يعاني فلاحو محافظة الأقصر، من عدد من المشاكل التي يطالبون بحلها من سنوات عديدة ولكن ما من مجيب لهم على مر الحكومات المتعاقبة واستغل الفلاحين بالأقصر احتفال مصر بعيد الفلاح المقرر له غدا الثلاثاء، وطالبوا الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدة مطالب أهمها توفير الأسمدة ومستلزمات الإنتاج. بداية تأتي مشكلة السماد كأهم المشاكل التي تواجه الفلاح في المحافظة، حيث تحتاج الأقصر إلى 5000 طن سماد وذلك لمحصول القصب الذي يعد أهم المحاصيل الإستراتيجية في الأقصر حيث تزرع الأقصر 65 ألف فدان من محصول القصب إضافة إلى مشكلة العمالة التي تؤثر على الفلاح وذلك لأنها تحتاج مبالغ كبيرة للشحن ونقل المحصول إلى مصنع قصب السكر سواء في قوص أو أرمنت. ويقول محمود عطية من قرية الكيمان بإسنا، نحن نعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج في زراعة القصب نتيجة ارتفاع سعر العمالة حيث يحتاج المحصول إلى عدة خدمات منها تنقيته من الحشائش والنقل وغيرها كما نعاني من نقص كمية السماد المنصرفة لكل فدان حيث أن الفدان يحتاج إلى 20 جوال سماد والكمية المتاحة أقل من ذلك كما أن نقص كمية السماد يؤثر على المحصول ونضطر إلى شراء الكمية الناقصة من السوق السوداء. ويعاني مزارعو إسنا جنوبالأقصر أيضا من نقص حاد في مياه الري مما يدفع الكثير من المزارعين للاعتماد على مياه الصرف الصحي لري أراضيهم مما يهدد أبناء المحافظة بالإصابة بالأمراض مما دفع مزارعو إسنا إلى الاحتجاج، أكثر من مرة على ذلك من خلال قطع طريق السكة الجديد، لكي يضغطوا على المسئولين بضخ كمية أكبر من مياه الري بعد أن قاموا بخفض منسوب المياه في مشروع ترعة الكلابية، والمخصصة لري الآلاف من الأفدنة الزراعية، وقالوا إنهم تلقوا وعودًا من مدير الإدارة تقوم على تحسين أدائها ورفع منسوب المياه، ولكن دون تحقيق أي من تلك الوعود. فيما يقول "أمين على" فلاح من قرية العشي، إن من أهم مشاكل الفلاح في الأقصر هي أن استصلاح الأراضي يكلف الفلاح ملايين حيث يتم بيع الأراضي للفلاح بثمن غالي جدا وللمستثمر بثمن بخس كما أن المحافظة لا تقوم بشق ترع جديدة تصل إلى الأراضي الجديدة المستصلحة. وبالتزامن مع عيد الفلاح ظهرت مشكلة جديدة أمام الفلاحين بالأقصر مؤخرا والتي أثارتها هيئة الأوقاف المصرية بعد أن أصدرت قرار برفع القيمة الإيجارية للأراضي الزراعية اعتبارا من 1 نوفمبر المقبل الأمر الذي اعتبرته بعض القوى السياسية قرارا استفزازيا للفلاح، مطالبين المسئولين بدراسة القرار من كل الجوانب الاجتماعية والسياسية قبل إصداره حتى لا تتهم الدولة بعدم مراعاتها للفلاح البسيط. وأكد خالد حرز الله، أننا – الفلاحين - أصبحنا محاصرين بالعديد من المشاكل من ارتفاع سعر الأسمدة الكيماوية والري وأسعار السولار كل هذا لم تراعيها هيئة الأوقاف وقامت برفع القيمة الإيجارية إلى 4000 جنيه كحد أدنى كما أن هناك مادة تلزم الفلاح الذي يتعذر عن الدفع وحاول التنازل عن الارض للهيئة أن يقوم بدفع 200 جنيه عن كل قيراط مقابل التنازل أي عليه دفع نحو 5000 جنيه عن فدان، فكيف يدفع قيمه التنازل عن الارض وهو لم يستطيع دفع قيمة الايجار. ومن جانبه أكد رشدي عرنوط نقيب الفلاحين بالأقصر أن الفلاح هو العمود الفقري للبلاد مهنئا جموع فلاحي مصر بعيد الفلاح، مشيرًا إلى أنهم الفئة الوحيدة المظلومة والمهمشة في الدولة، والتي لم تنظر إليها القيادات السياسية المتعاقبة على حكم مصر، وبعد ثورة 30 يونيو وتنصيب السيسي رئيسا، وآن للفلاح أن يفرح بعهد جديد وبجمهورية جديدة وقال مخاطبا الرئيس السيسي " الفلاح أمانة في عنقك يا ريس". وطالب عرنوط في عيد الفلاح، بضرورة عرض أسعار المحاصيل الزراعية قبل توريدها وتوفير جميع مستلزمات الإنتاج للفلاح وتنظيم ساعات المناوبة لري المحاصيل على حسب نوع المحصول. وأشار عرنوط إلى أن الفلاح المصري يحتاج إلى تأمين صحي ومعاش، حيث إنه يبدأ حياته العملية في عمر ال 7 سنوات، مشيرًا إلى ضرورة الاعتناء بالفلاح أحد العناصر الأساسية التي تحقق الاكتفاء الذاتي للبلاد. وفيما يخص التعدى على الأراضي الزراعية، طالب عرنوط بمنع إدخال المرافق الأساسية من ماء وكهرباء وعدم توصيل المرافق للمنشآت المخالفة ووضع عقاب رادع متمثل في الهدم الفوري لكل من يبني فوق المساحات الزراعية. يذكر أن مصر ستحتفل غدا الثلاثاء الموافق 9 سبتمبر بعيد الفلاح المصري ال 62، وهو العيد الذي يواكب صدور أول قانون للإصلاح الزراعي الذي أصدره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في 9 سبتمبر 1952.