلاحقة للتظاهر ومحاصرة المنشآت، والتحريض الواضح على الجيش والشرطة عبر صفحات التواصل الاجتماعى، وليت خطر نسوة الجماعة يقف عند التحريض على العنف والدعوة العلنية له وممارسته بشكل واضح، ولكن هناك دور أقوى وأكبر تأثيرًا يقمن به من خلال سفرهن الدائم إلى الخارج، حيث تلتقى القيادات النسائية بتنظيم الإخوان مسئولين دوليين بصفة دورية لمحاولة تدويل قضية قيادات الجماعة المحبوسين وتحريض المسئولين فى المنظمات الحقوقية العالمية ضد السلطة فى مصر. الهيكل التنظيمى لقسم النساء لا يكون واضحًا ومعلومًا للعامة، فكل امرأة تنتمى لأسرة، ولهذه الأسرة قيادة مسئولة عنها، وبقية التفاصيل غير معلومة سوى للخاصة من أبناء التنظيم، لأن المبدأ المتبع داخل التنظيم النسائى هو سرية التفاصيل والمعلومات التى تكون متاحة للخاصة، وهن زوجات وبنات قيادات إخوان كبار، أما العامة من نساء التنظيم فليس متاحا لهن أى شىء، لأن التنظيم النسائى داخل الجماعة تسيطر عليه فكرة تكريس الطبقية بينهن، فالتصعيد داخل التنظيم النسائى للجماعة من أسرة لأخرى أعلى يتم لمن استطاعت أن تثبت ولاءها وطاعتها العمياء لقيادات الجماعة، والتزامها بالقواعد المنصوص عليها. وبالنسبة للمكاتب الإدارية، فهى الهيئات التنفيذية للجماعة فى المحافظات، وتختص بتنفيذ الخطط التى تضعها القيادة المركزية داخل الجماعة، وتعمل بشكل تسلسلى، بحيث تستقبل الأوامر الخاصة من القيادة وتبدأ توزيعها على الأسر والمناطق، كل حسب تخصصه، وفى ظل غياب القيادات المؤثرة انتقلت إدارة النشاط التنظيمى اليومى إلى الصفين الرابع (نواب المكاتب الإدارية والمحافظات والذين اعتقل بعضهم) والخامس (شباب الجامعات وصغار الخريجين)، ويستفيد هؤلاء من عدم وجود سجلات بأسمائهم أو أنشطتهم لدى أجهزة الأمن، خاصة أن معظمهم انخرط فى العمل السياسى والتنظيمى بشكل كبير بعد عزل مرسي. آخر محطات التأثير الإخوانى تتمثل فى "عواجيز الجماعة" الهاربين خارج مصر، أو المسجونين بتهم العنف والقتل، وهم يمثلون رأس الأفعى التى تتحرك دون جدوى فى انفصال تام عن القواعد، ويضمون الدكتور محمود عزت، نائب المرشد وأحد أبرز صقور التنظيم، الذى يلقّب بثعلب الجماعة الهارب فى تركيا، ومحمود حسين، الأمين العام للجماعة والهارب فى ماليزيا بعد طرده من قطر، ومحمود غزلان وجمال حشمت ووجدى غنيم وعمرو دراج.