توصلت نتائج دراسة أمريكية أنَّ بعضَ أنواع حُبوب منع الحمل تُضاعِف من خطر سرطان الثَّدِي، حيث يُؤدِّي استخدامُ حبَّة منع الحمل المُركَّبة عن طريق الفم إلى زيادة في خطر سرطان الثَّدِي تصِلُ إلى 50%. وتحتوي الحبَّةُ المُركَّبة على الإستروجين، ومن المعروف أنَّ هذا الهرمونَ يستطيع تحريضَ خلايا سرطان الثَّدِي على النموِّ. وقد بيَّنت دِراساتٌ سابقة أنَّ الجرعةَ الزائدة من الإستروجين يُمكن أن تزيدَ من خطر سرطان الثَّدِي أحيانًا، لكن تحتاج أيَّةُ زِيادة في الخطر إلى التعرُّف إليها ضِمن السِّياق؛ فالخطرُ الأساسي للإصابة بسرطان الثَّدِي عندَ النِّساء في سنّ الخُصوبة يُعدُّ بسيطًا، ممَّا يجعل هذه الزِّيادةَ في الخطر، وبنسبة 50 % ليست مُرتفعةً بشكل كبير. كما أنَّ الخطرَ يحتاج أيضًا إلى قِياسه في مُواجهة الفوائد المُحتَملة للحبَّة من ناحية وِقاية النِّساء من أنواع أخرى من السَّرطان، مثل سرطان المبِيض، لكن من الصعب الوصُولُ إلى إجابة عند تقييم الفوائد والمخاطر. واشتملت الدراسة على أكثر من ألف امرأة أمريكيَّة في عمر تراوَح بين 20 إلى 49 عامًا، جرى تشخيصُ إصابتهنَّ بسرطان الثَّدِي؛ إضافةً إلى مجموعة المُقارنة التي تضمَّنت نِساء في أعمار مُتقارِبة. وتفحَّص الباحِثون ما إذا استخدمت النِّساءُ حبَّةَ منع الحمل المُركَّبة الفموية في العام الذي سبقَ تشخيصَ إصابتهنَّ بسرطان الثَّدِي. وجد الباحِثون أنَّه، بشكلٍ عام، ترافق استِخدامُ أيَّة حبَّة مُركَّبة خلال العام الفائت مع زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثَّدِي تصل إلى 50 % بالمُقارنة مع عدم استخدام الحبَّة المُركَّبة أو استِخدامها قبل أكثر من عام واحِد. وأدَّى استخدامُ حُبوب منع الحمل ذات الجرعة القويَّة إلى زيادة خطر سرطان الثَّدِي بأكثر من الضِّعفين. وتُمثِّل نتائجُ هذه الدَّراسة رسالةَ تحذير عند استخِدام حُبوب منع الحمل، لكن يجب عدمُ اعتبارها قاعدةً ثابتة ويُفضَّل اللجوءُ إلى الاستشارة الطبيَّة المُختصَّة عندَ الحاجة.