يعتبر الاجتماع حول مائدة الطعام من أهم التحديات في حياة طفلك، ما يعزز المسئولية الملقاة على الأهل، لتعليم طفلها قواعد وآداب المائدة في سن مبكرة. لذلك ينبغي عليك تحسين تعليمه آداب المائدة، لأنها تمثل نوعًا من أنواع التواصل الاجتماعي. كما عليك تشجيعه على محاولاته الناجحة في الأكل بدلًا من توبيخه على هفواته السيئة. فكيف تعملين طفلك هذه القواعد؟ وما هي أبرز النصائح التي تساعدك في عملية التعليم هذه؟ اكتساب مهارة فن المائدة كلما كانت عملية التعليم في سن مبكرة كلما تأقلم طفلك معها، وأصبح يتقنها بسرعة. فلا تؤجلي شرح أهمية آداب المائدة وما تشكله من وسيلة تواصل وتعبير تعزّز لديه الانخراط أكثر في العائلة أولا والمجتمع في ما بعد. لا يختلف اثنان على أن العادات العائلية تلعب دورًا بارزًا في تثقيف الطفل في سنواته الأولى، فلم لا تستندين إليها لتعليم ولدك قواعد المائدة وكل ما يرتبط بهذا المفهوم. صحيح أن المهمة ليست بالسهلة، ولكن كوني واثقة أنه مع الوقت سينجح طفلك في اكتساب مهارة حسن السلوك أثناء الأكل. لذا ما عليك إلا أن تعلميه الأمور البديهية ليتمكن لاحقًا من فهم الأمور الأكثر تعقيدًا. من الضروري أن تشرحي له أيضًا أهمية هذه القواعد، فعندما يعرف أهميتها في حياة الآخرين سيسعى إلى أن تكون أيضًا مهمة بالنسبة له. فكوني أنت القدوة له ليحسن التصرف على مائدة الأكل. وهنا عليك أن تشجّعي طفلك على استخدام الشوكة والسكين بالشكل الصحيح. كما علّميه أن يغلق فمه عندما يأكل، فمن غير الجائز أن يتحدث وفي فمه طعام. عوّديه رويدًا رويدا على هذه المبادئ، ولا تتوقعي منه أن يتعلّمها بهذه السرعة، عليك أن تكوني صبور لتحقيق الهدف المنشود. ما هو العمر الأفضل لتعليمه قواعد المائدة؟ من المهم جدًا إشراك طفلك في الواجبات العائلية ليتمكن من إلتماس أهمية معرفة قواعد المائدة واستخدامها في الحياة اليومية. ويُقال أن أفضل عمر ليتعلم طفلك مهارة آداب المائدة هو في الثالثة، فحاولي قدر المستطاع أن تعزّزي هذه العملية في سن مبكرة، وحاولي الاستفادة من وجود كل أفراد العائلة ليدرك أنه جزء من هذه العائلة ومن هذه الآداب. فالجلوس على مائدة الطعام يشكّل بالنسبة لطفلك فرصة ليتمرّن على عادات الاكل بكل اصولها وتطبيق ما تعلّمه عند جلوسه على مائدة الطعام. وبذلك، يكتسب الطفل مهارات جديدة وعادات أخرى كحسن الإصغاء، والتكلم بالدور...وفي حال وجد ولدك صعوبة في استخدام أدوات المائدة ذات الحجم الكبير، دعيه يستعمل ما يناسب عمره حتى يتمكن بمفرده من التحكم بأدواة المائدة العادية. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الطفل يتعلّم آداب المائدة عن طريق الأمثلة الحية وليس عن الطريق الكلام الذي يتلقاه. وقد يرى البعض أن تعليم آداب المائدة ليس بالأمر المهم، ولكن الحقيقة عكس ذلك لأنه سيتعلّم ضبط النفس وحسن السلوك سواء في العائلة أو في المجتمع نصائح عملية يبقى الهاجس الأكبر عندك حين تأخذين طفلك إلى أحد المطاعم وتتفاجئين بردة فعله. لذا سنقدم لك بعض النصائح التي تساعدك على تحضير طفلك والحفاظ على هدوئه كما تتوقعين منه. - إختاري مطعمًا عائليًا يهتمّ بالأطفال كي يشعر أنه في المكان المناسب وتلبى احتياجاته. ولا تبحثي عن مطعم فخم وإنما إختاري شيئا يناسب عمر طفلك وتوقعاته. - حفزي لدى الطفل الحماس وإختبار هذه التجربة الجديدة بالنسبة له. إذ يشعر طفلك بالإثارة تجاه هذه الفكرة، فحاولي أن تثني على إختياراته وتشجيعه على ذلك. - عليك تحضير طفلك على كيفية تحضير الأطباق في المطعم وإختلافها عن طريقة تحضيرك الخاصة، حتى لا يتفاجأ بالطبق الذي سيتقدم. - شجعيه على مراقبة الطريقة التي يتناول فيها الموجودين في المطعم طعامهم حتى يعرف أهمية آداب المائدة في الحياة الاجتماعية. - إبتعدي عن الوجبات الكبرى وإختاري حصة تتناسب مع عمر طفلك، ودعيه يأكل بمفرده حتى لو وجد صعوبة في بادىء الأمر. والأهم من ذلك لا توبخيه في حال أخفق في استخدام معدات المائدة فهذه تجربته الأولى خارج المنزل ومن الطبيعي أن يشعر بالخجل والارتباك.