اعتدنا فى مثل هذا الوقت من كل سنة الإقبال على شراء الأدوات المدرسية و"كل وقت وله أدانه". وعقب ثورة يناير 2011 انتشرت الكراسات والكشاكيل المدرسية التى تحمل عبارات وصورًا ثورية مثل "ثورة 25 يناير فتحت أبواب الحرية"، "أنتم دائما فى قلوبنا"، "دمك مش هدر يا شهيد"، "25 يناير ثورة الشعب للحرية والتحرير"، "تحية للشهداء الأبرار"، "الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة"، "عيش حرية عدالة اجتماعية"، كانت هذه هى الشعارات الثورية التى أشعلت الميادين طيلة السنوات الثلاث الماضية، رددها المصريون كبارا وصغارا، وعبروا عنها فى كتابات ورسومات حفروها على جدران البيوت ومحطات المترو، وحتى الآن يوجد إقبال من أولياء الأمور على شراء هذه الكشاكيل التى تحمل نفس الشعارات. وقال محمد السنوسي، البالغ من العمر 16 سنة وهو أحد بائعى الأدوات المدرسية فى شارع الفجالة، إن معظم أولياء الأمور يرغبون فى شراء بعض الأدوات المدرسية التى يوجد عليها بعض الشعارات الثورية كنوع من المشاركة الوطنية، خصوصا أن الأطفال "أصبحوا بيتكلموا وبيتابعوا السياسة"، بالإضافة إلى أن كل صاحب مصنع يضع توجهه وميوله السياسية، يعنى مثلا تلاقى واحد يكتب "الشرطة والجيش إيد واحدة"، فهو بهذا الشعار شايف إنه بيشجعهم. من جانبه يرى صالح العربي، صاحب مصنع للمنتجات الورقية، أن الأمر لا يجب أن يتعلق بالسياسة ولا الأحداث وقد تؤدى الشعارات إلى عزوف الزبائن عن الشراء ويوضح قائلًا: "فيه ناس لما بتلاقى الكراسات مكتوب عليها، مابترضاش تشترى، خصوصا لو الشعارات المكتوبة ضد أفكارهم، ودا ممكن يتسببلى فى خساير، وماينفعش أضع انتمائى على المنتج، بالإضافة إلى أن مباحث التموين منعت وضع أى صور ل"رابعة"، وكانت بتقبض على البائعين اللى بيبيعوها". مصطفى حسين، أحد أولياء الأمور، قال: "ابنى لسه صغير، ومش عاوزه يُحمل بأى أفكار موجهة حسب أى فكر سواء مؤيدا أو معارضا، هو دوره إنه يدرس ويتعلم، ولما يكبر هو حر فى أى اعتقاد يشوفه مناسب لأفكاره، ومش هشترى أى كراسة مكتوب عليها أى توجه سياسى". من ناحيتها قالت سوسن عبد الله، إحدى أولياء الأمور: "أنا لدى ثلاثة أطفال وهم يفرحون جدا بالكشاكيل التى يوجد عليها عبارات الثورة ويستمرون فى ترديدها".