قالت صحيفة "يسرائيل هايوم"، إن حركة حماس تعلم بأن محيط غزة هو بطن إسرائيل الطري، ولهذا استهدفته بكثيف إطلاق صواريخها مؤخرا، ولكن هناك أسبابا أخرى عند حماس لتحويل محيط غزة إلى محيط وهو ضعف مخزونها من المقذوفات الصاروخية، وقذائف الهاون، حيث تعدى عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس منذ بدء الحملة ال4 آلاف قذيفة صاروخية، والجيش الإسرائيلي لا يعلم بالضبط المتبقي من مخزون الصواريخ عند حماس، إلا أن التقديرات تشير إلى نحو 3 آلاف مقذوف صاروخي، لايتجاوز ثلثيها مدى 20 كيلومترا، وبضع مئات أخرى تصل إلى مدى 40 كم، وربما أكثر بقليل من 100 يمكنها الوصول إلى السهل الساحلي، غوش دان والقدس. ولهذا تحرص حماس مؤخرا على عدم تكثيف طلقاتها إلى لأبعد من 75 كيلومترا، للحفاظ على ذخيرتها لأيام أخرى من القتال، إضافة إلى حرصها على نقل رسالة بأن قوتها لا تزال في أوجها، وعليه فعملية إطلاق حماس لنيرانها يمكن أن تستمر لأشهر اعتمادا على وتيرة إطلاق الصواريخ، وهذا عمليا يعني أن حماس تجر إسرائيل لحرب استنزاف، خاصة أن تقديرات الأجهزة الأمنية لا تشير إلى أن حماس تبدي انكسارا، وأنها مصممة بتعنت على مطالبها، برفع الحصار وموافقة مبدئية من إسرائيل على إقامة ميناء في غزة، ستستغرق بالمناسبة بضع سنوات. وفي المقابل فإن القيادة السياسية في إسرائيل بدأت بفقدان ثقتها، فحاولت إسرائيل رفع السقف، وطالبت سكان غزة بالابتعاد عن كل مبنى أو موقع تطلق منه حماس، لأن "الجيش الإسرائيلي سيعمل بكل القوة ضد كل منشأة عسكرية أو مدنية تنفذ منها أعمال إرهاب ضد إسرائيل"، ثم قصف سلاح الجو مبنى من 14 طابقا، وزعم الجيش الإسرائيلي بأن قيادة حماس تستخدم المبنى، لقد هدفت إسرائيل من ذلك إلى الدفع بسكان غزة للضغط على حماس بالموافقة على وقف النار، ولو بدون قبول بعض من مطالبها، ولكن تخوف قيادة حماس من العصيان المدني يدفعها إلى الاعدامات بالجملة وبلا محاكمة لمن اسموهم "الخونة" و"العملاء". والهدف هو نقل رسالة إلى الغزيين بأن كل من يتجرأ على رفع الرأس ضد حماس، سيعدم.