"بوحة".. شخصية سنيمائية استطاعت أن تجذب أنظار الملايين عبر شاشات العرض السينمائية والفضائيات، ولعل أبرز مشاهده تلك التي كانت متعلقة بعمله ك"جزار"، خاصة حينما خرج في أول أيام عيد الأضحى باحثا عن زبائنه، وهو النموذج الذي التقطته "البوابة نيوز"، على أرض الواقع حيث التقت محمد بوحة الجزار الذي لا يعمل إلا في أيام فقط. يعمل "بوحة" 36 عاما، بائعا في محل حلواني شهير، ولكنه يمتهن مهنة الجزارة في أيام العيد فقط، منذ أكثر من 16 عاما، في محيط منطقتي الدقي والمهندسين. "التشفية الجيدة عنوان الجزار الشاطر، فضلا عن عدم إهداره في اللحم، وإخراج الجلد نظيفا دون لحم، وسليما دون تمزيق". هكذا أجاب "محمد بوحة" الذي أخبرنا بأسرار المهنة وكواليس الشارع المصري المضحى اليوم، حين سألناه، عن أهم ما يميز جزار عن آخر. وعن سر امتهان بوحة هذه المهنه قال "مهنة ورثتها أبا عن جد، ورزق زيادة يساعدني على تربية 3 أولاد". وعن رحلته في البحث عن أضحية يقول محمد "يبدأ يومي مع صلاة الفجر ثم أتناول الإفطار مع أهل بيتي وأولادي وبعد الصلاة أبدل ملابسي وأرتدي ملابس الذبح، وأتوكل على الله في البحث عن زبائن جدد، وتنتهى رحلتي مع انتهاء العيد". وأوضح أن تعامله مع الأضحية يكون بتهدئتها أولا من خلال "الطبطبة" وعرض الماء، حتى تطمئن، ثم تكتيفها جيدا، وتوجيهها نحو القبلة والذبح بشكل سريع بسكين حاد حتى لا تتعذب الأضحية. وعن الوقت الذي تستغرقه الأضحية أوضح بوحة "الخروف ممكن يخلص في 45 دقيقة بينما العجل ساعتين تقريبا"، مضيفا أن "المبلغ الذي أتحصل عليه كويس، إضافة إلى اللحم الذي يخصني به المضحون، وبصراحة لحمة العيد بتسندني شهور وبتستر البيت". وحول ما تتطلبه المهنة من مهارات قال بوحة "لا بد من استخدام القوة مع العقل حتى لا يتعرض الجزار للخطر". وأوضح بوحة أنه "يشترك مع إخوته في خروف، كل عيد، إلا أن أخاه هو من يتولى الذبح نظرا لانشغاله هو". محمد بوحة لفت إلى تراجع ذبح الأضاحي في المناطق الراقية خاصة منطقة الدقى التي اعتاد أن يذبح بها منذ 16 عاما، في مقابل إقبال كبير على الذبح في المناطق الشعبية". وحول السبب من وجهة نظره في ذلك "الغنى بقى يكبر دماغه لكن الناس الفقرا دايما بتحس بالغلابة، إضافة إلى أن الرجل البسيط لديه ارتباط قوى بالأضحية وبشعائر الله وممكن ييجى على أهل بيته، بس لازم يدبح وما يقطعش العادة".