بالفيديو.. بلد الأرز "عقيمة" وتفشل في اختيار رئيسها.. والسبب عدم اكتمال النصاب

ما أشبه اليوم بالبارحة.. جملة تنطبق بشكل لافت للنظر على الوضع القائم في الدولة اللبنانية حاليًا، فلبنان منذ حصولها على الاستقلال عام 1943 وحتى انتخاب الرئيس ميشال سليمان، والذي انتهت مدة ولايته في 25 مايو الماضي، تولى رئاسة الحكومة شخصيات متعددة عن طريق تشكيل حكومات عسكرية تأتي كنتيجة لعدم الاتفاق بين الأطراف المختلفة داخل الدولة على الرئيس وفشل عقد جلسات الانتخاب لأكثر من 11 مرة لعدم اكتمال النصاب وهو ما حدث اليوم في الدولة اللبنانية التي تكرر سيناريو "الفراغ".
ثلاث مرات تبدلت فيها المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية في الماضي.. حيث أنه بعد العهد الاستقلالي الأول مع الرئيس بشارة الخوري، كان يفترض أن تنطلق مهلة الشهرين وفق المادة 73 من الدستور في 21 سبتمبر. لكن الخوري استقال في 18 سبتمبر 1952 بعد مظاهرات ضخمة على خلفية اتهامه بالفساد. يومها استدعى قائد الجيش فؤاد شهاب لتكليفه تشكيل حكومة عسكرية قبل أن يقدم له استقالته.. أربعة أيام استمر الأمر الواقع هذا، لتبدأ مهلة دستورية جديدة مع انتخاب كميل شمعون رئيساً في 23 من نفس الشهر والعام، وضمن هذه المهلة انتخب الرؤساء فؤاد شهاب - شارل حلو - سليمان فرنجية - الياس سركيس - بشير فأمين الجميل، الذي كلف العماد ميشال عون تشكيل حكومة عسكرية قبل ربع ساعة من انتهاء ولايته في 23 سبتمبر 1988 لتعذر مجلس النواب انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة.
مع شغور موقع الرئاسة الأولى انطلقت مهلة دستورية جديدة. حيث انتخب ريينيه معوض رئيساً بعد عام تقريباً في 5 نوفمبر 1989، لتتجمد المهلة ليومين مع اغتياله في 22 نفس الشهر، حتى انتخاب الياس الهراوي يوم 24. وهنا مهلة دستورية جديدة تتراوح بين 24 سبتمبر و24 نوفمبر، انتخب ضمنها ايضاً الرئيس اميل لحود، قبل أن يقع الفراغ مرة ثانية مع انتهاء ولاية لحود في 23 نوفمبر 2007. لتنطلق المهلة الحالية الممتدة بين 25 مارس و25 مايو مع انتخاب العماد ميشال سليمان 2008 بعد تسوية الدوحة.
ميشيل سليمان.. بعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية إميل لحود وحصول فراغ في منصب الرئاسة واشتداد الخلافات بين المعارضة والموالاة حول المرشح التوافقي للمنصب، حيث كان الطرفين يرفضان جميع الأسماء كونها إما تنتمي للموالاة أو للمعارضة. وفي 2 ديسمبر 2007 أعلنت الموالاة عن تبنيها اسم قائد الجيش كرئيس توافقي للجمهورية داعية إلى أوسع تضامن وطني حول هذه المبادرة. وقد قبلت المعارضة هذا الترشيح كرئيس توافقي إلا أن عملية انتخابه تعطلت ليس بسبب الخلاف على شخصه ولكن بسبب الخلاف بين الفرقاء على الآليات المرتبطة بتوليه المنصب مثل تشكيل حكومة جديدة وقانون الانتخابات. لكن بعد توقيع الفرقاء اللبنانيون على اتفاق الدوحة في 21 مايو 2008 والذي عمل على إنهاء هذه الخلافات فإنه مهد الطريق أمامه لتولي رئاسة لبنان. وانتخب رِئيسًا للجمهورية في 25 مايو 2008.
والآن مع انتهاء مدة ولاية سليمان للدولة اللبنانية وفشل البرلمان في انتخاب رئيس آخر للدولة بسبب الخلافات الداخلية وعدم اكتمال النصاب للمرة الحادية عشرة.. نجد لبنان يعاني من فراغ السلطة التي تسيطر عليه منذ العهد الاستقلالي له.. فهل سيشهد هذا البلد الجميل سيطرة حكومة عسكرية بأمر من الرئيس المنتهية ولايته ميشال سليمان كالعادة؟