عن مؤسسة "رهف" للنشر والتوزيع، صدر للكاتب الصحفى والروائي محمود الغول، روايته "العبيد" فى 204 ص من القطع المتوسط. والغلاف للفنان خضر حسن. جاءت لغة السرد عند الغول، غرائبية كحكاياته عن مجتع ربما لم يعرف عنه المتلقى كثيرًا، ذاك أن أجواء الرواية تؤكد واقعية مؤلفها السحرية وغرامه بالحكى وجلسات ساعة الغروب. وتأتى شخصيات الرواية لتكمل واقعية السرد، فلا تستطيع الفكاك من أسر الحكاية ولا من دقة التفاصيل الموغلة فى الوصف.. من أجواء الرواية "ساكنة هي العرب تماما مثل لغتنا لا أحد يجرؤ على فتح حرف أو كسره، وياليتها بقيت على حالها، فابتلعت نفسها في باطنها.. ليتها وأدت فضلات أحلام سكانها، وخسفت، وخسفوا مثل قارون وماله. كنت أجالس أمى في حوش بيتنا الموحش.كم أكره هذا البيت اللعين. تكفى الكوابيس العفنة التي تداهمنى ليل نهار، في غرفتى بيتنا مثل معظم بيوت العرب: حوش واسع موحش يتوسط الدار المبنى من طوب الطين المخلوط بالقش، وحوله تتراص الغرف الكئيبة المظلمة هذى الغرفة الكبيرة، حبلى بمشنات الخبز الملدن وزلعة المش العتيقة، يفوح منها فيض خانق وزكائب القمح المطحون برائحته الساخنة دوما. وفى جانب من الحوش بجوار الجدار الشرقى ترتفع صومعة الكشك، والكشك خليط من لبن الجميد والقمح المجروش، يجفف في الشمس، ويخزن للأكل بعد بله بالماء وميسورو الحال يضيفونه للبيض المقلي".