بعد معارك استمرت لعام ونصف العام، نجحت قوات النظام السوري في اقتحام بلدة المليحة بريف دمشق بعد عمليات قصف بري وجوي مستمرة أدت إلى تدمير أكثر من 70% من المباني السكنية على الأقل. ووفقًا لمصادر من المعارضة السورية، فقد قام سلاح الجو السوري باستخدام ما يقارب 800 برميل متفجر ألقاها على البلدة خلال الأربعة أشهر الأخيرة، إضافة إلى أكثر من 700 صاروخ أرض أرض و7 آلاف قذيفة مدفعية ودبابة وهاون استخدمت خلال العمليات العسكرية الأخيرة ضد 400 مقاتل كانوا يتحصنون هناك. ويُذكر أن المليحة كان يقطنها قبل الحملة العسكرية التي شنها النظام أكثر من 25 ألف نسمة، فيما تبدو اليوم مهجورة ومقفرة بعد أن تسببت هذه الصورايخ والقذائف بدمار 70% من البلدة. كما قامت قوات طيران النظام بقصف قريتي السويسة والهجة بريف القنيطرة بالبراميل المتفجرة، كما شنت قوات النظام السوري 23 غارة جوية على محافظة الرقة وريفها، خلفت 11 قتيلًا وعشرات الجرحى في حصيلة أولية. وفي ريف اللاذقية، جرى قصف بالبراميل المتفجرة على قرى جبلي الأكراد والتركمان، وتمكنت كتائب الثوار من تدمير دبابة ثانية لقوات النظام في قرية البريج بريف حلب. واستهدفت دبابات تنظيم داعش بقذيفتين الأحياء السكنية في بلدة مارع بريف حلب، كما سقط قتلى وجرحى جراء سقوط قذائف هاون على مبنى المحافظة في مدينة الحسكة، مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى من عناصر داعش جراء الانفجار. وقد قتل تنظيم "داعش" خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 700 شخص من أفراد عشيرة سنية حاولت التمرد ضده في محافظة دير الزور السورية مع الحدود العراقية. وكان النظام قد كثف من ضرباته ضد تنظيم داعش، منذ شن الأخير قبل شهرين هجومًا كاسحًا أتاح له السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، وقيامه بتوسيع نطاق مناطق سيطرته في سوريا. وتأتي هذه الغارات مع تلك التي ينفذها الطيران الأمريكي ضد مواقع داعش في شمال العراق منذ أكثر من أسبوع. كما يأتي القصف المكثف بعد سيطرة داعش في الفترة الماضية على موقعين عسكريين أساسيين للنظام في محافظة الرقة، هما الفرقة 17 (في 25 يوليو)، واللواء 93 (في الثامن من أغسطس)، إثر معارك أدت إلى مقتل أكثر من 120 عنصرًا من النظام، بحسب المرصد. ويسيطر التنظيم بشكل شبه كامل على دير الزور والرقة، ويتقدم في الأيام الأخيرة على حساب مقاتلي المعارضة في ريف حلب. وفي سياق آخر، فشلت محاولات الاغتيال التي طالت شخصيات قيادية بالغوطة الشرقية، والتي نفذها عناصر مجهولون بحق قائد لواء شهداء دوما، والعملية الثانية استهدفت عضو مجلس الشورى في الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وذلك في غضون أقل من 12 ساعة بين كلا المحاولتين. وأكد الناشط الإعلامي في تنسيقية دوما منار الطيب، إقدام مجهولين على دراجة نارية في الساعة الأخيرة من ليل الأمس على إطلاق النار من أسلحتهم على سيارة قائد لواء شهداء دوما أحمد طه أبو صبحي، أثناء عودته إلى منزله من مقر عمله، ما أدى إلى إصابته إصابة خفيفة، إضافة إلى أضرار بمركبته. بينما خاض الجيش الحر قتالًا عنيفًا في دير الزور وحلب، مع قوات موالية للنظام السوري، مؤديًا إلى سقوط قتلى وجرحى بقصف جوي طال حي الصالحين في مدينة حلب، فيما أكد ناشطون تصدي الثوار لمحاولات جيش النظام التقدم باتجاه مشفى الكندي شمال حلب. وفي الريف أشارت الهيئة إلى اندلاع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام قرب قرية البريج. كما أفاد ناشطون بسيطرة الجيش الحر على منطقة مناشر السيحة غربي حماة ومقتل العديد من جنود النظام.